تحت عنوان “دعوة لأوروبا رفض خطة الولايات المتحدة للشرق الأوسط إن لم تكن عادلة مع الفلسطينيين” كتب أوليفر هولمز، مراسل صحيفة “الغارديان” في القدس إن مسؤولين أوروبيين سابقين شجبوا في رسالة سياسة دونالد ترامب في الشرق الأوسط والتي تحابي جانبا على آخر.
ودعوا قادة أوروبا لرفض الخطة الأمريكية حتى تكون عادلة مع الفلسطينيين. ونشرت الصحيفة الرسالة في قسم رسائل القراء وأرسلوها إلى الحكومات الأوروبية ووقع عليها 25 وزير خارجية أوروبي سابق وست رؤساء وزارات سابقين وأمينين عامين سابقين للناتو.
وجاء في الرسالة “حان الوقت للدفاع عن معاييرنا المبدئية للسلام في إسرائيل- فلسطين”.
ودعا الموقعون لحل الدولتين يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون جنبا إلى جنب. وجاء فيها إن على أوروبا رفض أي خطة لا تؤدي لخلق دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل والقدس عاصمة لهما.
وجاء فيها “للأسف فإن الحكومة الأمريكية الحالية ابتعدت عن السياسة الأمريكية التقليدية” وانتقدت قرار الرئيس دونالد ترامب عام 2017 الإعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، معترفا بزعم طرف واحد للسيادة على المدينة المقدسة.
وأضاف الموقعون أن واشنطن “كشفت أيضا عن لامبالاة مثيرة للقلق تجاه التوسع الإستيطاني الإسرائيلي” في الضفة الغربية المحتلة وحجبت ملايين الدولارات من الدعم المخصص للفلسطينيين وهو تحرك يراه الموقعون “مقامرة في أمن واستقرار عدد من الدول التي تقف على بوابة أوروبا”.
ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض قام ترامب بخطوات حازت على الثناء من الحكومة الإسرائيلية واعتبرت في الوقت نفسه عقابا للفلسطينيين وقللت من إمكانية نشوء دولة فلسطينية. ووعد الرئيس ترامب بالكشف عن “الصفقة الكبرى” والتي رفضتها القيادة الفلسطينية لتحيزها في وقت رفض فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي أية إمكانية لدولة فلسطينية.
ويشرف على الخطة جارد كوشنر، زوج ابنة الرئيس وديفيد فريدمان السفير الأمريكي في إسرائيل والذي يعد مدافعا متحمسا عن المستوطنات على أراضي الفلسطينيين.
وتحدث فريدمان وهو محامي قضايا إفلاس أمام الجماعة المؤيدة لإسرائيل، لجنة العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية (إيباك) أن ترامب هو “أكبر حليف لإسرائيل يقيم في البيت الأبيض” وقد حان الوقت للدفع لتنفيذ الخطة، خاصة أن إدارته تتفهم حاجة إسرائيل للسيطرة العسكرية الدائمة على المناطق الفلسطينية.
وكان نتنياهو قد فاز يوم الثلاثاء بفترة خامسة في الإنتخابات الإسرائيلية من خلال تحالف من الأحزاب المتطرفة. وأعلن قبل الإنتخابات أنه سيضم الضفة الغربية لو فاز في الإنتخابات وهو تحرك اعتبره الفلسطينيون نهاية للدولة الفلسطينية.
وعندما سألته وسائل الإعلام الإسرائيلية إن كان “أصدقاؤه” في البيت الأبيض يعرفون بالخطة رد “بالتأكيد”. وأضاف: “قلت لهم ثلاثة أشياء، أولا لن اقطع اليهود (في الضفة الغربية) أي مجتمع. ولن يتم قطع أي مستوطن أو مستوطنة. النقطة الثانية لن نقسم القدس. والنقطة الثالثة سنواصل السيطرة على المنطقة ووادي الأردن”.
وفي رد على أسئلة المشرعين حول خطة الضم قال وزير خارجية ترامب، مايك بومبيو إنه لن يكشف عن الخطة السرية للسلام ملمحا إلى أنها لا تشمل دول فلسطينية. وقال: “أعتقد أن الرؤية التي سنقوم بتقديمها تختلف عن النموذج الذي استخدم” سابقا.
وكان بومبيو قد قال إنه يعتقد كمسيحي أن هناك إمكانية أن الرب جاء بترامب لحماية الشعب اليهودي.
ودعت الرسالة من المسؤولين الأوروبيين السابقين أوروبا أن “تكون محترسة استراتيجيا” عندما يعلن ترامب عن خطته. وأرسلت يوم الأحد إلى فريدريكا موغيرني، منسقة السياسات الخارجية في الإتحاد الأوروبي وإلى وزراء الخارجية الحاليين.
دعت رسالة المسؤولين الأوروبيين السابقين أوروبا أن “تكون محترسة استراتيجيا” عندما يعلن ترامب عن خطته
وضمت قائمة الموقعين جان مارك إيرولت وكارل بيلد وولدزمير سيموزيتش وماسيمو داليما وغاي فيرفوستاد وداكيان سيولوس، رؤساء الحكومات السابقين في فرنسا والسويد وبولندا وإيطاليا وبلجيكا ورومانيا. ووقع كل من ويلي كلايس وخافيير سولانا أميني عام الناتو السابقين على الرسالة.
وورد فيها: “نحن مقتنعون أن الخطة تخفض الدولة الفلسطينية إلى كيان مفرغ من السيادة والإستمرارية المناطقية والبقاء الإقتصادي وستفاقم الفشل في الجهود السلمية السابقة وستسرع نهاية حل الدولتين وتقضي على قضية السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء”. وإن لم يكن هذا ممكنا دعا الموقعون أوروبا على “مواصلة جهودها الخاصة”.
وأكد الموقعون على أهمية تبني خطة تعود بالسلام والإستقرار على الشعبين حيث افتتحوا الرسالة بالقول “وصلنا إلى نقطة حرجة في الشرق الأوسط وفي أوروبا أيضا.
واستثمرت أوروبا بشكل مكثف في العلاقات المتعددة والقواعد القائمة على النظام الدولي. ومنحنا القانون الدولي فترة طويلة من السلام والإزدهار والإستقرار الذي عاشته قارتنا. وعملنا لعقود لكي نرى جيراننا الإسرائيليين والفلسطينيين لكي يعيشونا ثمار السلام الذي عشناه نحن الأوروبيين من خلال التزامنا بالنظام”.