كيف يمكن فهم تطور الحركة الجهادية في الشرق الأوسط؟

كيف يمكن فهم تطور الحركة الجهادية في الشرق الأوسط؟

20150624122226122226260624JunWed2226

خلال السنوات الأربع الماضية التي مرت على اندلاع موجة الربيع العربي، تطورت الحركة الجهادية في منطقة الشرق الأوسط، بشكلٍ ملحوظٍ، جعل الخبراء يزعمون أن المنطقة شهدت ظهور الجيل الثالث من الحركات الجهادية في المنطقة، وهو الأمر الذي أدى بدوره إلى تطور أشكال الفعل الجهادي، وتفاقم تأثيراته على دول المنطقة.

أولاً: تعاقب الأجيال الجهادية في الشرق الأوسط

تتعاقب الأجيال على التنظيمات الجهادية في الشرق الأوسط، ونحن اليوم أمام الجيل الثالث من هذه التنظيمات، بعد الجيل الأول الذي انطلق من مصر في مطلع السبعينات، والجيل الثاني الذي مثّله تنظيم القاعدة. وقد نشأ الجيل الجهادي الثالث – متمثلاً في داعش – على هامش ثورات الربيع العربي، التي أنتجت حالة من السيولة والتشظي ببعض الدول العربية، كما كشفت عن تراجع جيل تنظيم القاعدة.

ثانياً: عوامل التمدد الجهادي وخصائصه في الشرق الأوسط

جاءت ظاهرة التمدد الجهادي في منطقة الشرق الأوسط نتيجة حزمة من العوامل، أهمها؛ الهشاشة الأمنية التي عانت منها دول المنطقة في مرحلة ما بعد الثورات، ووجود دعم مجتمعي وإقليمي نسبي لبعض الجماعات الجهادية، وانهيار العديد من الجيوش العربية وضعف هياكلها الرئيسية. وقد انفرد هذا التمدد بعدة صفات، منها: اتخاذ مناطق الحدود الرخوة مركزاً للعمليات، ووجود علاقات تنافسية بين التنظيمات الجهادية المختلفة، الأمر الذي أدى إلى عمليات تفكك واندماج مستمرة في الأوساط الجهادية.

ثالثاً: الاقتصاد الجهادي في الشرق الأوسط

دفعت تجربة تنظيم داعش، وقدراته الاقتصادية غير المسبوقة بالنسبة للتنظيمات الجهادية، إلى التركيز على دراسة الاقتصاد الجهادي في المنطقة الشرق الأوسط، ومن ثم دراسة أبرز مصادر التمويل الرئيسية للتنظيمات الجهادية، والتي تتمثل في: النفط، التهريب عبر الحدود، أموال الفدية، الغنائم، الضرائب والجزية على غير المسلمين، بيع الآثار والتجارة غير المشروعة.

رابعاً: الأنماط الجهادية الجديدة في الشرق الأوسط

تطورت الأنشطة الجهادية في منطقة الشرق الأوسط تطوراً ملحوظاً، أدى إلى ظهور أنماط جديدة للجهاد، لتصبح ظاهرة مرشحة للتطور والتنامي في المنطقة خلال الفترة المقبلة، ومن هذه الأنماط الجهادية الجديدة: الجهاد الطبي، الجهاد الإلكتروني، الجهاد الفني والتعليمي، الاستغلال الجسدي (جهاد النكاح)، الجهاد الطفولي.

محمد محمود السيد

المركز الدبلوماسي للدراسات الإستراتيجية