حذر رئيس قائد جيش الاحتلال السابق، غادي آيزنكوت الإدارة الأمريكية من تبعات “صفقة القرن” واحتمال تسببها في انفجار في الأراضي المحتلة عام 1967. وأوضحت القناة الإسرائيلية 13 أن آيزنكوت شارك، الثلاثاء الماضي، في لقاء مغلق مع المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات، استمر ثلاث ساعات بحضور عشرة خبراء في الشأن الإسرائيلي – الفلسطيني، كان لهم دور في ما يسمى “عملية السلام” خلال فترة ولاية كل من بيل كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما في الرئاسة الأميركية. وأشارت أنه قد تم التعامل بجدية مع تصريحات آيزنكوت لكونه أنهى مهام منصبه في رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي منذ أربعة شهور فقط. وقالت القناة 13 استنادا لخمسة مصادر مطلعة على مضامين اللقاء، إن آيزنكوت حذر مبعوث ترامب من الأوضاع في الضفة الغربية. ونقلت القناة عن المصادر قولها إن آيزنكوت قال إن الوضع في الضفة “حساس ومتفجر”، لعدة أسباب، من بينها تقليص التمويل الأمريكي لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية وقرار السلطة الفلسطينية عدم تلقي مستحقات عائدات الضرائب الفلسطينية التي تجبيها إسرائيل. كما نقلت المصادر الخمسة، عن آيزنكوت قوله إن “الضفة الغربية قد تشتعل قبل أو خلال أو بعد طرح ” صفقة القرن ” ويجب أن تأخذوا ذلك في اعتباراتكم. وتابع قائد الجيش السابق ” في اللحظة التي يخرج فيها المارد من الزجاجة، فإن إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه سيستغرق خمس سنوات”. كذلك قال آيزنكوت في اللقاء إنه سواء عرضت ” صفقة القرن” الأميركية أم لم تعرض، فإنه يجب اتخاذ خطوات من أجل استقرار الوضع على الأرض، باعتبار أن ذلك “في مصلحة الطرفين”. وكشفت أيضا أن آيزنكوت قدم توصية لإعادة التمويل الأمريكي لأجهزة الأمن الفلسطينية واتخاذ خطوات لتحسين الأوضاع الاقتصادية، والاهتمام بمجالات البنى التحتية والتعليم.
من جهته قال غرينبلات، وفقا للمصادر المذكورة، إن الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب، على علم بالمخاطر، ولكنه ينوي نشر “صفقة القرن” في الأسابيع القريبة. وبهذا السياق كان تقرير إسرائيلي قد كشف أن “صفقة القرن”، تتضمن إحلال السيادة الإسرائيلية على جميع المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة. وأوضحت القناة الإسرائيلية 12 أن خطة الرئيس دونالد ترامب، تتضمن الاعتراف الأميركي بأن المستوطنات ستبقى بيد إسرائيل، بينما تبقى البلدات العربية بأيدي الفلسطينيين. منوهة أن واشنطن لن تعارض الخطوات الإسرائيلية بشأن هذه المستوطنات، بموجب الاتفاق، وضمن ذلك إحلال القانون المدني الإسرائيلي على المستوطنات، مثلما فعلت في الجولان السوري المحتل”. وقالت أيضا إن الحديث عن الاستيطان يشمل جميع المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية المحتلة وهو ما يفسر تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عشية الانتخابات، بشأن فكرة إحلال السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية المحتلة. كما أشارت إلى أن تأجيل نشر صفقة القرن إلى مطلع حزيران/ يونيو، كان مرتبطا بانتهاء نتنياهو من تشكيل حكومته الجديدة.
ورغم كل ذلك اعتبرت حركة يهودية تعنى بتوسيع الاستيطان أن ” صفقة القرن ” خطيرة وينبغي منعها لأنها تتيح إقامة كيان فلسطيني على بقية أراضي الضفة الغربية رافضة أي تسوية حول مستقبل ” أرض إسرائيل”. وقالت حركة ” سيادة يهودية ” إن مثل هذا الكيان ينافي الحق التاريخي لليهود في البلاد ناهيك عنم أنه تهديد أمني أشد خطرا مما هو موجود في غزة. بالمقابل قال الصحفي دانئيل سيمون،النائب السابق، إن ” صفقة القرن ” ربما تأتي بحل لجزء من القضايا لكنها لن توفر حلا للقضية الأساسية : عدم اعتراف العرب بدولة يهودية. موضحا في مقال رأي أمس أن صفقة القرن بأحسن الأحوال من الممكن أن تضع حدا للحروب لكن الصراع سيستمر ويغير شكله.
القدس العربي