الخرطوم – على خلفية تصاعد التوتر بين المحتجين والمجلس العسكري الانتقالي في السودان في ظل تمسك الأخير بالسلطة وعدم تسليمها للمدنيين، تدخلت واشنطن على الخط من جديد، داعية إلى تجاوز الخلاقات وتجنيب البلاد سيناريو الفوضى والعنف.
ويذكر إن الإدارة الأميركية سبق أن دعت الجيش السوداني في أكثر من مناسبة إلى تسريع تسليم السلطة للمدنيين استجابة لضغوط الشارع المتواصلة منذ الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
وطالب نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان المجلس العسكري السوداني، بتجنب العنف والعمل على تجاوز الخلافات مع الأطراف السياسية في السودان.
وتلقى رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان اتصالا هاتفيا من نائب وزير الخارجية الأميركية، حيث تناولا خلاله مجمل الأوضاع الراهنة في السودان.
وتبدي الإدارة الأميركية مخاوفها من انزلاق البلاد إلى الفوضى والعنف في ظل تصاعد التوتر السياسي.
وقال مراقبون إن الإدارة الأميركية تحاول الضغط على المجلس العسكري من أجل تسريع تسليم السلطة إلى المدنيين، في ظل ما تبديه المؤسسة العسكرية من تشبث بالسلطة ومراوغات ومماطلة للاتفاف على مطالب المحتجين.
وقال بيان صادر عن المجلس العسكري السوداني إن رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان أطلع المسؤول الأميركي على مجمل الأوضاع بالبلاد، وتواصل المجلس مع القوى السياسية السودانية للانتقال السلس للسلطة.
وأضاف البيان أن البرهان أشار لانحياز الجيش السوداني لإرادة الشعب السوداني، تحقيقا لشعارات الثورة في الحرية والعدالة والمساواة.
كما شدد البرهان في المحادثة على دور الجيش في تعزيز الأمن ودعم خيارات السودانيين وثورتهم السلمية، حسبما ذكر البيان.
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية الأمريكي على وقوف بلاده ودعمها لجهود تحقيق الاستقرار السياسي بالسودان.
يأتي ذلك فيما اتخذت قيادة الحراك في السودان موقفا تصعيديا من خلال تهديدها باللجوء إلى العصيان المدني بعد أن كشف المجلس العسكري الانتقالي عن رده في ما يتعلق بمقترحات المعارضة حول تشكيل السلطة التي ستقود المرحلة الانتقالية، والتي اعتبر المحتجون أنها تضمنت جملة تبريرات الهدف منها إطالة التفاوض من أجل تعطيل نقل السلطة للمدنيين.
واتهم قادة الاحتجاج في السودان المجلس العسكري الحاكم بتعطيل السير في اتجاه نقل السلطة إلى المدنيين، وسط خلافات مستمرة بين الطرفين على تشكيل مجلس يدير شؤون البلاد.
واعتبر تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات، في بيان، “السمات العامة لرد المجلس العسكري على وثيقة قوى إعلان الحرية والتغيير تقودنا لاتجاه إطالة أمد التفاوض لا السير في اتجاه الانتقال”، كما اتهم التحالف بعض القوى في المجلس بـ”اختطاف الثورة وتعطيلها”.
العرب