تتزايد الشكوك الفلسطينية حول احتمالية قيام إسرائيل بضم الضفة الغربية خلال الاسابيع المقبلة، في ظل ضوء أخضر أمريكي يتزامن مع إعلان الإدارة الأمريكية خطتها لتسوية الصراع الفلسطيني العربي الإسرائيلي المعروفة بـ“صفقة القرن”، خلال شهر حزيران /يونيو القادم.
في المقابل، بدأت القيادة الفلسطينية بتكثيف خطواتها لثني إسرائيل عن ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، ولاحتواء تداعيات صفقة القرن التي ترفضها من خلال إرسال وفود الى دول اقليمية وعالمية تشرح خطورة الخطوات الأمريكية والإسرائيلية، والتحرك عبر الامم المتحدة ومجلس الامن الذي انعقد بصفته غير الرسمية الخميس الماضي لمناقشة خطورة الاستيطان الإسرائيلي.
وفي موازاة ذلك، فإن السلطة الفلسطينية تتحضر لانفكاك تدريجي عن إسرائيل يبدأ بوقف التنسيق الأمني المتدرج مع إسرائيل، اضافة الى البدء في خطوات الانفكاك الاقتصادي ووصولا الى مقاطعة شاملة للمنتجات الإسرائيلية والتي ستعلن عنها في جلسة المجلس المركزي المقبلة، كما علمت “القدس العربي” من مصادر مطلعة.
واضاف المصدر “ان السلاح الاهم الذي ما زال بحوزتنا والذي لا ترغب بحدوثه إسرائيل ولا دول المنطقة بما فيها الدول العربية، هو نشر الفوضى في الضفة الغربية عبر تفجير وزعزعة الاستقرار بالمنطقة على غرار الانتفاضة الأولى والثانية “.
واشار الى ان هذا السيناريو بات خيارا مدرجا بين اوساط القيادة الفلسطينية التي لم تلمس معارضة عربية حقيقية للخطوات الامريكية المرتقبة، وتم مناقشة خطورة هذه الخطوة بين قيادات في السلطة وجهات امنية اسرائيلية. وتابع، في حال استمر الحصار المالي الصعب للسلطة الفلسطينية من الطبيعي ان تندفع الامور ايضا نحو الفوضى.
وفي الاطار، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الدكتور واصل ابو يوسف، في حديث مع “القدس العربي”: ان هناك مساع إسرائيلية نحو مباركة أمريكية لضم الجزء الاكبر من الضفة الغربية للحيلولة دون اقامة الدولة الفلسطينية.”
واوضح ان الفلسطينيين يعتبرون جميع الكتل الاستيطانية غير شرعية ومنافية للقوانين الدولية، والتي عادت وحذرت 14 دولة في مجلس الامن من خطورتها في الجلسة التي عقدت الخميس الماضي.
وأضاف ان هذه الاجراءات الإسرائيلية والسياسة الأمريكية تدفعنا نحو المقاطعة الشاملة مع إسرائيل والتي سيتم الاعلان عنها في جلسة المجلس المركزي المقبل، بما فيها وقف التنسيق الامني الكامل مع إسرائيل، وصولا الى سحب الاعتراف بإسرائيل.
ويرى أبو يوسف، ان هذه الاجراءات تجعل المنطقة مرشحة امام كل الخيارات بما فيها الانفجار على غرار ما حصل عندما رفض الفلسطينيون التوطين في سيناء في الخمسينيات، وعندما رفض الشهيد ياسر عرفات المساس بالقدس واللاجئين في مفاوضات كامب ديفيد والتي عقبها اندلاع الانتفاضة الاقصى، مشددا ان القيادة الفلسطينية ما زالت تؤكد انه لا مساس في هذه الحقوق.
وكانت القناة العبرية 12 كشفت عن عدم ممانعة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، فرض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سيادة دولة الاحتلال على الضفة الغربية كما فعلت مع الجولان المحتل عام 1981 بتأييد من ترامب.
وذكرت، أن ترامب قام بتأجيل صفقة القرن لتمكين نتنياهو من تشكيل حكومته وأنه سيعلن موافقته على خطوة نتنياهو فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، عند تشكيل حكومته التي ستكون حكومة عريضة وواسعة وقد تصل لـ30 وزيرا.
وفي المقابل، ايضا حذر الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي آيزنكوت، الولايات المتحدة من تفجر الأوضاع في الضفة الغربية، قبل أو خلال وبعد نشر خطة السلام، المسماة بـ”صفقة القرن”.
وذكرت القناة “13” الإسرائيلية ، يوم الاحد، أن تحذير آيزنكوت جاء خلال جلسة مغلقة في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، بمشاركة شخصيات إسرائيلية وأمريكية، بينها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات.
وأوصى آيزنكوت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بوضع احتمال تفجر الأوضاع بالضفة الغربية في الاعتبار، في ضوء اعتزامها نشر خطة السلام، خلال الأسابيع المقبلة.
وأعلنت واشنطن أنها ستكشف عن خطتها بعد شهر رمضان الجاري، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين.
وقال آيزنكوت إن الوضع في الضفة الغربية “حساس ومتفجر”؛ بسبب انخفاض التمويل الأمريكي لقوات الأمن الفلسطينية، وقرار السلطة عدم استلام أموال الضرائب التي تجمعها إسرائيل ناقصة.
وحذر من أن “الضفة الغربية عرضة للاشتعال قبل نشر خطة السلام أو خلالها وبعدها، ويجب أن يتم أخذ ذلك بعين الاعتبار”.
وأوصى آيزنكوت المبعوث الأمريكي بإعادة التمويل إلى قوات الأمن الفلسطينية، واتخاذ خطوات لتحسين الوضع الاقتصادي، وتطوير البنية التحتية والتعليم في الضفة الغربية.
ورد غرينبلات على آيزنكوت بأن “حكومة ترامب تدرك المخاطر، وتعتزم نشر خطة السلام بعد شهر رمضان والعيد”.
القدس العربي