حلّت الذكرى الـ44 للحرب في 13 نيسان في ظل مواقف سياسية عديدة وردت عبر “تويتر” وشدّدت في معظمها على صمود لبنان في مواجهة مخططات التوطين، في وقت غرّد حزب الكتائب وحيداً بإقامة مهرجان في الذكرى في منطقة جونية لاستنهاض قواه الشعبية وإبراز عضلاته في تأسيس المقاومة اللبنانية وافتتاح “متحف الاستقلال” الذي ضمّ ابرز محطات الحرب وأسماء الشهداء الذين سقطوا على مرّ سنوات الحرب.
تزامناً، وبدلاً من بوسطة عين الرمانة التي كانت شرارة الحرب، جالت باصات في شوارع بيروت بتنظيم من جمعية “محاربون من أجل السلام”. وحملت على متنها مقاتلين قدامى تطوّعوا من أجل دفع اللبنانيين إلى الحوار بدل الحرب بعد أن تحولوا من محاربين إلى عاملين من أجل السلام.
أما كيف تعاطت القنوات التلفزيونية بحسب انتماءاتها السياسية مع ذكرى 13 نيسان فتستعرضها “القدس العربي” كما يلي:
حزب الله
بالنسبة الى قناة “المنار” الناطقة بلسان حزب الله فقد أوردت في مقدمة نشرتها الاخبارية أنه “بعد أربعة وأربعين عاماً على اندلاع حرب لبنان الأهلية، وتسعة وعشرين عاماً على إطفاء شرارتها، حروب المنطقة تحيط ببلدنا، وعبورها نحوه مرفوض بكل منطق وشريعة.واليوم، يتطلع اللبنانيون إلى مناعة وطنية أفضل من قبل، متمسكين بانجازات حققوها بوجه عواصف المنطقة وموجات الارهاب والعدوان، وبإستثمار موقفهم الرسمي والوطني الذي اختبر وحدتهم مؤخراً أمام ضغوط ادارة ترامب وافتراءات وزير خارجيته من بيروت، وصولاً إلى تأكيد التمسك بالأراضي اللبنانية المحتلة وبحق تحريرها واستعادتها، وحماية ثروات لبنان النفطية أمام الأطماع الصهيونية”.وختمت ” حرب الفتنة والاقتتال ينبذها اللبنانيون قطعاً، أما الحرب على الفساد فهي أول مطالبهم، ولا صبر طويلاً في انتظار تفعيلها”.
“الوطني الحر”
ولفتت قناة OTV الناطقة بإسم التيار الوطني الحر الى أنه “في مثل هذا اليوم منذ 44 عاماً، بدأت حرب الأغراب على لبنان بمساعدة غربان الداخل. حاول البعض تسميتها بغير ما تستحق ومن دون وجه حق. من حروب الآخرين إلى حروب الطائفيين إلى مخططات الانعزاليين والأميركيين والاسرائيليين وبعض العرب، الذين دفعوا مالاً كثيراً وفيراً لابعاد حملة البنادق وحروب الخنادق عنهم، إلى معجم كامل من التفنن اللغوي والتلاعب الكلامي والتحريض الغرائزي والكذب الطائفي”. وقالت ” كانت حرب التوطين أولاً وأخيراً. وكل ما عدا ذلك فهو تضليل وتعمية وحرف للحقائق. بعد أقل من نصف قرن، بدأت الحقيقة تظهر: عشرات الكتب التي تتحدث عن تلك المرحلة تقول إن مخابرات عربية وأجنبية هي من نفّذ بوسطة عين الرمانة وليس “الكتائب” أو “الأحرار” أو سكان عين الرمانة.وتحقيقات الأجهزة الأمنية اللبنانية حينذاك والتي يكشف عنها اليوم، تقول إن من طالب برأس اللبنانيين الذين تصدوا للمخطط الشيطاني يومها، كان يعلم علم اليقين أن المسيحيين والمسلمين استدرجوا لـ13 نيسان، وأن المطلوب بعد اتفاقية الكيلومتر 101 في سيناء بين مصر واسرائيل برعاية أمريكية، أن تحرك الساحة اللبنانية للتعمية ورمي القنابل الدخانية. لا بل أكثر: اغتيال المناضل الصيداوي الناصري معروف سعد، كان هدفه اتهام الجيش وضربه وتفتيته، تماماً كما اتهم المسيحيون بعين الرمانة لتبرير الهجوم على مناطقهم واخضاعهم وتهجيرهم واستسلامهم، كما حلم أحدهم.
