فرضت الولايات المتحدة الأميركية حزمة جديدة من العقوبات على شخصيات لبنانية وشركات تتهمها بأنها تابعة لحزب الله أو تسهم في توفير الأموال له.
وقد خصصت وزارة الخزانة الأميركية مبلغ عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن شبكات الحزب المالية. وهذه العقوبات الجديدة على الحزب كانت قد تزامنت مع تصعيد للعقوبات ضد إيران الداعم الرئيس للحزب ودوره السياسي والأمني والعسكري في لبنان ومناطق أخرى، ولا سيما سوريا.
والعقوبات الجديدة ضد شخصيات ورجال أعمال على صلة بحزب الله -بحسب الاتهام الأميركي- لا يجد فيها الحزب سوى حلقة من سلسلة عقوبات اتخذتها واشنطن ضده أو ضد بيئته الاجتماعية الحاضنة.
وكان الأمين العام للحزب حسن نصر الله قال في مارس/آذار الماضي إن الأميركيين “يضعوننا على لوائح الإرهاب لأننا هزمناهم وندافع عن بلداننا وأمتنا”.
وقد أكد نصر الله في أكثر من خطاب أيضا أن حزبه سيواجه هذه العقوبات بـ”الصبر والتحمل وحسن الإدارة وتنظيم الأولويات”.
عقوبات متكررة
ويقول رئيس مؤسسة “جوستيسيا” القانونية المحامي بول مرقص إن العقوبات الجديدة أو المكافأة التي رصدتها واشنطن “ليست جديدة على حزب الله”.
وأوضح في حديث مع الجزيرة نت أنه في قانون مكافحة تمويل حزب الله الصادر عام 2015، تم ذكر رصد مكافأة مالية لمن يبلّغ عن مالية الحزب.
ويرى مرقص أن تفعيل هذه العقوبات لن يؤثر على النظام المصرفي اللبناني “القادر على امتصاصها، لأنه قد بنى الإجراءات الإدارية والمعلوماتية واللوجستية والتقنية والبشرية اللازمة لمواجهة هذه الضغوط واستيعابها والعمل على التدقيق في حسابات الزبائن ومصادر أموالهم”.
ويعرب مرقص عن اعتقاده بأن الضغط الأميركي “مرجح أن يطال فقط الفئات المعنية بالعقوبات الجديدة الذين أدرجت أسماؤهم في اللوائح السوداء أو من هم من المحيطين بهم أيضا”.
كما يرى أن واشنطن تفعّل عقوباتها ضد حزب الله “بهدف أن تؤتي ثمارها بعدما كانت آراء في الإدارة الأميركة تقول إن هذه العقوبات لن تجدي نفعا”.
ويقول مرقص إنه “بحسب المفهوم الأميركي، فإن العقوبات ضد حزب الله قد تتوسع وتستهدف فئات مباشرة أو أخرى ليست مرتبطة به بشكل مباشر، وذلك بغية أن تكون أكثر فعالية”.
عقوبات موجعة
من جهته، قال الكاتب الصحفي أسعد بشارة إن “العقوبات الأميركية ضد حزب الله تتصاعد بشكل ممنهج، وإن الخزانة الأميركية تضع أهدافا محددة ومراحل لتطبيقها”.
وأعرب عن اعتقاده بأن العقوبات الأخيرة ورصد مكافأة لمدن يدلي بمعلومات عن شبكات الحزب المالية قد “لا تكون الأخيرة”، وأن هنالك “مراحل جديدة من العقوبات قد تطال شخصيات ربما حليفة للحزب”.
ويقول بشارة للجزيرة نت إن العقوبات الأميركية ضد حزب الله “أصبحت موجعة وتصيبه بالصميم، والعقوبات على الحزب لا تختلف عن تلك التي تفرض على إيران والنظام السوري”.
وبحسبه، فإن المسؤولين اللبنانيين “أبلغوا -ولم يعلنوا ذلك رسميا- بوجوب تطبيق العقوبات بحزم وعدم تحديها من قبل النظام المصرفي اللبناني”.
لكن هل استهدفت العقوبات الأميركية حزب الله فعليا؟
يقول المحلل السياسي توفيق شومان للجزيرة نت إن الدورة المالية الأساسية للحزب منفصلة عن الدورة المالية اللبنانية، وبالتالي فإن “ماليته لن تتأثر كثيرا بالعقوبات الجديدة”.
ويرى أن الهدف الحقيقي من فرض عقوبات على شخصيات متهمة بالعمل لصالح الحزب، هو “إبعاد حلفاء الحزب عنه وعن سياسته اللبنانية الداخلية”.
ويوضح شومان أن العقوبات الأميركية الجديدة ضد شخصيات لبنانية “هي رسالة لهم أولا، وتحمل في طياتها أكثر من رسالة أيضا لحليفين كبيرين للحزب هما حركة أمل والتيار الوطني الحر، من أن العقوبات قد تطال مقربين منهم وتضعهم لاحقا على اللائحة الأميركية السوداء”.
المصدر : الجزيرة