قالت صحفيّة وباحثة بريطانية إن الهجمات الأخيرة على الكنائس والفنادق الفاخرة في سريلانكا والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 250 شخصا “بريئا”، تمثل “تذكيرا صارخا” بأن البشرية تعيش في عالم ترسم الكراهية الدينية والعنصرية معالمه بشكل متزايد.
وتزعم الصحفية كاميلا كافينديش بمقال لها في صحيفة فايننشال تايمز، أن ما حدث في سريلانكا يُعد هجوما على “القيم اليهودية المسيحية”. وتنقل عن “مؤسسة الأبواب المفتوحة الخيرية” أن 245 مليون مسيحي حول العالم يعانون من الاضطهاد.
ففي الهند، فإن الخطاب الذي يتبناه القوميون الهندوس المتطرفون في حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي يوحي بأن المسلمين والمسيحيين هم مواطنون من الدرجة الثانية في أحسن الأحوال.
وفي بريطانيا استقال تسعة برلمانيين من حزب العمال هذا العام لأسباب من بينها هواجس من مد معاداة السامية المتصاعد داخل حزبهم. وتلفت كافينديش إلى أن بريطانيا تعاني أيضا من “التعصب المذهبي” المتنامي.
وأعربت عن قلقها من الحملة الأخيرة الرامية لإقناع الحكومة البريطانية لوضع تعريف “ملزم قانونيا” لظاهرة الإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام).
وأوضحت أن التعريف -الذي اقترحته مجموعة برلمانية مؤلفة من جميع الأحزاب بشأن المسلمين البريطانيين- يصف الإسلاموفوبيا بأنها “نمط من العنصرية يستهدف أشكال التعبير عن سمات المسلم”.
الكاتبة كاميلا كافينديش: البشرية تعيش في عالم ترسم الكراهية الدينية والعنصرية معالمه بشكل متزايد (غيتي)
مخاوف من حجب النقد
واعتبرت أن البصق على امرأة مسلمة في حافلة بسبب ارتدائها الحجاب حادثة تندرج تحت ذلك التوصيف، لكنها أبدت مخاوف من أن يحجب هذا التعريف النقد المشروع للإسلام.
وترى المجموعة البرلمانية أن القوانين السارية في بريطانيا، التي تُجرم التحريض على الكراهية، غير كافية لحماية المسلمين، ولذلك فهي ترغب في إدانة أولئك الذين ينزعون إلى “شيطنة” جميع المسلمين.
وبحسب كافينديش، فإنه من غير الواضح ما إذا كان سنّ مزيد من القوانين فيه رد على تلك الكراهية. وأضافت أن التعريف المقترح للإسلاموفوبيا يرمي إلى وصف ظاهرة التحامل على المسلمين وعقيدتهم.
ومن وجهة نظرها فإن الخلط بين العِرق والدين يوحي على ما يبدو بأن انتقاد الإسلام هو أحد أشكال العنصرية. وينفي البرلمانيون أنهم يسعون إلى “إسكات الآراء”، وأن “نقد الدين حق أساسي في أي مجتمع منفتح”.
وتشير الصحفية والباحثة بجامعة هارفارد إلى أن المجلس الإسلامي البريطاني اتهم أحد المترشحين لمقعد في البرلمان بعدائه للإسلام لقوله إن “من الخطأ الادعاء بأن الإسلاموية (أو الإسلام السياسي) ليس من الإسلام في شيء”.
ومع أن غالبية المسلمين يبغضون تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن كاتبة المقال ترى أن ما تسميه “التطرف الجهادي” ظاهرة تمت للإسلام بصلة ذلك لأن “المتطرفين” يعتبرون أنفسهم مسلمين.
وتخلص الكاتبة في مقالها إلى أن المجتمعات الليبرالية تجد نفسها في “مأزق مزدوج”، ففي الوقت الذي تتمسك فيه بحقوق الأقليات، تسعى إلى حماية الحق في نقد الدين باعتباره مؤسسة اجتماعية.
المصدر : فايننشال تايمز