نظرية كسينجر يومها أن في المنطقة 5 شعوب و4 دول، هي بحد ذاتها اعتراف بمن أشعل الحرب. خمسة شعوب: سوري، أردني، فلسطيني، لبناني، اسرائيلي، وأربع دول: سوريا، لبنان، الأردن والكيان الاسرائيلي. إذا ماذا نفعل بالفلسطينيين؟، فلنذهب بهم إلى لبنان وليذهب لبنان إلى الحرب وليذهب اللبنانيون إلى الاستسلام أو الهجرة وإلى الجحيم لا فرق، المهم ان لا يبقوا في أرضهم “.
وجاء في قناة MTV القريبة من جو 14 آذار ” إنه الثالث عشر من نيسان، ذكرى الحرب المشؤومة، لن نغرق في النصائح والوجدانيات، لكن نستعير من البابا فرنسيس الذي قبّل أقدام زعماء جنوب السودان راجياً إياهم المحافظة على السلام، فننحني مثله على أقدام بعض القيادات في لبنان نتوسّلها جدياً العمل على صناعة سلامنا الوطني.وربما قائل إن الحرب توقفت في لبنان العام 1990، ونجيب بأن الحرب اتخذت شكلاً آخر وهي مستمرة عبر استمرار الفساد وإعارة القرار السيادي وغياب الرؤية الإستراتيجية. ولا يخفى على أحد أن عورات مماثلة أدت إلى حرب عام 1975، وهنا نفتح هلالين لمثلين فاقعين، الأول عن الهيئة الموقتة لإدارة مرفأ بيروت التي بات عمرها حوالي ربع قرن، والتي لم تحوّل إلى خزينة الدولة سوى 900 مليون ليرة، فيما مدخولها السنوي يتجاوز 600 مليون دولار. والمثل الثاني عن تخلّي الدولة عن قرار السلم والحرب لـ”حزب الله”، وهذا ما ارتكبته قبلها الدولة زمن الجمهورية الأولى، عندما تخلّت للفلسطيني عن قرار الحرب والسلم، فوقعت الكارثة، فهل من يتعظ؟”.
“إل بي سي”
ورأت قناة LBCI الخارجة عن سيطرة القوات اللبنانية أننا ” لم نخرج من الحرب”. وقالت ” هذه حقيقة بشعة يجب أن نواجهها وبكل جرأة، علّنا نصلح ما يمكن إصلاحه.في مثل هذا اليوم من العام 1975، دخل لبنان حرباً دامت خمسة عشر عاماً، قضت على الدولة وعلى الحجر والبشر، وكشفت أن بيننا أناساً، تربّوا على خلفية طائفية ومذهبية، أفسدوا في الأرض ما أفسدوه، حتى تحكّموا بالحرب، وبما بعد الحرب وصولاً إلى يومنا هذا.صحيح أن أدوات الحرب صمتت، فلم نعد نسمع أزيز الرصاص أو هدير المدفع، إلا أن طبول الحرب تقرع دائماً، واللبنانيون يبدون على أهبة الاستعداد للغرق مجدداً في ما سبق وصنعت أيديهم، لأن التاريخ لم يعلّمهم “.
اما تلفزيون ” الجديد ” القريب من التوجّه اليساري فأورد أنه ” على توقيت الثالث عشر من نيسان، ذكرى أول الرصاص اللبناني، بادرت مجموعة حرب معتزلة، إلى تسيير بوسطة حرب سلمية على خط عين الرمانة-الشيّاح. محاربون قدامى افتتحوا صباح اليوم الأسود بالورد، والجلوس جنباً إلى جنب من يمين ويسار في بوسطة الندم، لإرشاد الأجيال “ما تعملوا متلنا”. بعضهم يذكره التاريخ بالقتال الشرس، وبعضهم الآخر كان يظن أنه يدافع عن الوطن من أخيه في الوطن، قناصون ومحترفو سلاح، اقتنصوا الذكرى وأطلقوا عليها النار حتى لا تعود.وعلى مرمى بيت من صار اليوم ذاكرة للحرب في السوديكو، كانت الصور الفوتوغرافية لأيام الحرب، ترتفع على جدران بيت منتصف المدينة، الذي كان المقاتلون يستخدمونه شرفة للقتال والحرب. مئة صورة للعبرة عن زمن ينزف، تم عرضها بمبادرة من نقابة المصورين “.
القدس العربي