شهدت لندن في 16 أبريل الجاري افتتاح منتدى الشرق الأوسط في لندن، والذي انطلقت أولى فعالياته تحت عنوان “إيران وحزب الله وفنزويلا.. ما حقيقة الوضع؟”، بحضور رفيع المستوى من السياسيين والدبلوماسيين والأكاديميين، الذين اتفق أغلبهم على أن جهاز الأمن الخارجي التابع لحزب الله أنشأ علاقات تجارية مع عصابات المخدرات وتهريب السلاح وغسيل الأموال في أميركا الجنوبية.
لندن – تتجاوز المواجهة بين الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من جهة، وإيران وحزب الله من جهة أخرى، حدود منطقة الشرق الأوسط لتطال حدود أفريقيا
وأميركا اللاتينية حيث المعاقل التاريخية لحزب الله وإيران وحيث تربطهما علاقات وثيقة بكارتيلات المخدرات ومافيا التهريب.
وسلط خبراء وسياسيون، خلال منتدى الشرق الأوسط في لندن، الذي انطلقت أولى فعالياته تحت عنوان “إيران وحزب الله وفنزويلا.. ما حقيقة الوضع؟”، الضوء على هذه العلاقة التي تمر اليوم بأحد أصعب مراحلها في ظل الأزمة بفنزويلا.
وكان من بين المشاركين خاطب ماغنوس نوريل، الباحث المساعد بمعهد واشنطن وكبير مستشاري السياسات لدى المؤسسة الأوروبية للديمقراطية، وكبير الزملاء الباحثين في المعهد السويدي للشؤون الدولية، وكبير المحللين ومدير المشاريع بالوكالة السويدية لبحوث الدفاع سابقا، الذي فتح ملف الخطر المحدق الذي يمثله الوجود المكثف لحزب الله، بشبكاته السياسية والمالية، في منطقتي وسط وجنوب أميركا.
وأشار إلى أن حزب الله يمثل خطرا جيوسياسيا على الأمن والاستقرار على المدى البعيد، خاصة وأن حزب الله المدعوم بقوة من إيران يهيمن على جزيرة مارغاريتا الواقعة قبالة ساحل فنزويلا الكاريبي، والتي يدير عبرها تجارته غير المشروعة في المخدرات والسلاح وغيرهما، وهي تعتبر ملاذا آمنا له.
وتعد أميركا اللاتينية معقل حزب الله وفيها يجند الـ”توركوس” (مصطلح يطلق على المهاجرين العرب)، وتربطه علاقات وثيقة بكارتيلات التهريب خاصة في منطقة الحدود الثلاثية سيئة الصيت، حيث تتلاقى الأرجنتين والباراغواي والبرازيل.
وذهبت المؤلفة السويدية أنيكا هرنروث- روثشتاين، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب، والتي عملت مراسلة حربية في العديد من مناطق النزاع حول العالم
وأشارت إلى أنها قضت الشهرين الماضيين في تقصي الحقائق على الأرض، وتبينت أن الشارع الفنزويلي يرفض التدخل الإيراني من حيث المبدأ، كما أنه يشعر بالغضب من تزايد محاولات حزب الله لاحتواء المشهد السياسي والاقتصادي مما يهدد سيادة واستقلال البلاد.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن إيران أسست ميليشيا في فنزويلا لدعم الرئيس الفنزويلي نيكولا مادورو للبقاء في السلطة بالقوة، فيما يقوم حزب الله بتقديم الدعم اللوجيستي.
كما نقلت شبكة صوت أميركا، عن وكالة الاستخبارات الأميركية، أن نظام مادورو له صلات وثيقة للغاية مع حزب الله.
وأعقبت الندوة جلسة حوار تفاعلية ثرية، تناولت أبعاد العلاقة بين الأطراف الثلاثة لموضوع الندوة، واتسمت بتباين وجهات النظر، وقد شارك فيها بعض زعماء المعارضة الفنزويلية الذين أوضحوا التأثير المدمر لوجود إيران وحزب الله في بلادهم، داعين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء شعبهم.
ومنتدى الشرق الأوسط في لندن مؤسسة بحثية مستقلة، غير ربحية، تُعنى بالرصد والتحليل والبحث في الشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية لمنطقة الشرق الأوسط.
ويُعلي المنتدى من قيمة الحوار باعتباره الأسلوب الأمثل لتقريب وجهات النظر والانطلاق نحو حل الأزمات.
العرب