طهران – سلّط قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية، ضغوطا كبيرة على الرئيس الإيراني حسن روحاني وعلى النظام برمته، لما يشكله هذا التصنيف الأميركي غير المسبوق من ضربة موجعة لنفوذ طهران في المنطقة.
وعكست تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني تخبط النظام الإيراني تحت وطأة الضغوط الأميركية، فقد سارع الثلاثاء إلى تحذير الولايات المتحدة من مواصلة الضغط على إيران، مشددا على أن هذه الضغوط تزيد من عزيمة الإيرانيين.
ودافع روحاني عن الحرس الثوري الإيراني باعتباره حامي الجمهورية الإسلامية، متوعدا الولايات المتحدة، فيما ردت طهران بإعلان القيادة المركزية الأميركية منظمة إرهابية والحكومة الأميركية راعية للإرهاب.
ووصف مراقبون هذه الخطوة بـ”السخيفة” و”المجانية”، مؤكدين أن طهران غالبا ما تطلق تهديدات جوفاء لا أساس لها من الصحة لمجرّد التأثير على الداخل الإيراني لا غير وإظهار النظام الحاكم في صورة المدافع عن مؤسسات الدولة في وجه ما يصفونه بالعدوان الأميركي.
ومن المتوقع أن يؤثر القرار الأميركي على نفوذ إيران بشكل مباشر من خلال تقليم أظافر الميليشيات في المنطقة والتي تعتمد جلها على الدعم المالي واللوجستي الذي توفره المؤسسة الأكبر نفوذا في إيران، وبإشراف مباشر من المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي يمتلك الكلمة الأخيرة في جميع الشؤون ذات الأهمية الاستراتيجية.
وعكس القرار الأميركي مدى التزام إدارة الرئيس الأميركي بتعهداتها بتضييق الخناق على إيران وجديتها في الوقوف بوجه أنشطة طهران التخريبية في المنطقة التي باتت تشكل تهديدا كبيرا لأمن واستقرار المنطقة.
وقد لاقت الخطوة الأميركية دعما كبيرا من عدة دول عربية تتهم النظام في طهران بدعم منظمات متشددة في الشرق الأوسط وبزعزعة استقرار المنطقة خصوصا عبر حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
وفي هذا السياق، رحبت السعودية الثلاثاء بقرار واشنطن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة “إرهابية”، مؤكدة أنها “خطوة عملية وجادة في جهود مكافحة الإرهاب”.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية السعودية إن القرار “يترجم مطالبات المملكة المتكررة للمجتمع الدولي بضرورة التصدي للإرهاب المدعوم من إيران”.
وشدد المسؤول السعودي على ضرورة أن “يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً بالتصدي للدور الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني في تقويض الأمن والسلم الدوليين”.
وتعد هذه “المرة الأولى” التي تستهدف فيها الولايات المتحدة منظمة “تشكل جزءاً من دولة” بهذه الطريقة، ومن المقرر أن يدخل القرار حيز التنفيذ في الـ 15 من الشهر الجاري.
وازداد التوتر في العلاقات بين واشنطن وطهران، عندما قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران عام 2015 مع ست قوى عالمية، وأمر بإعادة فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية.
كما أن ثبوت تورط المخابرات الإيرانية في عمليات اغتيال لمعارضين مقيمين في دول أوروبية، سرّع من تغيير الموقف الأوروبي الذي أخذ في الانحياز إلى الموقف الأميركي تجاه الملف الإيراني، مما شكل ضغوطا متزايدة على طهران.
ورغم أن الحكومات الأوروبية لا تزال تدعم اتفاق فيينا المبرم في عام 2015، إلا أنها لم تعد قادرة على تحمل أنشطة إيران التخريبية التي وصلت إلى بلدان التكتل، إضافة إلى تجارب الصواريخ الباليستية.
وقال دبلوماسيون أوروبيون إن الاتهامات الموجهة لإيران، أيقظت دول التكتل التي كانت ضد انتهاج سياسة أكثر تشددا مع الجمهورية الإسلامية.
وتجدر الإشارة إلى أن إيران مدرجة منذ عام 1984 على لائحة الولايات المتحدة لـ”الدول الداعمة للإرهاب” المحدودة جداً، والتي تضم كوريا الشمالية والسودان وسوريا.
وفكرة إدراج الحرس الثوري، وهو جيش تأسس عام 1979 من أجل حماية الثورة الإسلامية من التهديدات الخارجية والداخلية، على لائحة الإرهاب واردة منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وبحسب ترامب، فإن هذا القرار “هو اعتراف بحقيقة أن إيران ليست فقط دولة ممولة للإرهاب، بل إن الحرس الثوري ينشط في تمويل الإرهاب والترويج له”.
العرب