على الرغم من إعادة افتتاح الطريق الدولي السريع الرابط بين العاصمتين العراقية بغداد، والأردنية عمان، والمار عبر محافظة الأنبار (غرب العراق)، إلا أن المسافرين والمارين في هذا الطريق ما زالوا يواجهون مشاكل عدة، أبرزها مضايقات الأرتال العسكرية، والشركات الأمنية التي ترافق المسؤولين والوفود الأجنبية.
وأكد قادمون من عمان إلى بغداد أن وجود الأرتال العسكرية والأمنية يتسبب في مشاكل وتأخير يضاعف أعباء السفر.
”
المسافرون بدأوا يتضايقون مؤخرا من تصرفات بعض الأرتال العسكرية التي تزيد من أعباء السفر
”
وقال عمر خيري، وهو رجل أعمال عراقي وصل إلى بغداد مساء الخميس الماضي، إن الطريق كان سالكا بعد عبور الحدود باتجاه الأراضي العراقية، مبينا لـ “العربي الجديد” أن التأخير حدث عند الوصول إلى مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار (110 كلم غرب بغداد).
وأوضح أن رتلا أمنيا مشتركا يضم قوات عراقية وشركة أمنية قطع الطريق لأكثر من ساعة بسبب عطل في إحدى سيارات الرتل. وأضاف “بعد إصلاح العطل أرغم الرتل جميع المركبات على السير خلفه بسرعة تتراوح بين 50 و60 كلم في الساعة”، مؤكدا أن بعض عناصر الشركات الأمنية لوحوا بإطلاق النار على كل سيارة تحاول اجتيازهم.
وتابع أن “القوة المشتركة كانت توفر الحماية لوفد أجنبي كان يزور مدينة الرمادي”، مبينا أن هذه الحالة تتكرر في كل سفر بري له. ولفت إلى أن الطريق بين مدينة الرمادي وبغداد استغرق نحو أربع ساعات في حين أنه لا يتجاوز الساعتين في الظروف الطبيعية.
أما فلاح عباس، وهو طالب في جامعة الأنبار، يسكن في العاصمة بغداد، ويضطر للسفر على الطريق السريع يوميا للوصول إلى جامعته، فأكد أنه يعاني من هذه العرقلة التي تتكرر بين الحين والآخر، موضحا لـ “العربي الجديد” أن رتلا أمنيا قام قبل أيام بإطلاق النار في الهواء فوق سيارات حاولت اجتيازه.
وأضاف “تمنع سيارات الخطوط التي تقلنا إلى الأنبار من الاجتياز من جهة اليسار، وفي بعض الأحيان يسمحون لنا بالاجتياز من اليمين على حافة الشارع، وهو أمر فيه خطورة كبيرة، لأنه سبق أن تسبب بحوادث”.
وفي السياق، أكد سلمان الدوري، وهو صاحب شركة سفر في بغداد، أنّ المسافرين بدأوا يتضايقون مؤخرا من تصرفات بعض الأرتال العسكرية التي تزيد من أعباء السفر، موضحا لـ “العربي الجديد” أنّ هذا الأمر دفع شركتنا لتغيير مواعيد الانطلاق والوصول في وقت مبكر جدا، أو متأخر، كي لا تتزامن مع مرور الأرتال الأمنية.
من جهته، قال ضابط في شرطة الأنبار، إن بعض الوفود التي تأتي إلى المحافظة لها خصوصية، ولا سيما الأجنبية، مؤكدا لـ “العربي الجديد” أن دوريات شرطة الأنبار تقوم بانتظار الوفود الزائرة عند سيطرة الصقور (نقطة التفتيش الرابطة بين بغداد والأنبار).
وتابع “بعدها تقوم بمرافقة الوفود إلى وجهتها في الأنبار”، موضحا أن الشركات الأمنية التي تأتي مع هذه الوفود تقوم أحيانا بالطلب منا بعدم السماح للمركبات المدنية باجتياز الأرتال التي نقوم بحمايتها”.
وأضاف “غالبا ما نتعاون معهم ونمنع الاجتياز”، مؤكدا أن ذلك يحدث تذمرا واضحا لدى أصحاب السيارات المدنية، نلاحظه في وجوههم، وأحيانا يسمعوننا احتجاجهم.
وأعلن في العراق نهاية العام الماضي عن افتتاح الطريق الدولي بين بغداد وعمان المار عبر محافظة الأبار، والذي استفادت منه مدن مهمة بالمحافظة كالفلوجة والرمادي ومناطق أخرى غربي المحافظة.
وكان الطريق قد أغلق عام 2014 بعد سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على مساحات واسعة من محافظة الأنبار.
العربي الجديد