تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ أن انسحب ترمب من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 ، والذي يهدف إلى كبح أنشطة طهران النووية ، وأعاد فرض عقوبات مشددة على إيران ، أتت زيارة بومبيو لبغداد تجسيدا لرغبة امريكية بتحييد المسألة العراقية على هامش التوتر العالي في الازمة مع طهران ، الوزير الامريكي حدد أربع نقاط أساسية في تلك الزيارة عبر لقائه المسؤولين العراقيين والنقاط هي أولا .. ان ينأى العراق بنفسه عن الأزمة مع رغبة امريكية برؤية العراق مستقرا ، وان يكون دوره محايدا لمصلحته ومصلحة شعبه. ثانيا ..
القضية الثالثة ، ان على الحكومة العراقية حماية المصالح الامريكية لأن الوجود الامريكي هو من اجل حماية العراقيين ، ولهذا كان على الحكومة العراقية دور مفصلي في حماية أمن المصالح الامريكية.
ان انسحاب الحشد الشعبي من سهل نينوى ، القضية الرابعة ، ان الوزير الامريكي كان مغتبطا بالاتفاق الذي حصل مع الشركة العملاقة الامريكية “اكسن موبيل” التي ستوفر الغاز والنفط وحاجات العراق الأخرى كما ناقش بومبيو ملف إعفاء العراق من العقوبات حيث يستطيع العراق استيراد الغاز والكهرباء من طهران.
ومع هذا التصعيد الأمريكي الإيراني، استطاعت الحكومة العراقية بفضل الدبلوماسية المتوازنة التي تنتهجها مع جارتها إيران وحليفتها الولايات المتحدة الامريكية، من الاستمرار في شراء الغاز والكهرباء الإيراني، وتوقيع مع شركة اكس موبيل الأمريكية ، وهذا الدليل على أن الرئاسات الثلاث في العراق كما ظنها البعض تساوي 3/صفر لصالح إيران غير صحيح.
تسعى الحكومة العراقية إلى إبعاد المواجهة المحتملة بين واشنطن وطهران ، في أعقاب تصاعد حدة التهديدات بين الجانبين ، وعلى حل المشاكل العالقة بالحوار والطرق السلمية ، وتعتمد هي – وغيرها من الدول- في تخفيف حدة التوتر بين طهران وواشنطن على أسلوب دبلوماسية الخفاء.
وفي زيارته لبغداد شدد بومبيو على أهمية عدم اعتداء كتائب حزب الله وحركة النجباء على المصالح الأمريكية في العراق ، فبحسب معلومات خاصة حصل عليها مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية ، أن هناك توجه من قبل حلفاء إيران في العراق على استهداف المصالح الأمريكية فيه ، وقد بلغ بومبيو القيادة العراقية بأن أي اعتداء على تلك المصالح سيكون الرد في العمق الإيراني وليس على حلفائها في العراق أو المنطقة.
ويبدو أن المعلومات الاستخبارية الأمريكية كانت صحيحة ، فبمجرد دخول تجميد الصادرات النفطية الإيرانية حيز التنفيذ في 2 أيار/ مايو الحالي ، كردة فعل إيرانية على ذلك التجميد ، والدليل على ذلك وبمعلومات خاصة لمركز الروابط والبحوث والدراسات الاستراتيجية ، تمكنت الطائرات المسيرة للقوة الجوية العراقية والجيش العراقي من احباط عملية عسكرية كانت تستهدف الاعتداء بالصواريخ على قاعدة “البلد” الأمريكية ، ولكي تمنع الحكومة العراقية عن نفسها أي حرج أو مسؤولية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، فإنها فرضت حماية مشددة على كل المصالح الأمريكية الموجودة في العراق ، كما قام عادل عبد المهدي بتكليف الفرقة الخاصة في المنطقة الخضراء بتشديد الحماية على السفارة الأمريكية والسفارات الغربية الأخرى.
حاليّا ، تدار بين واشنطن وطهران حرب نفسية ذات طابع عسكري وأمني ، فالولايات المتحدة الأمريكية من جانبها أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية منظومة صواريخ دفاع جوي من نوع باتريوت وحاملة الطائرات إلى منطقة الشرق الأوسط وسط تصاعد التوتر مع إيران ، وستنضم حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس أرلينغتون” ، التي تحمل على متنها مركبات برمائية وطائرات مقاتلة ، إلى حاملة الطائرات أبراهام لينكولن المتمركزة في مياه الخليج ، ونقلت الولايات المتحدة في وقت سابق قاذفات B52 الاستراتيجية إلى قواعدها العسكرية في قطر ، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة ، جوزيف دانفورد قال إن تحريك حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” إلى منطقة الخليج كان بهدف ردع أي هجوم إيراني محتمل ، وأشار دانفورد خلال جلسة استماع عقدتها اللجنة الفرعية لشؤون المخصصات في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى أن “لينكولن” كانت تشق طريقها إلى الخليج قبل أن يأمر بتسريع وصولها إلى هناك ، بعد اطلاعه على تقارير استخباراتية حذرت من احتمالات شن إيران هجمات على أهداف أمريكية .
في الشأن ذاته نقلت، وكالة “رويترز” عن الممثل الأمريكي الخاص إلى إيران برايان هوك قوله: إن بلاده لا تريد خوض حرب مع إيران لكنها سوف تمارس أقصى الضغوط حتى تغير سلوكها ، وهوك حذر من أن أي هجوم إيراني على أهداف أمريكية أو على حلفاء واشنطن سيواجه بالقوة.
وأضاف أن إعلان طهران تقليص بعض التزاماتها بالاتفاق النووي يناقض القيم الدولية.
وأكد هوك أن واشنطن ستفرض مزيدا من العقوبات على طهران ، وأشار إلى أن إيران زادت حجم تدخلاتها في الإقليم بعد الاتفاق النووي ، أما تيم موريسون ، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي ومدير أسلحة الدمار الشامل والدفاع البيولوجي ، قال في مجلس الأمن القومي ، إن الإدارة الأمريكية ستفرض مزيداً من العقوبات على إيران قريبا جدا .
وأكد موريسون أن وقف الاستثناءات التي كانت ممنوحة لبعض الدول لاستيراد النفط الإيراني يستهدف ضرب المصدر الأساسي لدخل النظام الإيراني.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الاثنين ، أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان قدم خطة عسكرية مطورة إلى إدارة الرئيس دونالد ترمب تشمل تصورات بإرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط إذا هاجمت إيران قوات أمريكية أو سرعت العمل على إنتاج أسلحة نووية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة لم تذكر أسماءهم أن شاناهان قدم الخطة في اجتماع لكبار مساعدي ترمب الأمنيين يوم الخميس.
أما إيرانيّا ، قال قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد كيومرث حيدري إن الجيش مستعد لمواجهة أي عدوان ضد بلاده بقوة وحسم ، وأضاف حيدري أن الجيش الإيراني يعد من أقوى جيوش العالم ولديه التجهيزات العسكرية والقوة البشرية الكافية للتصدي للعدو حسب تعبيره ، واعتبر أن القوات الإيرانية قادرة بالاعتماد على الصناعة العسكرية المحلية أن تدافع عن أمن البلاد.
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي إن الولايات المتحدة تستجمع جميع قواها لإرعاب بلاده عن طريق الحروب النفسية والاقتصادية والتهديد العسكري ، وأضاف سلامي أن المواجهة الإيرانية مع أعدائها وصلت إلى ذروتها ، وأن مهمة الحرس الثوري الوقوف في وجه أية مؤامرة وعدوان ضد إيران ، وقال سلامي انه يجب على إيران أن تكون على أتم الاستعداد للدفاع عن نفسها ، مؤكدا أن الحرس الثوري يقف في واجهة هذه المعركة وأنه سيدافع عن استقرار وأمن إيران.
بالحديث عن ميزان القوة بين إيران والولايات المتحدة فمن أصل مليون 400 ألف عسكري أمريكي في الخدمة الفعلية ومليون و 100 ألف في الاحتياط نشرت الولايات المتحدة قوات في 750 قاعدة عسكرية فيما لا يقل عن 130 دولة.
بالنسبة لإيران ووفقـا لموقع “غلوبل فاير بور” فهي تحل في المرتبة الثامنة عالميا من حيث حجم القوات، بإجمالي 545 ألف جندي.
يعد الحرس الثوري أحد أركان القوة العسكرية الإيرانية ويضم وفق تقارير عسكرية نحو 90 ألفـا من الجنود بينما يضم فيلق القدس نحو 18 ألفا.
لدى إيران نحو 480 طائرة حربية مقابل أكثر من 13 ألف طائرة مقاتلة لدى الولايات المتحدة.
بريـا يوجد لدى إيران أكثر من 1600 دبابة مقابل نحو 9 آلاف دبابة لدى الولايات المتحدة ، لكن هذا الفارق يتسع كثيراً في عدد العربات القتالية حيث تمتلك واشنطن 30 ضعفا مما تملكه طهران ، بينما يقترب البلدان في عدد منصات الصواريخ.
يعمل في القوات البحرية الايرانية نحو 18 ألف عسكري، في نحو 400 قطعة بحرية ، بينما تملك الولايات المتحدة 20 حاملة طائرات و430 سفينة حربية.
لدى إيران منظومة الدفاع الجوي باور 373 التي يماثل أداؤها أداء المنظومة الروسية “إس 300” كما أن لدى طهران مخزونا من صواريخ كروز والصواريخ البالستية ، ولدي إيران أيضاً منظومة راداريه يبلغ مداها 1100 كيلومتر.
أما نقاط الاحتكاك بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، فقد هددت إيران هذه الأيام باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة إذا تعرضت لأي هجوم ، وحددت ما يفوق 30 قاعدة في المنطقة ، أدرجتها في لائحة أهدافها ، وشبهت تلك القواعد بالقطع اللحم بين الأسنان الإيرانية ، ولوحت واشنطن بالرد على أي استهداف لقواتها أو مصالحها.
وقد تكون المياه الخليجية إحدى مناطق الاحتكاك المباشر بين واشنطن وطهران، وفي مواجهات قد تكون غير مباشرة وربما بواسطة قوات موالية لإيران في مناطق مختلفة في كل من العراق وسوريا وأفغانستان ومضيق هرمز وحيث يوجد الحوثيون عند مضيق باب المندب.
فكل طرق يقدر قوته العسكرية أيما تقدير ، فالقوة ليست مجرد قوة عسكرية ، وإنما اقتصادية أيضًا، فالاقتصاد الإيراني يمر بالوقت الراهن بأصعب فتراته ، فنسبة البطالة تجاوزت 36 مليون باحث عن العمل ، وهذا الرقم بحد ذاته قنبلة اجتماعية يمكن أن تنفجر في أية لحظة في وجه النظام الحاكم في إيران، ناهيك عن العقوبات الأمريكية القاسية المفروضة على الاقتصاد الايراني والتي يبدو مع إدارة ترمب أنه ليس لها نهاية، بالمقابل تمكن ترمب خلال ولايته القصيرة من تقليل نسبة البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الأمر يحسب له، فترمب لن يجازف بسهولة بالإنجازات التي حققها للاقتصاد الأمريكي، وإذا أراد الدخول في حرب مفتوحة مع إيران ستكون لأسباب أمريكية، فترمب لن يقاتل بالنيابة عن الآخرين ، حتى وإن كانوا حلفائه ، فالحرب ليست نزهة وإنما لها كلفتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية ، ولا سيما في الدول الديمقراطية كالولايات المتحدة الأمريكية ، لكن هناك دول محسوبة على الطرفين سواء دول حليفة أو متنافسة أو عدوة ترغب في إشعال الحرب بينهما لتحقيق مصالحها، لكن الحرب في نهاية المطاف ستكون خسارة فادحة وخاصة على الإيرانيين.
وللتسريع من وتيرة الحرب المباشرة بين واشنطن وطهران ، قد يدخل طرف ثالث على خط معادلة الصراع في إشعالها ، فقد أعلنت الإمارات العربية المتحدة مساء الأحد أنّ أربع سفن شحن تجارية تعرّضت لـ«عمليات تخريبية» في مياهها قبالة إيران، من دون أن تحدّد طبيعة هذه الأعمال أو الجهة التي تقف خلفها، في واقعة نادرة في الدولة الخليجية التي تتمتّع باستقرار أمني كبير.
وقالت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية ان «أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت صباح اليوم لعمليات تخريبية في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات»، قرب إمارة الفجيرة على بعد حوالى 115 كلم من إيران.
وأشارت إلى أن «العمليات التخريبية لم ينتج عنها أية أضرار بشرية أو إصابات ، كما لا يوجد أي تسرب لأي مواد ضارة أو وقود من هذه السفن»، مضيفة أنّه يجري التحقيق «حول ظروف الحادث بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية» ، ولم توضح الوزارة ظروف الواقعة النادرة في المياه الإماراتية.
