واشنطن تحصّن مقرّاتها الأمنية في العراق خشية استهدافها

واشنطن تحصّن مقرّاتها الأمنية في العراق خشية استهدافها

كشف مسؤولون عسكريون عراقيون في بغداد، اليوم الإثنين، عن حزمة إجراءات أمنية جديدة اتخذتها القوات الأميركية في محيط مقرات وجودها في الأنبار ونينوى وصلاح الدين وبغداد، غرب وشمال ووسط البلاد، منذ أيام، موضحين أنها شملت مناطيد وأبراج مراقبة، وعلامات باللغة العربية تحذر من الاقتراب من محيط وجودها، وأنها قوات “مخولة بالقتل”، فيما أكد أعضاء في البرلمان العراقي تحقيق تقدم في إنجاز مسودة قانون إخراج القوات الأجنبية من البلاد، وعلى رأسها الأميركية.
ويأتي ذلك مع تصاعد حدة الجدال السياسي في بغداد حيال ملف وجود القوات الأجنبية في العراق، وخاصة الأميركية، إذ تصر قوى سياسية مقربة من طهران على تقديم مسودة قانون للبرلمان ينص على إخراج هذه القوات وإنهاء أي وجودٍ أجنبي في العراق، فيما تبدي قوى أخرى معارضتها، خشية ما تسميه بتفرد إيران في البلاد في حال انسحبت القوات الأميركية فعلاً، وأبرز تلك القوى العربية السنية منها والكردية وتيارات مدنية وعلمانية مختلفة، تعتبر أن الولايات المتحدة مطالبة بإصلاح أخطائها في العراق، وأن وجودها ضروري حالياً، من جهة الخوف من إيران.

وقال جنرال عراقي في وزارة الدفاع لـ”العربي الجديد”، إن الحديث عن زيادة عديد القوات الأميركية في العراق خلال الأيام الماضية عارٍ عن الصحة، لكن هناك حركة واسعة من تلك القوات لتأمين محيط مقراتها في الأنبار وبغداد وصلاح الدين ونينوى، خشية تعرضها لهجمات، بعد ضبط ثلاث قواعد صواريخ على مقربة من قاعدة عين الأسد غربي الأنبار قبل أيام، موجهة صوب القاعدة وتحمل صواريخ من طراز “غراد” روسية الصنع.

وبيّن المصدر أن تلك الاحتياطات تمثلت في إطلاق مناطيد مراقبة وكاميرات ليليلة وأجهزة استشعار، ووضع علامات تحذير بالعربية من الاقتراب من مقراتها، حتى لو كان بالنسبة إلى القوات العراقية التي تحتاج إلى التنسيق مسبقاً للدخول إلى المقرات الأميركية في عين الأسد، والتقدم، والمطار، وبلد، ومقرات أخرى توجد فيها، مثل موقع سايلو الحبوب قرب بلدة ربيعة على الحدود العراقية-السورية من محور نينوى ـ الحسكة السورية.


تؤخر الضغوط الأميركية على بعض الكتل السياسية وعدم الوصول إلى موقف حكومي موحد، إدراج مسودة قانون إخراج القوات الأجنبية في جداول مجلس النواب


ووفقاً للمسؤول العراقي، إن الإجراءات الأمنية المشددة حول المقرات الأميركية تشير إلى وجود “مخاوف حقيقية من استهدافها داخل العراق”، معتبرا أن “الجيش العراقي لن يسمح بذلك بكل تأكيد”.

في هذه الأثناء، قال عضو البرلمان العراقي عن تحالف “الإصلاح”، علي العجياوي، إن تحالفي “سائرون” و”الفتح”، وهما الكتلتان الرئيسيتان في البرلمان، قد وصلا إلى مرحلة متقدمة من مشروع قانون إخراج القوات الأجنبية من البلاد.

ووفقاً للعجياوي، إن الضغوط الأميركية على بعض الكتل السياسية وعدم الوصول إلى موقف حكومي موحد، تسببت بعدم إدراج مسودة قانون إخراج القوات الأجنبية من البلاد ضمن جداول مجلس النواب لجلسات الأسبوع الحالي، لافتاً في تصريحات صحافية إلى أن تحالفي “سائرون” و”الفتح” لم يرضخا لتلك الضغوط ووصلا إلى مراحل متقدمة من إكمال مسودة قانون إخراج القوات الأجنبية من البلاد. واعتبر المصدر أن التصويت على إخراج القوات الأجنبية من البلاد “أصبح أمراً ضرورياً وملحاً كونه يمثل سيادة البلاد، ولا يجوز تأخيره إلى فترات أطول”.

من جهته، تحدث النائب عن تحالف “الفتح” حنين قدو عن وجود ما سمّاها “رغبة” من رئيس البرلمان محمد الحلبوسي بتمديد بقاء القوات الأميركية القتالية في العراق، مبيناً في تصريحات لوكالة أخبار عراقية محلية أن هناك “عدداً كبيراً من القادة الكرد والعرب السنة يؤيد بقاء القوات الأميركية في البلاد ويرفض التصويت على إخراجها”.

العربي الجديد