تسعى الادارة الامريكية الى توحيد رؤيتها حول الاوضاع الجارية في العراق وتصعيد وتائر المواجهة مع تنظيم “الدولة الاسلامية”، بعد اشتداد الوقائع على الارض وسيطرة مقاتلي التنظيم على مدينة الرمادي، والتي كانت مفاجئة لقيادة التحالف الدولي، إذ فقدت ركيزة مهمة ومنطقة استراتيجية في عمليات مواجهة التنظيم.
وجاءت الاحداث التي تلتها لتؤكد هشاشة المؤسسة العسكرية العراقية في التصدي لما يحيق بالعراق من كوارث وهزائم، نتيجة الفساد الذي تعيشه هذه المؤسسة وانهيار معنويات مقاتليها، وعدم ادراك القادة العسكريين حقيقة ما يجري على الارض، فضلا عن هيمنة قيادات الحشد الشعبي على مجريات الامور وتحكمها بالمهام العسكرية بعيدا عن وزارة الدفاع العراقية، واستلامها لمهام المواجهة الحقيقية مع تنظيم “الدولة الاسلامية” مما جعل الادارة الامريكية ممثلة بوزارة الدفاع الامريكية ومستشاريها، تعيد النظر في تحالفاتها الاقليمية والداخلية التي لها علاقة بالشأن العراقي، وفق منظور وخطة استراتيجية معتمدة غايتها الحد من تمدد وخطر تنظيم الدولة، وتحقيق انجازات عسكرية على الارض تعزز بها هيمنتها وسيطرتها على مجمل الاوضاع الجارية في العراق، ولتؤكد لحلفائها جديتها في التصدي للإرهاب
ملامح الاستراتيجية الامريكية في مواجهة الاحداث في العراق:
1.ارسال عدد من الخبراء والمستشارين الامريكيين للعراق، وبواقع (450) فرد على ان يصل عددهم الى (2000) مهمتهم تدريب القوة المهيأة لمواجهة مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية”، والاشراف على وضع الخطط الكفيلة بإنجاح مهمتهم بالقضاء على الارهاب.
2.رفع الروح المعنوية لأفراد الجيش العراقي، بعد الانهيارات والانتكاسات والهزائم التي لحقت بهم في قواطع المواجهة مع مقاتلي التنظيم.
3.تصعيد وتائر التدريب الفني والتعبوي للمؤسسة العسكرية العراقية، وتعزيز حالة المواجهة والتعبئة العسكرية بأعداد الخطط الاستراتيجية والارتقاء الذهني للمقاتلين العراقيين في مواجهة مقاتلي التنظيم.
4.الانفتاح على رؤساء العشائر السنية والالتقاء بهم وحثهم على المشاركة الفعلية في مواجهة تمدد التنظيم، والاعتماد عليهم في تحديد مسارات الوضع القادم في العراق.
5.العمل بجدية على تدريب المقاتلين السنة من المتطوعين في معسكرات خاصة اعدت لهم، وبإشراف حصري من الامريكيين دون تدخل وزارة الدفاع العراقية وتشكيلاتها العسكرية.
6.تقديم ضمانات لرؤساء العشائر السنية بحماية مناطقهم وتسليمها لهم بعد تحقيق عنصر المباغتة في مواجهة مقاتلي التنظيم، واجباره على الانسحاب من المناطق التي أحكم السيطرة عليها مؤخرا.
7.اعطاء العهود والمواثيق من قبل الادارة الامريكية بعدم اقدام القوات الامنية والعسكرية العراقية، بحرق المنازل وتهديم الدور والقيام بعمليات السلب والنهب، في المناطق التي يتم تحريرها وتسليمها لأهاليها وعدم تكرار ما حدث في مدينة تكريت.
8.استمرار دعم القوات الكردية المسلحة في مواجهتها لتنظيم “الدولة الاسلامية” في المناطة المحاذية لإقليم كردستان، وتقديم المساعدة والمشورة العسكرية والفنية، وهو ما اكده بريت ماكفورك نائب وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية في زيارته لأربيل ولقاءه مع مسعود البرزاني.
فهل تستطيع الادارة الامريكية تنفيذ خطتها في مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” على الارض ومنع نفوذ وتواجد الحشد الشعبي وقياداته بالقرب من مدن الفلوجة والرمادي، ومنع المليشيات المسلحة من القيام بعمليات مماثلة لما حدث في مدينة تكريت؟ هذا ما سنتابعه ونراه في الحقائق والمواجهات التي ستجري على الارض في قادم الايام.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية