كشف مسؤول عسكري عراقي في بغداد، اليوم الأحد، أن قوات مشتركة باشرت عمليات واسعة في مناطق عدة شمال وغرب البلاد وصفها بالمختلفة عن العمليات السابقة حيث تستهدف رأس زعيم تنظيم “داعش”، المدعو إبراهيم عواد البدري المعروف باسم أبو بكر البغدادي وقيادته، وذلك بعد أيام من تسجيل ظهر به البغدادي مع عدد من مساعديه، وطرحت على إثره فرضيات تتحدث عن كونه داخل مخبأ تحت الأرض.
وأعلنت قيادة العمليات العراقية المشتركة، اليوم الأحد، خلال بيان مقتضب لها، عن بدء تنفيذ ضربات جوية وعمليات إنزال في نينوى والأنبار شمال وغربي العراق.
وقال المتحدث باسم القيادة العميد يحيى رسول في بيان صحافي إن القوات العراقية، باشرت بعمليات خاصة في صحراء محافظتي نينوى والأنبار تتمثل بضربات جوية وعمليات إنزال، وإن عملية ضربهم مستمرة من قبل القوات الجوية والبرية على الأرض”. كاشفا عن وجود مشاركة لمقاتلات التحالف الدولي خلال العمليات تلك.
وأشار رسول إلى أن “عمليات قواته الآن تتركز بمراقبة وادي حوران ووادي قذف من خلال الطائرات فضلا عن الحدود، لأن صحراء الواديين كان يستخدمها الإرهابيون سابقا لاستهداف المناطق والقوات الأمنية”.
وقال مسؤول عراقي في وزارة الدفاع لـ”العربي الجديد”، إن العمليات الحالية وأخرى تستعد قوات خاصة لتنفيذها تستهدف رأس البغدادي وقياداته، مبيناً أن المعلومات المتوفرة منذ تسجيل زعيم داعش قبل أيام هي أنه متواجد في مخبأ تحت الأرض، لذا فإن المناطق الصحراوية والجبلية بين العراق وسورية وعلى امتداد عمق 100 كم ستكون هدفا للتفتيش من خلال الجنود الراجلة والآليات المدرعة”، مؤكداً على “إخضاع المنطقة لمظلة مراقبة جوية كاملة للرصد والتصوير أيضاً”.
وتابع “صحراء الأنبار وبادية الموصل وجزيرة البعاج وصحراء الحضر وسلسلة جبال حمرين ومناطق الشرقاط وما بين حديثة وبيجي ومناطق ذراع دجلة وحوض الثرثار هدف للعمليات”، مؤكدا أن “الفرضيات وتحليلات المختصين أعطت نسبة تواجده تحت الأرض في العراق، ما يدفع لإعادة عمليات التفتيش والبحث عنه، لكن هذه المرة ستكون بالجنود على الأرض للكشف عن أي مخابئ أو فتحات وتجويفات طبيعية بالمناطق الجبلية أو الصحراوية يمكن أن تكون ملاذا لزعيم التنظيم أو عناصر تنظيمه”.
واعتبر المصدر نفسه، أن العملية “مهمة للعراقيين ككل، والحكومة تأمل أن يكون الإعلان عن القضاء على هذا الإرهابي عراقياً وليس أميركياً أو من أي طرف آخر”.
وكانت وزارة الدفاع العراقية، قد أعلنت الخميس، عن أن مقطع الفيديو الذي ظهر فيه زعيم “داعش” الإرهابي، أبو بكر البغدادي، جرى تصويره “في ملجأ تحت الأرض”.
وجاء ذلك في بيان نشرته الوزارة تعليقاً على مقطع فيديو تداولته وسائل إعلام، مساء الإثنين، وظهر فيه البغدادي بعد 5 سنوات من أول ظهور له عام 2014.
ونقل البيان عن المستشار الإعلامي للوزارة، الفريق الركن محمد العسكري، قوله إن “مكان التسجيل يبدو أنه ملجأ تحت الأرض”، دون الحديث عن البلد الذي من المحتمل جرى فيه التصوير. وأضاف: “لإخفاء ملامح المكان، تم وضع ستائر على الجدران لإخفائها مع مجموعة من قيادات داعش”.
القيادي في قوات “الحشد العشائري”، محمد الجغيفي، قال لـ”العربي الجديد”، إن “التفتيش بالجهد البشري لا غنى عنه حتى مع وجود أجهزة الرصد والاستشعار، لذا فإن العمليات الجديدة قد تستغرق وقتا أكثر من المتوقع لكنها تبقى الأهم منذ اندحار التنظيم”.
ولفت إلى أن القوات العراقية “تستفيد من خبرات وتجارب سابقة في عملياتها اليوم، وتشارك وحدات الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب ووحدات التدخل السريع وقوات حرس الحدود والحشد الشعبي وقوات العشائر في تلك المهمة، التي سيكتب لها النجاح بكل الأحوال، حيث أن أدنى ما يمكن أن تحققه هو منع التنظيم من الاستقرار أو محاولة التقاط نفسه في مناطق يتوقع أنها ما زالت رحما طبيعيا لتكاثره واختبائه منذ عام 2003 ولغاية اليوم”.
العربي الجديد