يتأهب الحزب الديمقراطي الأميركي لمواجهة أزمة قادمة تتعلق بالعثور على مرشح ذي شعبية و”كاريزما” تمكنه من مواجهة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2020.
وجاء إعلان النائب السابق بمجلس النواب بيتو أورورك الخميس الماضي لدخوله معركة الترشح على بطاقة الحزب الديمقراطي لمنافسة ترامب لتظهر ملامح الخريطة التمهيدية للحزب الديمقراطي.
ولا يعرف الديمقراطيون بعد كيفية بلورة إستراتيجية تمكنهم من الإطاحة بالرئيس ترامب. وتعج قائمة الديمقراطيين بالكثير من المرشحين الذين تخطى عددهم 16 مرشحا، وينتظر أن تشهد انضمام المزيد.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى انحسار السباق بين ستة مرشحين، إضافة إلى المرشح الأهم الذي لم يعلن بعد دخوله حلبة السباق، وهو نائب الرئيس الأسبق جو بايدن.
وتوافقت نتائج استطلاع للرأي أجرته جامعة مونتموث بين الديمقراطيين في الفترة بين الأول والرابع من مارس/آذار الجاري مع نتائج استطلاع آخر أجرته محطة “سي أن أن” بين السادس والتاسع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأشار إلى ارتفاع حظوظ المرشحين على النحو التالي:
جهة الاستطلاع
المرشح
جامعة مونتموث
محطة سي أن أن
جو بايدن
28%
30%
بيرني ساندرز
25%
14%
كاميلا هاريس
10%
4%
إليزابيث وارين
8%
4%
بيتو أروروك
6%
9%
كوري بووكر
5%
5%
جون كيري
لم يشمله الاستطلاع
4%
وطبقا لاستطلاع “سي أن أن”، يرى 56% من الديمقراطيين أن ما يهمهم بالدرجة الأولى هو وجود مرشح يستطيع أن يهزم ترامب، بغض النظر عن اتفاقهم أو اختلافهم على المواقف السياسية للمرشح الرئاسي.
وتنتظر دوائر واشنطن إعلان نائب الرئيس السابق جو بايدن ترشحه، لتكتمل دائرة الحزب ويبدأ السباق الفعلي للحصول على بطاقة الحزب.
مهمة صعبة
وتعد مهمة الحزب الديمقراطي في العثور على مرشح أو مرشحة تتغلب على ترامب مهمة شديدة الصعوبة، خاصة أن سجل ترامب يشهد حتى الآن أداء اقتصاديا “جيدا جدا” طبقا لمعايير مختلفة، منها انخفاض معدلات البطالة لأقل من 4%، ونسب نمو اقتصادي مرتفعة تعد الأطول في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق، كما تشهد أسواق الأسهم الأميركية ارتفاعات غير مسبوقة.
وأظهرت نتائج استطلاع “سي أن أن” تحسنا في رؤية الكثير من الأميركيين لطريقة تعامل ترامب مع القضايا الاقتصادية خلال العامين الماضيين.
وإضافة إلى العامل الاقتصادي، يعضد فرص ترامب استمرار انجذاب كتلة تصويتية محافظة وبيضاء يستطيع مغازلتها، كما تمثل قضايا الهجرة والقضايا الثقافية الخلافية أدوات يُحسن ترامب استغلالها لإثارة حماس تلك الكتلة التصويتية الملتزمة.
وتظهر أعمار أبرز المرشحين الديمقراطيين أزمة كبيرة، إذ إن المرشحين أصحاب نسب التأييد المرتفعة يتخطون السبعين من العمر، ويبلغ جو بايدن 76 عاما، وبيرني ساندرز 77 عاما، وإليزابيث وارين 70 عاما، في حين أن ممثلي الشباب ممن تقل أعمارهم عن الخمسين مثل بيتو أروروك 46 عاما، أو كوري بووكر 49 عاما، فتقل نسب تأييدهم.
ولم يتوقف ترامب عن التهكم على هوية المرشحين الديمقراطيين المتوقع مواجهتهم في سباق 2020. وغرد ساخرا من ترشح إليزابيث وادعائها أنها ذات خلفية تعود للسكان الأصليين لأميركا الشمالية (الهنود الحمر)، وسخر كذلك من طريقة ترشح بيتو أورورك واصفا إياه “بالمجنون”.
دور النساء
وأظهرت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أهمية العنصر النسائي للديمقراطيين؛ إذ شهدت تلك الانتخابات رهانا من الحزب الديمقراطي على النساء، وظهر ذلك بوضوح في نسب وأعداد المرشحات في مختلف السباقات، لتصل إلى 52% أو أكثر من نصف أعداد المرشحين الديمقراطيين.
وعدل الحزب سياساته الداخلية المتعلقة بالرعاية الصحية والضرائب والهجرة كي تناسب القواعد الانتخابية النسائية بالدرجة الأولى. وطبقا لاستطلاعات رأي شملت آلاف المصوتين، صوتت النساء للحزب الديمقراطي بأكثر من عشرين درجة مقارنة بتصويتهم للحزب الجمهوري. إلا أن ذلك لم ينعكس بعد على حظوظ المرشحات النساء في السباق الديمقراطي.
وفي حالة إدانة الرئيس ترامب من قبل المحقق روبرت موللر، فإن ذلك سيشكل دفعة قوية لحظوظ الديمقراطيين في السيطرة على البيت الأبيض في الانتخابات القادمة.
أما في حالة تبرئة ساحة ترامب وخوضه الانتخابات القادمة، فمن المؤكد قيام قواعد الحزب الجمهوري باستغلال هذا الموقف والظهور بصورة الضحية، وهو ما سيعضد حظوظ ترامب للبقاء في البيت الأبيض حتى 2024.
المصدر : الجزيرة