لندن- قال وزير خارجية بريطانيا جيريمي هنت الخميس إن لندن ستمنح الحماية الدبلوماسية لنازانين زاغاري-راتكليف التي تحمل الجنسيتين البريطانية والإيرانية للتأكيد على اعتقاد الحكومة بأن طهران تصرفت بشكل جائر في معاملتها لها.
وقالت وزارة الخارجيّة البريطانيّة في بيان إنّ “منح الحماية الدبلوماسية في حالة نازانين يعني أنّ الحكومة البريطانية تعترف رسميّاً بأنّ المعاملة (التي تتلقّاها) لا تتوافق مع التزامات إيران بموجب القانون الدولي، ويرفع القضيّة إلى مستوى نزاع رسمي بين دولة وأخرى”.
واعتقلت زاغاري-راتكليف التي تعمل لحساب مؤسسة تومسون رويترز الخيرية في أوائل أبريل 2016 في أحد مطارات طهران بينما كانت متجهة إلى بريطانيا مع ابنتها بعد زيارة عائلية.
وقال هنت إن هذه الخطوة، وهي وسيلة قلما تستخدمها الحكومات لتوفير الحماية نيابة عن مواطنيها، لن يكون لها على الأرجح “مفعول السحر” لكنها قد تساعد في قضية زاغاري-راتكليف.
وأشار الوزير إلى عدم سهولة اتّخاذ هذا القرار. وتحدّث عن “معاملة غير مقبولة” تلقّتها نازانين على مدى السنوات الثلاث الماضية، وعن “عدم حصولها على علاج طبّي” و”عدم انتظام” الإجراء القضائي بحقّها.
وقال هانت “قراري هذا خطوة دبلوماسيّة مهمّة تظهر لطهران أنّ سلوكها غير عادل على الإطلاق”. وأضاف “لا ينبغي لأيّ حكومة أن تستخدم أفراداً أبرياء رهائن لممارسة نفوذ دبلوماسي”، داعياً إلى إطلاق سراح نازانين.
وقضت محكمة بسجنها خمس سنوات بعد إدانتها بالتآمر للإطاحة بالمؤسسة الدينية في إيران وهو اتهام نفته عائلتها.
وتدهورت حالتها مذّاك، وفق ما أعلن زوجها ريتشارد راتكليف في مؤتمر صحافي. واكتشفت زاغاري-راتكليف تورّمًا في الصدر، كما أنّها تعاني من خدر في الذراعين والساقين.
وترفض إيران الاعتراف بجنسية زاغاري-راتكليف البريطانية وتتعامل مع قضية احتجازها على أنها مسألة داخلية. وقال هنت “قررت اليوم أن تتخذ المملكة المتحدة خطوة غير معتادة بشكل كبير باستخدام الحماية الدبلوماسية” مضيفا أن الخطوة إشارة لطهران بأن “سلوكها خاطئ تماما”.
والحماية الدبلوماسية آلية ينص عليها القانون الدولي تستطيع أي دولة من خلالها السعي للتعويض عن الضرر الذي لحق بأحد مواطنيها استنادا إلى أن دولة ثانية ارتكبت خطأ بحق هذا الشخص يتنافى مع القانون.
وقال السفير الإيراني في لندن حميد بعيدي نجاد على موقع تويتر “توفير الحكومة البريطانية الحماية لزاغاري يخالف القانون الدولي. لا يمكن لأي حكومة توفير الحماية إلا لمواطنيها”.
وأضاف “تعلم الحكومة البريطانية جيدا أن إيران لا تعترف بالجنسية المزدوجة. بغض النظر عن إقامتها في بريطانيا تظل السيدة زاغاري إيرانية”.
وفي وقت سابق من العام أضربت زاغاري-راتكليف عن الطعام احتجاجا على المعاملة التي تلقاها في السجن.
وقال هنت “نعمل جاهدين لتأمين إطلاق سراحها لكن محاولاتنا المتكررة باءت بالفشل. لم نتمكن حتى من إتاحة العلاج الطبي الذي تحتاجه بشدة على الرغم من تأكيدات بعكس ذلك”.
وأضاف “يجب ألا تستغل أي حكومة الأبرياء كرهائن لممارسة النفوذ الدبلوماسي لذا أدعو إيران إلى الإفراج عن هذه السيدة البريئة حتى يلتئم شملها مع عائلتها”.
العرب