بدأت القيادة الفلسطينية بتحركات واسعة، لمواجهة “صفقة القرن” المزمع طرحها عقب نهاية شهر رمضان المبارك، في محاولة لخلق جسم عربي-أوروبي ممانع لها.
ومع تزايد وتيرة التصريحات الأمريكية حول ماهية صفقة القرن، وعقب تصريحات لمسؤولين بالإدارة الامريكية بأن لا ضرر على عملية السلام من ضم مناطق واسعة بالضفة الغربية، إضافة الى انه لم يعد هناك حاجة لإقامة دولة فلسطينية، ارتفعت وتيرة المخاوف الفلسطينية بإنهاء مشروع الدولة الفلسطينية.
وبدأت تتحرك القيادة على مستويين رئيسيين، المستوى العربي والمستوى الأوروبي، لخلق جسم مضاد للخطوات الأمريكية المرتقبة، حيث بدأ الرئيس محمود عباس جولة عربية في محاولة لمنع أي انزلاق وانخراط عربي بصفقة القرن، خاصة بعد مؤشرات سلبية أبدتها دول خليجية بدأت بخطوات تطبيعية مع إسرائيل.
وبدأت تتحرك القيادة على مستويين رئيسيين، المستوى العربي والمستوى الأوروبي، لخلق جسم مضاد للخطوات الأمريكية المرتقبة، حيث بدأ الرئيس محمود عباس جولة عربية في محاولة لمنع أي انزلاق وانخراط عربي بصفقة القرن، خاصة بعد مؤشرات سلبية أبدتها دول خليجية بدأت بخطوات تطبيعية مع إسرائيل.
ومن المنتظر ان يزور عباس بداية مايو المقبل بروكسل في إطار حث أوروبا على اتخاذ اجراءات مضادة وممانعة لصفقة القرن.
ويلتقي السبت، عباس مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويوم الاحد سيحضر اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، الذي يعقد بناءً على طلب دولة فلسطين. لبحث الأوضاع فى الأراضي الفلسطينية، في إطار تحضير العرب للمواجهة المرتقبة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور واصل ابو يوسف، في حديث مع “القدس العربي”، ان “الرئيس محمود عباس بدأ في تحركات لمواجهة صفقة القرن، حيث سيلتقي السبت الرئيس المصري، والاحد، سيلتقي مع وزراء العرب على مستوى الجامعة العربية، لوضع العرب أمام مستجدات ومخاطر صفقة القرن القائمة على محاولة ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، وتجاهل الشرعية الدولية، وطلب موقف واضح وداعم من الدول العربية، للموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن، وتقديم الدعم المالي في ظل الحصار المفروض على السلطة الفلسطينية.”
وبين ان عباس تحرك على ضوء ما ورد من تصريحات أمريكية بإمكانية ضم أجزاء من الضفة الغربية ، وعدم إمكانية إقامة دولة فلسطينية، والحديث عن رشاوى اقتصادية لبعض الدول العربية.
وعلى الصعيد الأوروبي قال أبو يوسف، “نأمل ان يكون هناك موقف جدي من الاتحاد الأوروبي لرفض تمرير صفقة القرن التي تزعزع الاستقرار بالمنطقة وترسخ شريعة الغاب، وتشرعن الاستيطان”.
وأضاف أبو يوسف “أمام هذه السياسة نحتاج الى آليات عملية تضغط على إسرائيل وأمريكا، وموقف الاتحاد الأوروبي مهم لوقف هذه التعديات”.
وبين ان التصريحات الأخيرة للاتحاد الأوروبي وإجماعه على رفض التصريحات الأمريكية حول إمكانية ضم مستوطنات الضفة الغربية، ورفضه تجاهل حل الدولتين، تعطينا مؤشرات وتطمينات بموقف أوروبي رافض لصفقة القرن.
الاتحاد الأوروبي يدرس إصدار بيان يحتوي على مبادئ الدول الـ 28 الأعضاء، حول السلام في الشرق الأوسط، إذا لم تشمل “صفقة القرن” الأمريكية، مبادئ الاتحاد بهذا الخصوص.
ووفق ما نشر فإن الاتحاد الأوروبي يدرس إصدار بيان يحتوي على مبادئ الدول الـ 28 الأعضاء، حول السلام في الشرق الأوسط، إذا لم تشمل “صفقة القرن” الأمريكية، مبادئ الاتحاد بهذا الخصوص.
وسيكرر البيان مواقف الاتحاد الأوروبي فقط، دون طرح مقترح خطة جديدة من قبل بروكسل.
وقالت وزيرة الخارجية الأوروبية فديريكا موغيريني، أن “حل الدولتين تلاشى، بل تقطع إربا إربا”.
ومن المقرر أن يزور الرئيس محمود عباس بروكسل، بعد نحو أسبوعين بداية شهر مايو المقبل لتشكيل جسم دولي ممانع للتوجهات الأمريكية المتعلقة بحل القضية الفلسطينية.
وفي السياق، قال كبير المستشارين للشؤون الخارجية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الدكتور نبيل شعث، إن السلطة “ستشن حملة واسعة ضد صفقة القرن”.
وكان مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنير، أكد أن “صفقة القرن” ستُعرض بعد عيد الفطر السعيد، وبعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، أي في شهر يونيو / حزيران الوشيك.
وقال كوشنير مهندس “صفقة القرن”، إنها “تتطلب تنازلات من كلا الطرفين”، مشيرا إلى أنها “تتكون من ملحق اقتصادي، وآخر سياسي”. وشدد كوشنير على أن الصفقة “لن تشكّل خطرا على أمن إسرائيل”.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في رسالة تهنئة إلى رئيس الوزراء محمد اشتية : “الفلسطينيون يواجهون تحديات سياسية، واقتصادية، واجتماعية صعبة، يتوجب التصدي لها في ظل شروط إطارية معقدة، وستواصل الحكومة الاتحادية الألمانية مساندتكم في إنجاز هذه المهام”.
وأضافت ميركل أن ألمانيا “ستكرس جهدها بالتعاون مع شركائها الأوروبيين لتحقيق سلام عادل ومستدام في المنطقة”.
ومن جهته قال المحلل السياسي، الدكتور غسان الخطيب، في حديث مع “القدس العربي، “ان هناك بوادر لتشكيل جسم ممانع للصفقة القرن يقوده الموقف الفلسطيني الرافض التعاطي مع سياسة واشنطن والرفض المسبق لصفقة القرن، اضافة الى ان الدبلوماسية الفلسطينية استطاعت ان تأخذ موقف عربي مشترك وخاصة من الدول القريبة من الولايات المتحدة بعدم انخراطها بالصفقة” .
وتابع، “روسيا والصين تبديان دائما مواقف مؤيدة للفلسطينيين لكن التحدي الأكبر مع الدول الأوروبية والعمل على تطوير موقفها المناهض للتوجهات الأمريكية، حيث يمكن البناء على العريضة التي قدمها 28 مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي ترفض إجهاض حل الدولتين لإقامة جسم ممانع تقوده أوروبا”.
وأشار الى ان الولايات المتحدة الأمريكية “حساسة بشكل اكبر للموقف الأوروبي من الموقف العربي والروسي والصيني فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، واذا ما وجدت ان هناك موقف أوروبي معارض وقوي ستأخذ ذلك بعين الاعتبار”.