عمت موجة من السخرية والإحباط عقب إعلان تشكيل حكومة الكفاءات الجديدة في السودان، لاشتمالها على أغلب وجوه الحكومة السابقة التي أقالها الرئيس عمر البشير الشهر الماضي، كما أنها اعتمدت المحاصصة أكثر من الكفاءة.
وأصدر البشير أمس الأربعاء مرسوما جمهوريا -بالتشاور مع رئيس مجلس الوزراء القومي محمد طاهر إيلا- بتعيين 21 وزيرا اتحاديا و18 وزير دولة.
وكان الرئيس قد حل الحكومة في 22 فبراير/شباط الماضي لصالح اختيار حكومة كفاءات، وعين ولاة عسكريين وأمنيين على الولايات قبل أن يعلن سريان حالة الطوارئ بالبلاد.
ومنذ مايو/أيار 2017 عندما شكلت حكومة الوفاق الوطني من 31 وزيرا اتحاديا وأكثر من أربعين وزير دولة، أعيد تشكيل الحكومة نحو ثلاث مرات في محاولة لتحسين الأداء وخاصة الاقتصادي منه ولكن دون جدوى.
حملة انتقادات
وضجت مواقع التواصل بانتقادات لاذعة وساخرة نالت من الحكومة الجديدة، وتفاوتت التعليقات بين توصيفها بالهزيلة والمحبطة، بينما مضى آخرون إلى تشبيهها بإعادة التدوير.
وحمل الهندي عز الدين (ناشر صحيفة “المجهر السياسي” وأبرز الصحفيين المدافعين عن الحكومة) بشدة على الحكومة الجديدة،، وغرد على حسابه في تويتر “الحكومة التي أعلن تشكيلها محمد طاهر إيلا قبل قليل، حكومة كفوات لا كفاءات !!”.
وتابع “مؤسف جداً أننا كلما ظننا أنكم تتقدمون، بدعمنا ودعم الملايين من أبناء شعبنا الصابر الواعي الذي رفض مظاهرات الثلاثة شهور، تتراجعون.. تتأخرون.. وتحبطون!” قبل أن يضيف “حكومة مخيبة للآمال”.
حالة شماتة
أما مؤيدو الاحتجاجات فقد سرت بينهم حالة أشبه بالشماتة عقب إعلان حكومة الكفاءات التي قال عنها رئيس مجلس الوزراء إن أولوياتها حلحلة الضائقة الاقتصادية وتوفير الحياة الكريمة والاهتمام بمعاش الناس.
وكتب الممثل والموسيقي محمود ميسرة السراج على فيسبوك “السيد إيلا شكرا جزيلا.. كنا نتوجس خيفة أن تأتي لنا في حكومتك التي أعلنتها للتو بناس محترمين مالين مراكزهم وكفاءات حقيقية تربك حساباتنا وتجعلنا نفكر كيف لحكام مثلكم أن يأتوا بناس محترمين، ولكن الحمد لله طلعت سليمة.. صدقني كانت ستكون مشكلة كبيرة جدا حتى لو أتيت بزول واحد بس محترم.. شكرا لك لا عدمناك”.
وعبّر كثيرون عن إحباطهم مثل القاسم عبد الرحمن العوض الذي كتب “إحباط شديد وسط كل من التقيته بعد إعلان حكومة الكفاءات” بينما قالت أماني عبد الله “حكومة الكفاءات.. كأنك يا أبو زيد لا غزيت ولا حدثت نفسك بالغزو”.
أما الصحفي محمد حامد جمعة نوار -الذي يحظى حسابه في فيسبوك بمتابعة كبيرة- فلم يستبعد أن يحبط الكثيرون جراء تعيين حسن إسماعيل وزيرا للإعلام والاتصالات، قائلا “في جماعة ح ينجلطوا”.
نفس الوجوه
ولئن كانت السخرية من الحكومة الجديدة قد سادت مواقع التواصل، فإن مراقبين يعيبون على مفارقة التشكيلة الجديدة لمسماها الذي أعلن عنه البشير الشهر الماضي “حكومة كفاءات”.
ومن بين 18 وزير دولة تم الإعلان عنهم، لم يكن هناك سوى خمسة وزراء لم يجد المراقبون لهم تصنيفا حزبيا، كما أن ذات الوجوه القديمة كانت حاضرة في الوزارة الجديدة.
وحتى على مستوى الوزراء الاتحاديين، أبقى التعيين الجديد على العديد من الوجوه القديمة مثل فضل عبد الله (وزير رئاسة الجمهورية) وأحمد سعد عمر (وزير رئاسة مجلس الوزراء) والدرديري محمد أحمد (وزير الخارجية) وبشارة جمعة أرور (وزير الداخلية) ومحمد أحمد سالم (وزير العدل) وغيرهم.
المصدر : الجزيرة