أقام السيد عمار الحكيم رئيس تحالف الإصلاح والإعمار العراقي في مقره في العاصمة العراقية بغداد حفلًا بمناسبة يوم الشهيد العراقي، وقد حضر الحفل كل من برهم صالح رئيس جمهورية العراق ومحمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب العراقي وشخصيات سياسية وبعثات دبلوماسية ووجهاء وشيوخ عشائر. وكان جدول أعمال الحفل يسير كما كان مخطط له، حتى أقدم محمد حلبوسي بتصرف أقل ما يوصف به بأنه تصرف غير مسؤول من شخصية سياسية عراقية، تمثل هرم السلطة التشريعية في العراق. فما أن صعدت جينين هينيس بلاسخارت ممثلة الأمم المتحدة في العراق إلى المنصة لتلقي خطابها بمناسبة يوم الشهيد العراقي، غادر محمد الحلبوسي المنصة التي كان يتواجد عليها برهم صالح رئيس جمهورية العراق والسيد عمار الحكيم رئيس تحالف الإصلاح والإعمار العراقي، وقد تبع تلك المغادرة، مغادرة الصف الأول من الحضور. ومما لاشك فبه، أن ذلك التصرف من رئيس مجلس النواب العراقي سبّب إحراجًا شديدًا للسيد برهم صالح والسيد عمار الحكيم، وأثار غيظ ممثلة الأمم المتحدة في العراق.
كما بُلغت رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء بامتعاض البعثات الدبلوماسية في العراق عن تصرف محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب، لأن ذلك التصرف من الناحية الدبلوماسية لا يليق بأعرافها وتقاليدها، أما على الجانب القيمي والأخلاقي لا يليق التعامل مع ضيفة البلاد بتلك الطريقة غير مهذبة، فالعراق صاحب الحضارة الإنسانية الأصيلة، هو الذي يكرم الضيف، وينزله منزله التي يستحقها، وجينين هينيس” تستحق كل الاحترام والتقدير نظرًا لسيرتها العملية والأخلاقية كوزيرة دفاع سابقة في بلادها هولندا، وكممثلة-الآن- عن الأمم المتحدة في العراق، فلا يليق الاستخفاف بهذه الشخصية السياسية، أولًا احترمًا للعراق الدولة المضيفة، وثانيًا، تقديرًا للضيف. لذا توجب الأمر على محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب أن يتقدر بالاعتذار عن سلوكه غير مسؤول، فوجوده على المنصة لا يمثل شخصه، وإنما يمثل إحدى السلطات الدستورية المهمة في العراق.
وفي حال عدم تداركه للإساءة الذي ارتكبها بحق ممثلة الأمم المتحدة في العراق، فغدًا سوف يعقد مؤتمر للمرأة العراقية في مجلس النواب العراقي وسيكون في حضورها وحضور محمد الحلبوسي، ونقول في حال عدم اعتذاره السريع قبل انعقاد المؤتمر، فمن الممكن أن تقدم ممثلة الأمم المتحدة في العراق في الحديث عن أمور قد تسبب إزعاج شديد لمحمد الحلبوسي.
خلاصة القول، تلك التصرفات غير دبلوماسية وفاقدة لحس المسؤولية من شأنها أن تهدم جهود رئيس جمهورية العراق الذي يسعى بكل جهد أن يعيد العراق إلى الخارطة العربية والإقليمية والدولية عبر العمل الدبلوماسي المكثف من خلال الزيارات الرسمية واللقاءات، وكان آخرها ملتقى السليمانية السادس الذي عقد تحت شعار “تحت شعار “العراق ودول الجوار.. نحو نظام اقليمي جديد”. فالعراق بأمس الحاجة إلى دبلوماسية بناء “برهم صالح” وليس دبلوماسية هدم.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية