أيد مجلس العموم البريطاني الخميس مذكرة تقدمت بها حكومة تيريزا ماي لتأجيل موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى ما بعد 29 مارس/آذار الجاري.
جاء ذلك بعد أن صوّت المجلس برفض ثلاثة مقترحات؛ طالب أحدها بتأجيل موعد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي لفترة كافية تسمح بتنظيم استفتاء شعبي ثان.
كما رفض المجلس مقترحا بتمديد موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي حتى الثلاثين من يونيو/حزيران المقبل؛ لإيجاد مخرج يحظى بأغلبية داخل البرلمان، وهو ما يعني أن يتولى البرلمان بنفسه إدارة ملف البريكست.
وتم أيضا رفض مقترح قدمه زعيم حزب العمال جيرمي كوربن يطالب بتأجيل البريكست ومنح الوقت للبرلمان لإيجاد أغلبية توفر خطة بديلة.
وأيد 412 نائبا إرجاء موعد بريكست، في حين رفضه 202. وينص طلب الحكومة على تأجيل حتى الثلاثين من يونيو/حزيران المقبل إذا وافق النواب على الاتفاق الذي توصلت إليه ماي بحلول العشرين من مار/آذار، علما بأنهم سبق أن رفضوه مرتين بعد أن رفضوا أمس فرضية الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
ورفض مجلس العموم (المجلس الرئيسي المنتخب في البرلمان) بأغلبية 314 صوتا مقابل 311 صوتا تعديلا في مقترح رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي كان سيسمح للنواب “بإيجاد طريقة للمضي قدما للأمام يمكن أن تحظى بدعم الأغلبية”.
وفي التصويت على إجراء استفتاء ثان حول بريكست؛ رفض 334 نائبا هذا التعديل وأيده 85، وذلك بعد نحو ثلاثة أعوام من استفتاء يونيو/حزيران 2016، الذي أدى إلى بريكست.
وقبل 15 يوما من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر في 29 مارس/آذار الجاري، ما زال البرلمان والبلاد منقسمين بشدّة حول ترتيبات الخروج من الاتحاد.
وطرح ذلك التعديل مجموعة برلمانية مستقلة تضم نوابا انشقوا عن حزب العمال ونوابا من الحزب المحافظ، ويطلب التعديل تمديد مهلة العامين التي تنص عليها المادة (50) من اتفاقية لشبونة، الخاصة بمغادرة الاتحاد الأوروبي، أي إلى ما بعد 29 مارس/آذار الجاري، لطرح المسألة على الاستفتاء مرة ثانية.
محافظون وعمال
ورفض النواب المحافظون النص بشكل كبير، في حين امتنع العديد من نواب حزب العمال عن التصويت، وهو حزب المعارضة الرئيسي، بعد أن دعا نوابه الخميس إلى رفض دعم النص.
وبحسب صحيفة “ذي غارديان” البريطانية، فإن قيادة حزب العمال اتبعت توصيات منظمة “بيبولز فوت” (صوت الناس) التي تنشط من أجل استفتاء ثان، لكن تعتقد أن الوقت لم يحن بعد لطرح المسألة أمام البرلمان.
واستنكر نواب المجموعة المستقلة موقف حزب العمال بعد رفض التعديل. وكتب شوكا أوما النائب المنشق عن حزب العمال على تويتر “إدارة حزب العمال المشككة في الاتحاد الأوروبي خانت مناصرين وناخبين عماليين اليوم بامتناعها عن التصويت” على التعديل.
وقالت النائبة آنا سوبري، المتحدثة باسم المجموعة المستقلة، إن “المجموعة المستقلة لن تستلم أبداً”. وأضافت في بيان “سنواصل ممارسة الضغوط لصالح تصويت على اتفاق نهائي لبريكست، وسنواصل مساءلة الحكومة وأن نكون معارضة حقيقية، فبلادنا بحاجة إليها. الشعب البريطاني يستحقّ أن يقول الكلمة الأخيرة في بريكست”.
المتاح الأوروبي
في غضون ذلك، قال ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في محادثات بريكست اليوم الخميس إن الاتفاق الحالي الذى أبرمته بروكسل ولندن بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد هو الوحيد المتاح.
وممسكا بنسخة من معاهدة الانسحاب التي رفضها البرلمان البريطاني مرتين، قال بارنييه “إذا كانت المملكة المتحدة ما زالت تريد مغادرة الاتحاد الأوروبي وإذا كانت تريد المغادرة بطريقة منظمة، وهو ما تقوله رئيسة الوزراء، عندئذ فإن هذه المعاهدة، في شكلها الحالي، التي تنظم الانفصال المنظم؛ هذه المعاهدة هي الوحيدة الممكنة والمتاحة”.
وأضاف قائلا “حتى نواصل المسير، فإننا نحتاج ليس إلى أن يكون لدينا تصويت سلبي ضد المعاهدة أو ضد الخروج بدون اتفاق، بل إلى تصويت بناء وإيجابي”.
الجزيرة