قالت غارديان إن قرار الحكومة السريلانكية إغلاق كافة مواقع التواصل الاجتماعي يعكس شعورا سائدا بأن مضار شبكة الإنترنت أكبر من منافعها.
ووفق تقرير الصحيفة البريطانية، فإن الخواص التي تجعل موقع التواصل فيسبوك مفيدا في نشر المعلومات هي نفسها التي تنطوي على خطورة.
ويأتي التقرير الصحفي في أعقاب الهجمات المميتة على عدد من الكنائس والفنادق بالبلاد يوم الأحد، والتي تمثل حسب غارديان رمزية تبين كيف أن إخفاق شركات التكنولوجيا الأميركية في السيطرة على ظواهر التضليل الإعلامي والتطرف والتحريض على العنف بات يفوق الفوائد المزعومة لوسائل التواصل.
”
يعتبر قرار كولومبو بالنسبة لفيسبوك تراجعا ملحوظا في مكانته بعد أن كان يعد قبل أقل من ثلاث سنوات واحدا من أهم مؤسسات الاستجابة للحوادث بالعالم
”
وكانت الحكومة بالعاصمة كولومبو قد أغلقت فيسبوك وواتساب وإنستغرام عقب التفجيرات تحسبا من أن تؤدي “التقارير الإخبارية المزيفة التي تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي” إلى العنف.
وسيتم تعليق تلك الخدمات حتى الانتهاء من التحقيقات حول التفجيرات.
كما جرى تعليق خدمات التواصل الأخرى من غير فيسبوك، مثل يوتيوب وفايبر. وأشارت الصحيفة إلى أن فيسبوك وواتساب هما المنصتان المهيمنتان في سريلانكا.
ويعتبر قرار الحكومة -بالنسبة لفيسبوك على وجه الخصوص- تراجعا ملحوظا في مكانته بعد أن كان يعد قبل أقل من ثلاث سنوات واحدا من أهم مؤسسات الاستجابة للحوادث في العالم.
وقد كان يُنظر حتى وقت قريب إلى فيسبوك -بنطاقها العالمي الواسع وخرائط علاقاتها الاجتماعية المعقدة، وخاصية “فحص الأمان” لديها ومجموعة أدواتها وثيقة الترابط التي تسهل بث المعلومات وتسجيلات الفيديو المباشرة- باعتبارها مزية أُضيفت لجهود الاستجابة العالمية للكوارث.
وتقول الصحيفة إن بمقدور الناجين من الكوارث استخدام فيسبوك لإبلاغ معارفهم بأنهم في مأمن. كما يمكن للحكومات الاستعانة بالموقع لبث تحديثات حية عن الأوضاع، كما تستطيع منظمات المجتمع المدني والأهالي اللجوء لفيسبوك لتنسيق جهود الإغاثة.
لكن تلك الخواص -التي تجعل من فيسبوك وسيلة مفيدة- هي ذاتها التي جعلت منها أداة خطيرة للغاية، فالمعلومات المضلِّلة التي يبثها تنتشر سريعا مثل المعلومات الصحيحة الموثقة إن لم يكن أسرع.
وساقت غارديان أمثلة عديدة لما جرى مؤخرا من حوادث أظهرت مدى الأضرار التي يمكن أن تنجم عن استخدام تلك الوسائط. وأشارت بهذا الصدد إلى أن منفذ مذبحة المسجدين بمدينة كرايست تشيرتش بنيوزيلندا استخدم فيسبوك لبث مقاطع حية لهجماته. وقد أخفق فيسبوك ويوتيوب في الحيلولة دون بث تلك المقاطع على منصتيهما.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، انتهى المطاف بخاصية ليوتيوب -صُممت للحد من بث المعلومات المضللة- إلى استحداثها عندما ألحقت صورة مع معلومات عن هجمات 11 من سبتمبر/أيلول 2001 ببث حي للحريق الذي أتى على كنيسة نوتردام في باريس، مما أحدث انطباعا زائفا أن الحريق له علاقة بالإرهاب.
المصدر : غارديان