الجيش الليبي يعمل على إضعاف موقف مصراتة لتسهيل التقدم نحو طرابلس

الجيش الليبي يعمل على إضعاف موقف مصراتة لتسهيل التقدم نحو طرابلس

طرابلس – يعمل الجيش الوطني الليبي على إضعاف موقف مدينة مصراتة ذات الثقل السياسي والعسكري غرب البلاد، والتي انخرطت بقوة في معارك التصدي لتقدمه نحو العاصمة طرابلس.

وتحظى المدينة بدعم بعض القوى الإقليمية والدولية وفي مقدمتها إيطاليا. وطالب المتحدث باسم القائد العام للجيش اللواء أحمد المسماري إيطاليا بإغلاق مستشفاها العسكري في مدينة مصراتة في أقرب وقت ممكن.

وأكد المسماري في تصريحات لصحيفة “كوريري ديلا سيرا” الإيطالية عدم وجود دواع إنسانية لبقاء المستشفى بعد القضاء على تنظيم “داعش” في مدينة سرت أواخر عام 2016.

وتابع قائلا “لدينا دلائل على أن هذه المنشأة لم يعد لها أي دور إنساني ولكنها تمثل مساعدة قيمة لـ”ميليشيات مصراتة” التي تقاتل جيشنا، لقد تمت إقامة المستشفى الميداني لمساعدة الجرحى في الاشتباكات ضد داعش بسرت وتلك المعارك انتهت منذ فترة طويلة”. وأضاف متسائلا “لماذا لا يزال هناك 400 جندي إيطالي، في تلك القاعدة الجوية بذريعة حماية المستشفى”.

وتابع “تقلع طائرات من القاعدة وتقصف قواتنا وتتسبب في سقوط ضحايا من بينهم مدنيون ونعتقد أن للإيطاليين دورا في تدريب الميليشيات، إنه ليس بالأمر الجيد.. عليهم المغادرة”.

ورد رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي بالنفي على اتهامات المسماري. وأكد في تصريحات صحافية على هامش حضوره قمة بكين أن موظفيهم في مصراتة لم يقوموا بأي أنشطة عسكرية أو شبه عسكرية وعملهم اقتصر على علاج المرضى المدنيين.

وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم الدعم الطبي اللازم لجرحى الجيش الليبي وإرسال مستشفى بحري عائم لعلاجهم في أقرب منطقة من شرق ليبيا. وتنفذ طائرات تابعة لحكومة الوفاق غارات جوية على مواقع الجيش جنوب طرابلس، انطلاقا من قاعدة مصراتة الجوية منذ بدء معركة تحرير العاصمة من الميليشيات. ويرجع مراقبون عدم توجيه الجيش لضربات نحو القاعدة لوجود قوات إيطالية داخلها غير مستبعدين وجود عسكريين من جنسيات أخرى على غرار الجنسية البريطانية.

وأطلق الجيش الليبي في 4 أبريل الحالي معركة تحرير طرابلس من الميليشيات وتوقعت قياداته أن لا تتجاوز المعركة 48 ساعة. ويرجع مراقبون تلك التوقعات إلى رهان قائد الجيش المشير خليفة حفتر على عدم مشاركة مصراتة في المعركة خاصة الجهات التي نجح في الفترة الأخيرة في فتح قنوات اتصال معها.

لكن معركة طرابلس وحدت ميليشيات المدينة التي تعد بالمئات، بعد سنوات من الانقسام بسبب رفض المتشددة منها لحكومة الوفاق التي كانت مستعدة لتقبل حفتر كطرف في التسوية.

وتشارك المدينة بقوة في معركة التصدي لسيطرة الجيش على طرابلس. وانقسمت كتائبها بين القتال إلى جانب ميليشيات طرابلس في محاور القتال جنوب العاصمة، وأخرى استنفرت قرب سرت خشية هجوم محتمل للجيش على المدينة التي تسيطر عليها حكومة الوفاق منذ تحريرها من داعش نهاية العام 2016.

ويتوقع مراقبون فتح الجيش لجبهة في المنطقة الوسطى من خلال الهجوم على سرت، ما من شأنه التخفيف من شدة مقاومة ميليشيات مصراتة لزحفه نحو طرابلس.

ونقلت وسائل إعلام محلية السبت تحذيرات القيادي في القوة الثالثة – مصراتة، أشرف تنتون، من تحرك وحدات الجيش بالقيادة العامة في اتجاه مدينة سرت.

وقال تنتون إن القوة التي دفعت بها قيادة الجيش سلكت طريق ودان، وطريق الجفرة (اللود) باتجاه سرت. وأضاف القيادي في القوة الثالثة – مصراتة، أن هناك كتيبة أخرى تابعة للقيادة العامة تسلك طريق الرواغة باتجاه مدينة سرت أيضا، مضيفا أن هذه القوة ترافقها مروحيتان عسكريتان خرجتا من قاعدة الجفرة الجوية.

ويتهم الليبيون مصراتة بالسعي للهيمنة على البلاد مستفيدة من كونها قادت حرب الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي. وكثيرا ما اشتكى الجيش الليبي من إرسال المدينة لجرافات محملة بالسلاح والمقاتلين دعما للإرهابيين في مدينة بنغازي أثناء معارك تحريرها.

كما وجهت للمدينة التي يهمين عليها تيار الإسلام السياسي اتهامات بفتح ميناء المدينة لاستقبال الأسلحة لدعم المتطرفين، خاصة من قبل تركيا.

ويخشى الليبيون أن تكون إيران قد انخرطت في تسليح الميليشيات الإسلامية في بلادهم وهي المخاوف التي برزت بعد إيقاف سفينة إيرانية في ميناء مصراتة مجهولة الشحنة.

وطالب المسماري المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة ومجلس الأمن بإطلاع الليبيين على محتويات شحنة السفينة الإيرانية المضبوطة في ميناء مصراتة.

ولفت في مؤتمر صحافي عقده من بنغازي أن السفينة الإيرانية مملوكة لشركة تتبع الحرس الثوري الإيراني وهي مدرجة على قائمة العقوبات الدولية.

العرب