ورغم مضي أكثر من 24 ساعة على الهجمات التي تعرضت لها أربع سفن متعددة الجنسيات بالمياه الاقتصادية الإماراتية المقابلة لإيران، ما زال الغموض يكبر والأسئلة تزداد حول طبيعة الهجمات التي تعرضت لها السفن، والجهة التي تقف خلفها، والأهداف والرسائل التي أرادت إيصالها من خلال تلك الهجمات ، ومن المفارقات الغريبة أن غموض الفعل وخفاء الفاعلين جاء وسط حالة غير مسبوقة -على الأقل في السنوات الأخيرة- من التحشيد والتوتر والاستنفار في المياه الخليجية، وهو ما أثار أسئلة أخرى حول هوية ودوافع الضالعين في هذه الهجمات.
وخشية أن يمتد هذا الاعتداء على المصالح الأمريكية في العراق، أصدرت السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد، يوم الأحد، بيانا، دعت فيه مواطنيها إلى عدم السفر للعراق ، ونصحت السفارة في البيان جميع مواطنيها بضرورة التزام اليقظة، في ظل التوترات المتصاعدة في العراق ، وقال البيان إن “الإجراءات التي يتعين اتخاذها هي “لا تسافر إلى العراق” و” تجنب التواجد في أماكن التجمعات”، و ”عدم لفت الأنظار” و ”الانتباه إلى ما يحيط بهم”.
وما زاد من حالة التأهب الامريكي في العراق، بأن الامريكيون حصلوا على معلومات من بعض العراقيين تفيد بأن -هذه الليلة- أي فجر اليوم سوف تتعرض المصالح الأمريكية في العراق إلى اعتداءات من قبل حلفاء إيران، وبناء على هذه المعلومات اتصلت الإدارة الامريكية مع القيادة السياسية العراقية للوقوف على صحة تلك المعلومة ، وبحسب معلومات خاصة حصل عليها مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، أن المعلومات التي وصلت للسفارة الأمريكية في العراق وبدورها أوصلتها لواشنطن معلومات خاطئة وليس لها أي أساس من الصحة ، وإن كانت وقعت بعض الأعمال فهي بجوهرها بسيطة وليس من قبل حلفاء إيران وإنما من جهات أخرى تسعى إلى تفجير الوضع الأمني والعسكري بين واشنطن وطهران.
وإزاء هذه المعلومة الخاطئة ، قامت الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق بوضع حماية مشددة على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في العراق سواء على السفارة الأمريكية في بغداد والقنصلية الأمريكية في إقليم كردستان والبصرة، وحماية كل المصالح الأمريكية في العراق، لأن حماية تلك المصالح يقع على عاتق مسؤولية الحكومية العراقية استنادا إلى اتفاقيات فيينا التي تنظم عمل البعثات والهيئات الدبلوماسية.
فرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي طمأن واشنطن بأن الوضع العراقي مستقر وبأنه لا يقبل المساس بالمصالح الأمريكية في العراق، فهو يسعى عبر الطرق الدبلوماسية إلى تبريد الصراع بين واشنطن وطهران، كي لا تسير الأمور نحو المجهول، وأن لا تقع الدولتان في شراك الدسائس التي تحاك ضدهما لإشعال حربًا إقليمية في المنطقة، وبنفس الوقت يرفض عادل عبد المهدي المساس بأمن وسيادة العراق، وبأن العراق ليس مكانًا كي يصفي الخصوم حساباتهم على أرضه.
ومن الجانب الإيراني، ولكي لا تنزلق الأمور إلى حافة الهاوية بين واشنطن وطهران في العراق والمنطقة، فإن حلفائها بالعراق التزموا بأقصى قواعد ضبط النفس، والسؤال المشروع الذي يُطرح في هذا السياق: من تلك الجهة المسؤولة في تمرير تلك المعلومة الخاطئة، لتعكير فجر العراق وإيران ومساء واشنطن، وتضع تلك الدول في حالة تأهب قصوى إلى أي فعل وردة فعل.
وبتطور أمني لافت ، هذه المرة من الأراضي السعودية ، أقر وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بوقوع هجوم بطائرات مسيرة مفخخة على منشآت نفطية سعودية ، بعدما أعلن الحوثيون في اليمن ضرب منشآت حيوية سعودية في “عملية عسكرية كبرى” ، وصرح الفالح – وفقا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية- بأن محطتي ضخ لخط الأنابيب “شرق غرب” الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي تعرضتا لهجوم من طائرات مسيرة مفخخة بين السادسة والسادسة والنصف (بالتوقيت المحلي) من صباح اليوم الثلاثاء ، ورأى الوزير السعودي أن هذا العمل الذي وصفه بـ “الإرهابي والتخريبي” بالإضافة إلى “تلك التي وقعت مؤخرا” في الخليج ضد منشآت حيوية، لا تستهدف السعودية فقط، “وإنما تستهدف أمن إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي، وتثبت مرة أخرى أهمية التصدي لكافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك مليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران”.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، فقد قامت شركة النفط الوطنية أرامكو بإيقاف ضخ النفط في خط الأنابيب، “حيث يجري تقييم الأضرار وإصلاح المحطة لإعادة الخط والضخ إلى وضعه الطبيعي” ، وقال الفالح إن الهجوم أدى لاندلاع حريق في المحطة رقم 8، وتمت السيطرة عليه بعد أن خلف أضرارا محدودة.
وكانت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي قالت في وقت سابق إن الحوثيين نفذوا “عملية عسكرية كبرى” إذ شنت جماعة الحوثي اليمنية هجوما هو الأول من نوعه وحجمه على أهداف سعودية، مستخدمة سبع طائرات مسيرة دفعة واحدة.الهجوم استهدف -بحسب الحوثيين- محطتي الضخ البترولي التابعتين لشركة أرامكو رقم 8 و9، اللتين تقومان بدعم انسياب الزيت والغاز عبر الخطوط الناقلة للغاز والنفط من المنطقة الشرقية عبر محافظتي الدوادمي وعفيف، وتقعان على بعد 220 كلم و380 كلم غرب العاصمة السعودية الرياض.
وبحسب معلومات خاصة حصل عليها مركز الروابط أن طائرات بدون طيار التي استهدفت مناطق متفرقة من المملكة العربية السعودية “المدينة المنورة، ومناطق الشرقية” هي نتاج الجيو فيزيائية التابعة للتكنولوجية الإيرانية، وقد تنوعت مصادر اقلاعها، منها من أطلق من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أهدافها في العمق السعودي، ومنها أطلق عبر زوارق بحرية صغيرة، وتعد هذه العملية مرحلة تصعيد جديدة من مراحل الحرب بين دول الحلفاء العربية والحوثيون، وهي تدخل في سياق التوتر الأمريكي -الإيراني في المنطقة، وهي أشبه برسالة إيرانية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها “لجس نبضها” وبأن إيران لن تقبل ولن تتحمل فرض العقوبات الاقتصادية الصارمة عليها، وهي عملية بعلم وموافقة مرشد الثورة الإيراني وبإيعاز من المجلس الأمن القومي الإيراني، والسؤال هنا : هل ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية بحماية حلفائها بالخليج العربي؟
خلال 48 ساعة، شهدت منطقة الخليج العربي تطورات عسكرية لافتة، الأولى تفجيرات الفجيرة وهي تفجيرات لم تتبناها أية جهة، لكن بصمات تنظيم القاعدة الإرهابي واضح عليها باعتماده على أعماق البحر البسيطة لتنفيذه عملته، وبالتعاون مع دول في المنطقة، أما الطائرات المسيرة فقد أعلنت جماعة الحوثي عنها، وقد ساهما هذين العملين بارتفاع منسوب التوتر في الخليج وارتفاع أسعار النفط، وهي أيام قليلة سوف تكشف التحقيقات عن الجهة التي تقف خلف تفجيرات الفجيرة، وعليه سوف تحدد الدول المعنية الأسلوب المناسب للرد عليها.
خلاصة القول، ما نرجوه أن لا تقرع طبول الحرب على شطئي الخليج شرقيها وغربيها ، ولا في البيئة العربية، لأن تكلفتها باهظة جدا على الدول والشعوب، وأن تحل كل القضايا الشائكة عبر الدبلوماسية، لأنها هي الأسلوب الأنجع في تجنب المنطقة فصول من المعاناة والويلات.
وحدة الدراسات الدولية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية