خطة أوباما البديلة للتعامل مع إيران

خطة أوباما البديلة للتعامل مع إيران

396128 16: UNDATED PHOTOGRAPH A B-2 Spirit approaches a KC-10A tanker/cargo airplane from McGuire Air Force Base, N.J., for an aerial refueling during a training exercise in this undated Air Force photograph. The B-2 Spirit is participating in Operation Enduring Freedom. (Photo by Gary Ell/US Air Force/Getty Images)

في حال فشلت المفاوضات النووية ، فإن الولايات المتحدة لديها خطة بديلة: أوباما يمكنه ياسقاط قنبلة ضخمة، أكبر قنبلة غير نووية في العالم.
يوم الثلاثاء ، قبل أسبوع فقط من الموعد النهائي المقرر في 30 حزيران/ يونيو للتوصل إلى اتفاق نهائي، ربما تفشل دبلوماسية الرئيس أوباما النووية مع إيران. وفي تصريحه الأخير ألقى المرشد الأعلى لإيران في سلسلة من التصريحات الجريئة، حيث وضع شروطًا لعقد الصفقة، تتضمن رفع فوري للعقوبات، قبل أن تتخذ إيران خطوات للحد من برنامجها النووي، ومن الواضح أن أوباما لن يقبل بذلك .
وقد حذّر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأسبوع الماضي من أنّ الولايات المتحدة مستعدة لوقف المحادثات، وحتى إذا تم التوصل لأتفاق، فإن القضية لم تنتهِ بعد. ربما ينتهك الإيرانيون بنود الاتفاقية، ويحاولون صنع سلاح نووي بأية طريقة.
هذا هو السبب الذي من أجله أقلعت مقاتلة الشبح B-2، ثلاث مرات في العام الماضي على الأقل من قاعدة القوات الجوية الأمريكية في ولاية ميسوري، واتجهت غربًا إلى منطقة ميدان وايت ساندز لاختبار مدى الصواريخ في نيو مكسيكو. ومن أجل هذه المهمات، تم تجهيز الطائرة التي تقدر قيمتها 2 مليار دولار بواحدة من أكبر القنابل في العالم؛ وهي عبارة عن أسطوانة من الصلب عالي الأداء وطولها 20 قدمًا وتزن 15 طنًا. وإذا تم إسقاطها من على ارتفاع 20 ألف قدم فإنّ القنبلة تقترب من سرعة تفوق سرعة الصوت قبل أن تضرب هدفًا وهميًا في الصحراء حيث تحطم الصخور وتخترق أعماق الأرض قبل أن تنفجر حمولتها البالغة 6 آلاف رطل من المواد شديدة الانفجار لتخلّف قوة تدميرية هائلة.
“إنها تذهل العقل ”هكذا يقول أحد المسؤولين السابقين في البنتاجون الذي شاهد فيديو الاختبارات .
في الحقيقة ، كانت تلك الرحلات عبارة عن طلعات تجريبية للهجوم على إيران، الذي قد يأمر بها الرئيس أوباما، أو خلفه، في حال فشلت الدبلوماسية في منع إيران من محاولة إنشاء سلاح نووي.

فكر بالأمر وكأنه خطة بديلة من أجل التعامل مع إيران، فشل الدبلوماسية الولايات المتحدة قد يؤدي إلى استخدام سلاح بات جاهزًا لإجراء حقيقي بعد سنوات من التصميم والاختبار، وتمثل القنبلة التي تُعرف باسم “القنبلة الخارقة الثقيلة” أو MOP، عقودًا من الأبحاث العسكرية، التي تسارعت وتيرتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، والتي ركّزت على مشكلة تدمير الأهداف الموجودة في أعماق الأرض.
وتركز ذلك البحث قبل ذلك حول أماكن مثل روسيا والعراق وكوريا الشمالية، ولكن في السنوات الأخيرة، وبدعم من فريق عسكري مجهول من المحللين الاستخباراتيين وعلماء الجيولوجيا والمهندسين، أصبح يركز على إيران، وبشكل أكثر تحديدًا، على منشأة تخصيب اليورانيوم المدفونة على عمق أكثر من 250 قدمًا داخل الجبل الذي يبعد نحو ساعتين بالسيارة جنوب العاصمة طهران.
منشأة ايران المعروفة باسم “فوردو”، تضم 3 آلاف جهاز طرد مركزي والتي يمكنها تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء مناسبة لإنشاء أسلحة نووية. منشأة فوردو ليست المنشأة الوحيدة في إيران لتخصيب اليورانيوم، ولا حتى أكبر منشآتها، لكنها الأفضل من ناحية اجراءات الحماية، وبها كل ما تريده إيران لتطوير سلاح نووي.

ومن المؤكد أن الهدف الوهمي في صحراء نيو مكسيكو كان محاكاة لمنشأة فوردو.
وعندما يقول مسؤولون في إدارة أوباما “إنّ جميع الخيارات مطروحة على طاولة المفاوضات” من أجل منع إيران من الحصول على سلاح نووي، فهم في الحقيقة يتحدثون بشكل سري عن القنبلة الخارقة التي أشار إليها جون كيري وزير الخارجية بشكل واضح، عندما أخبر التليفزيون الإسرائيلي بأنّ الولايات المتحدة قد “صممت ونشرت سلاحًا لديه القدرة على التعامل مع البرنامج النووي الإيراني”.

mopcrowley

مؤخرا ، عندما طرحت قناة CNN السؤال مباشرة على وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، هل بإمكان القنبلة الخارقة الثقيلة تدمير منشأة فوردو؟، أجاب كارتر باقتضاب، “نعم، فهذا ما صُممت لأجله”.

وخلاف ذلك فإنّ البنتاجون سيكون في موقف محرج. وقال العقيد إد توماس، المتحدث باسم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارت ديمبسي، لمجلة بوليتيكو: “نحتفظ بالخيارات العسكرية في حال فشلت الدبلوماسية.” لكن هناك مسؤولين حكوميين سابقين وخبراء تحدثوا بتفاصيل ابعد من هذا ، ووصفوا تلك المعدات العسكرية المذهلة التي تجمع بين التقنية العالية والقوة الهيكلية الوحشية. إنّه سلاح يأمل الأمريكان بأنه يساعدهم في ردع الإيرانيين من أجل إبرام الاتفاق، والالتزام به.
ويقول لورين تومسون، وهو مستشار ومحلل عسكري في معهد ليكسينجتون: “الرسالة التي يريد البنتاجون أن يرسلها هي أنه لا يوجد ملاذ آمن”.

وقد درس المخططون العسكريون طرق نسف ما يمكن أن تكون ملاذات آمنة منذ الحرب العالمية الثانية، عندما استخدمت بريطانيا قنابل يُطلق عليها اسم “الزلزال” مع أسماء مثل “جراند سلام” و “تالبوي” ضد أهداف ألمانية مدفونة في عمق الأرض.
وبعد فترة هدوء خلال الحرب الباردة، عندما كانت الصواريخ العابرة للقارات والقنابل الحرارية هي الأهداف المدفونة للاستهداف العسكري، عادت عمليات استهداف المخابئ واختراقها مرة أخرى عندما كشفت حرب الخليج عام 1991 عن الشبكة المتطورة تحت الأرض التي أنشأها صدام حسين، بما فيها مخبأ تحت الأرض تفاخر المهندس المعماري الألماني الذي صممه بأنه يمكن ألا يتأثر بانفجار نووي قريب. كما استحوذت هذه المسألة على اهتمام البنتاجون من جديد بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وبخاصة بعد أن أظهرت المطاردة المبكرة لأسامة بن لادن في أفغانستان بأنه حتى القنابل من طراز B-52 carpet-bombing يمكنها فقط تفجير مخابئ القاعدة في الجبال.
وقد قدّر أحد تقارير الكونجرس في عام 2001 بأن هناك أكثر من 10 آلاف هدف أو “المئات” من الأهداف مدفونة تحت الأرض في جميع أنحاء العالم تتطلب قنابل مخصوصة لتدميرها، ويوجد العديد من تلك الأهداف في كوريا الشمالية والصين، والعدد في تزايد مستمر.
وفي آب/ أغسطس من عام 2002، كشفت جماعة سياسية إيرانية معارضة عن وجود منشأة لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في منطقة نطنز، وقد أثارت الأنباء عن برنامج إيران النووي السري دهشة واشنطن، بالرغم من أن الموقع كان قريبًا للغاية من متناول الذخائر الأمريكية الحالية.

وكان اكتشاف مختبر لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو في عام 2009 مسألة أخرى، حيث إن منشأة فوردو أصغر بكثير من نطنز، لكنها أكثر عمقًا منها وأكثر تعزيزًا وتحميها الصخور الجبلية.

وفي واشنطن، زاد البنتاجون من وتيرة الأبحاث عن برنامجه لاختراق التحصينات المدفونة تحت الأرض وقدرته على الكشف عن المواقع المدفونة تحت الأرض وتحليلها.

ويُعدّ مكان هذا النشاط ذراعًا سريًا للبنتاجون ويعرف باسم مركز تحليل المنشآت الموجودة تحت الأرض، وقد تم بناؤه في عام 1997 وتديره الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وليس لدى المركز أي موقع إلكتروني؛ وقد عرض متحدث باسم الاستخبارات العسكرية بعض التفاصيل عنه، لكنه ليس في حالة ركود.

وبحسب أحد تقارير الصناعات الدفاعية في عام 2009- وهو أحد المقالات الإخبارية القليلة التي تقر بوجود هذا المركز- قد تزايد عدد العاملين بالمركز من 20 إلى 240 شخصًا في عقده الأول، ومن المحتمل أن يكون العدد أكثر بكثير الآن.

ويقول أوستن لونج، الأستاذ بكلية العلاقات العامة والدولية بجامعة كولومبيا والذي قد درس القضية عن كثب: “كان هناك إدراك على مدار السنوات القليلة الماضية أن خصومنا يبحثون عن أفضل الطرق للفتك بقدرات الولايات المتحدة، وإحدى هذه الطرق بناء منشآت تحت الأرض، لذا؛ أصبح هذا الأمر جزءًا لا يستهان به من المشروع العسكري والدفاعي لسنوات الآن”.

وكما يبدو من اسمه، فإنّ الغرض من مركز تحليل المنشآت الموجودة تحت الأرض ليس فقط البحث عن المواقع الموجودة تحت الأرض، لكنّه أيضًا ينطوي على فهم هيكلها وتصميمها ومعرفة كيفية تدميرها. وبالإضافة إلى محللي الاستخبارات، يشتمل طاقم العاملين بالمركز على علماء وجيولوجيين وأشخاص “ذوي خبرة في مجال الهندسة وجميع أنواع البناء”، بحسب ما قاله المتحدث باسم المخابرات العسكرية جيمس كودلا. وعلى الرغم من أنّ كودلا لم يقدّم مزيدًا من التوضيح، إلّا أن هناك مصادر أخرى، مثل موظف سابق في المركز ووثائق تم الكشف عنها وباتت متاحة من خلال أرشيف الأمن القومي بجامعة جورج واشنطن، تعطي مزيدًا من التفاصيل حول أنشطة المركز.

ومثلما يعتمد الأطباء على الأشعة السينية وأشعة الرنين المغناطيسي، يجب أن يعتمد صيادو الكهوف على المعدات ذات التقنية العالية التي يمكن أن ترى داخل الأجسام الصلبة، وتشعر بأشياء مثل الاضطرابات الزلزالية. يمكن أن يتضمن هذا أجهزة صوت خارجية مثل أجهزة الجيوفون وأجهزة قياس الاهتزازات التي تعمل بالليزر وطائرات دون طيار مجهزة بأجهزة لقياس الجاذبية، وأجهزة تبحث عن الاضطرابات التجاذبية التي تشير إلى وجود تجويف في باطن الأرض. (لم توضح الولايات المتحدة مهمة الطائرة دون طيار التي تحطمت في إيران في عام 2011).

كما يعتمدون على الوسائل التقليدية، بما في ذلك صور الأقمار الصناعية من وكالة الاستخبارات القومية للتصوير والمسح الفضائي. ويمكن أن يكشف عن طريق نقل جديد يؤدي إلى الجبل، كما يبحث المحللون عما يسمى “النفايات السائلة” مثل المخلفات السائلة. ولا يمكن الاعتماد على فتحات العادم، لأنّه يمكن أن تكون ضعيفة: ويصف لونج هذا الأمر بــ “مشكلة نجم الموت” التي تواجه بناة المخابئ، في إشارة إلى الرمح الجوي الذي أتاح لــ “لوك سكايواكر” تدمير محطة الفضاء الضخمة لـ “دارث فادر” بطلقة واحدة في موضع جيد.

يحلل العاملون بمركز تحليل المنشآت الموجودة تحت الأرض المواقع المشتبه بها، وهم منكبون على أجهزة الكمبيوتر في مبنى تجاري بالقرب من البنتاجون، ويحددوا ما الذي يستدعيه الأمر لتفجيرها، ويمكن أن يتضمن هذا عمل تحليل للتربة والصخور التي تُدفن تحتها تلك المواقع، بالإضافة الى تحليل عمقها وسماكة جدرانها والمواد المستعملة لتقويتها. ويتم تحميل استنتاجاتهم في قواعد بيانات ، منها قاعدة يُطلق عليها اسم GEMINI، يستخدمها المخططون العسكريون في جميع أنحاء العالم. وفي حالة وقوع هجوم، يقوم المركز، معتمدًا بشكل كبير على صور الأقمار الصناعية، بتحليل الأضرار ويحدد ما إذا كانت هناك ضرورة لمواصلة الضربات.

وبالطبع، لا يتطلب الأمر وجود قنبلة ضخمة لتعطيل المنشأة. يشير الموظف السابق بالمركز أنّ التحليل المركزي يصل إلى القول بأنّ “كل ما علينا القيام به هو الذهاب إلى محطة توليد الطاقة وغلقها” لتعطيل مزود الطاقة في المخبأ.
لكن منشأة فوردو ليست حالة بهذه البساطة.
إذا قمت بالقيادة لمدة ساعتين إلى جنوب طهران فستصل إلى المدينة القديمة قم، وهي احدى أقدس المدن لدى الشيعة، واذا واصلت القيادة لمدة نصف ساعة أخرى، ستصل إلى فوردو، حيث سيصل بك الطريق إلى المحيط الأمني حول الجبل، مع المدافع المضادة للطائرات الموجهة إلى السماء. بالقرب من السور الخارجي، يتفرع الطريق إلى أربعة مسارات كما يصورها القمر الصناعي، وتختفي بعد أن تتحول إلى ثقوب سوداء في جانب الجبل.
عندما بدأ الإيرانيون في بناء منشأة فوردو منذ ما يقرب من عقد من الزمان، قامت الولايات المتحدة بإلحاق أضرار طفيفة بها. وفي ذلك الوقت كان السلاح الأكثر فعّالية والخارق للتحصينات في أمريكا هي قنابل GBU-28 الخارقة للتحصينات والقادرة على اختراق ما يقرب من 20 قدمًا من الخرسانة أو حوالي 100 قدم في الأرض. أما بالنسبة لمنشأة فوردو فقد كانت على بُعد نحو 250 قدم في الجبل. (تعدّ منشأة نطنز أكبر بثلاث مرات من جهاز الطرد المركزي في فوردو، ولكن على عمق 70 قدمًا مما يجعلها أقل عمقًا بكثير، ويجعل من السهل استهدافها للغاية).
استحوذ الشعور بالقلق على الخبراء العسكريين بشأن القيود الأمريكية حتى قبل اكتشاف المنشأة الجبلية. واقترح البعض استخدام أسلحة نووية صغيرة لتدمير الأهداف المدفونة تحت الأرض. ولكن واجهت إدارة بوش مقاومة شرسة من أجل الموافقة على القنابل الخارقة للتحصينات النووية في الكونغرس، والذي أسفر في النهاية عن وقف تمويل هذه الفكرة. وردًا على ذلك ضاعف البنتاغون برنامج التحصينات الخارق.

لقد قطع هذا البرنامج شوطًا طويلًا في العقد الماضي. ويبلغ وزن القنبلة MOP، من تصميم وإنتاج شركة بوينغ، أكثر من ست مرات من حجم القنبلة GBU-28 وحوالي أكثر من 15 مرة ضعف القنبلة السابقة. ووفقًا لتقارير تم نشرها سابقًا، فإنه يمكن لقنابل MOP أن تحفر 200 قدم من الأرض و60 قدمًا من الخرسانة قبل القيام بتفجير كل ما يتواجد هناك.

b2-spirit

ولكن في عام 2012، ووفق اعتراف المسؤولين، فإنّ قنابل MOP كانت تفتقر إلى القدرة على نسف منشأة فوردو. ومنذ ذلك الحين تخضع لتحسينات متكررة من أجل تدارك مواطن الخل. وقد تم إجراء تحسينات على أسطول القوات الجوية من طائرات B-2 بتكلفة تُقدّر بما يقرب من 100 مليون دولار، لحمل القنابل ولكن تعثرت تجربتان في عام 2013 أثناء الرحلات التجريبية بعد أن منعت الأسلاك إسقاط قنابل MOP بسبب خلل في الطائرات.

وفي الأشهر القليلة الماضية، وبسبب تقدم دبلوماسية أوباما النووية وإيران، خضعت قنابل MOP لمزيد من التجديدات والتحسينات. تم تحسين الصمامات لضمان قدرتها على الصمود أمام التأثير الأوليّ للقنبلة مع الأرض، وتعديل نظام التوجيه لاستهداف أكثر دقة.

ووفق تصريحات مسؤولين رفضوا ذكر أسمائهم لصحيفة وول ستريت جورنال في أبريل الماضي، تم تجهيز قنابل MOP بجهاز مضاد للتشويش، حيث إن إيران قد تحاول التخلص من نظام تحديد المواقع. (يؤكد المسؤول السابق الذي تحدث مع بوليتيكو هذه التحديثات).

ولم يعلن عن عدد القنابل التي يمتلكها البنتاغون حتى الآن. ووفقًا لتقرير عن صناعة الدفاع في عام 2012، سلمت شركة بوينغ 20 قنبلة MOP بتكلفة إجمالية بلغت 314 مليون دولار. لكن تم تخصيص مبلغ بقيمة 82 مليون دولار في ميزانية التحسينات اللاحقة، ضمن تكلفة تعديل قاذفات B-2 والتي يمكن أن يصل سعرها إلى أكثر من نصف مليار دولار.
تخيل أن المحادثات النووية في طريقها للانهيار، وأنّ الزعيم الإيراني يصر على أنه لن يتم السماح للغرباء بإجراء عمليات تفتيش على القواعد العسكرية الإيرانية، وأنّ محاولات جون كيري فشلت واستسلم في النهاية ومن ثم عاد إلى واشنطن، وأنّ الرئيس أوباما يصدر بيانًا خطيرًا يعرب فيه عن أمله في أنّ السلام لا يزال ممكنًا، ربما حينها تبدأ إيران في تسريع تخصيب اليورانيوم في فوردو ونطنز، وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أن طهران قررت خوض تجربة صناعة قنبلة لا يستطيع العالم كله إيقافها أو منعها، وربما ينجح أوباما قبل عام 2017 من قبل متشدد جمهوري يقرر وقتها وضع حد لحالة عدم اليقين بشأن برنامج إيران النووي للأبد.

كما يقول مايكل ماكوفسكي، مدير مكتب بوش السابق في البنتاغون ويعمل الآن في المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي: ” لا أعتقد أن أوباما سيستخدم هذا السلاح، ولكن قد يكون هذا السلاح وسيلة جيدة أيضًا للرئيس القادم. (كما أن اسرائيل ترغب في امتلاك قنابل MOP وربما تكون أكثر رغبة في استخدام هذا السلاح، لكنّ إدارة أوباما ترفض مشاركته).

إذا جاء الأمر من البيت الأبيض، فإنه من المرجح أن يستدعي قوات قاعدة “وايتمان” الجوية إلى الخدمة؛ فالأفراد هناك يمكنهم تحميل أجنحة طائرات B-2 بقنابل MOP في كل جناح. كما أنّ طائرات الشبح العملاقة ستحتاج إلى الوصول إلى ما يقرب من 7000 ميل في رحلتها إلى جبال غرب إيران. وبحلول الوقت الفعلي الذي تقلع فيه الطائرات فإنه من المرجح أن المهمة ستكون سهلة وميسرة بالنسبة للطيارين؛ حيث يتضمن جهاز محاكاة الطيران الضخم في قاعدة وايتمان نسخة كاملة الحجم من طائرة B-2 المركبة على الوحدات الهيدروليكية لمحاكاة حركة الطيران. كما يمكن لمقصورة القيادة تحديد المواقع بدقة عبر شاشات الكمبيوتر من خلال رسومات مفصلة تُظهر المناطق والتضاريس، ويستطيع طاقم الرحلة رؤيتها بسهولة، كما يسمح لهم بتشغيل القنبلة تحت مختلف الظروف الجوية أو في جميع أوقات اليوم.

وبمجرد وصول الطائرات إلى ارتفاع 20 ألف قدم أو أكثر فوق منشأة فوردو، فإنه من الممكن إطلاق سراح حمولتهم الضخمة. وفي ظل إسقاط القنابل الهائلة ربما تصل إلى سرعة 700 ميل في الساعة أو أكثر. وتسترشد أجنحة الطائرة بتمركز الأقمار الصناعية، وتقوم بتوجيه قنابل MOP إلى نقطة التأثير التي تم تحديدها بدقة. كما أنّ الغطاء المعزز بقوة سيحمي الصمامات والمتفجرات الموجودة بالداخل من تأثير الإطلاق الأولي، وستتجه الحمولة التي تزن 15 طنًا بطول 20 قدمًا نحو الأرض بسرعة الصوت.

إنّ العنف وأثره لا يمكن أن يكون كافيًا لإنجاز مثل هذه المهمة. الهدف من قنابل MOP هو حفر عشرات أو ربما المئات من الأقدام عبر الصخور قبل أن تنفجر. من الممكن إنجاز هذا عن طريق الصمامات الذكية، التي يتم تشغيلها ليس عن طريق التأثير بسبب الظروف والأجواء المحيطة مثل الوقت أو العمق أو وجود فراغ يشير إلى أن القنبلة قد انفجرت من خلال السقف الداخلي.

تم دفن منشأة فوردو في عمق كافٍ حتى لا يتمكن أي أحد من اختراق العمق إلى قاعة أجهزة الطرد المركزي، وهذا هو السبب في أن العديد من قاذفات القنابل ستسقط ذخائرها تباعًا، وتحفر نفقًا للدمار نحو داخل الجبل. ويمكن لنظام تحديد المواقع المساعدة في الإسقاط التقريبي على المكان المحدد في تعاقب سريع، وربما تكون آلات ثقب الصخور الأكثر قوة في التاريخ. ويقول لونج: “يمكنك إنشاء حفرة ثم إنشاء أخرى بالإسقاط أسفل هذه الحفرة“.

ومن الناحية المثالية فإن واحدة من قنابل MOP تستطيع اختراق أجهزة الطرد المركز وتدميرها تمامًا. ويمكن أن تؤدي هزات متعددة إلى تلف أجهزة الطرد المركزي الحساسة، أو حتى انهيار الغرفة الداخلية. ويمكن تحطيم المنشأة من خلال ضربات متكرر في المكان نفسه”.

بالطبع لم يتأكد الجميع حيال ذلك. يقول أنتوني كوردسمان المحلل العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “ هل يمكن أن تدمر منشأة فوردو من خلال هذه الذخائر؟ أشك في ذلك “.

ويلاحظ كوردسمان أنّه من الصعب معرفة نقاط الضعف في أي من الموقع تحت الأرض، لأنه من الممكن أن يكون أضعف مما كان متوقعًا، والعكس هو الصحيح في كثير من الأحيان. ومع ذلك، يعتقد كوردسمان أن الغارات التي استهدفت مداخل هذه المنشآت يمكنها تعطيل المنشأة لفترة كبيرة، فقد سأل كوردسمان ” هل يمكن إغلاقها؟ ” فأجاب “نعم”.

هذا مجرد حل مؤقت. يمكن إزالة المداخل وإعادة بنائها، لكنّ استبدال أجهزة الطرد المركزي وموادها النووية يستغرق وقتًا أطول. أي رئيس يخاطر بشنّ هجوم على إيران فهو يصر على إلحاق المزيد من الضرر الذي لا يمكن أن تزيل أثاره بعض الجرافات.

وحتى لو لم تلمس قنابل MOP الأراضي الإيرانية، فإنها ستلعب دورًا حيويًا. ربما لن تأتي إيران إلى طاولة المفاوضات دون تهديد حقيقي لتدمير برنامجها. ويقول مسؤول سابق في البنتاغون: “ لو كان لنا أن نتحدث لذكّرنا الإيرانيين بخطورة برنامجهم النووي“، وأضاف: ” وهذا يعطينا نفوذًا عليهم”.

ويضيف المسؤول: “حتى إنه في أعقاب الصفقة يخلق هذا السلاح رادعًا قويًا ويجبر الإيرانيين على الالتزام بالاتفاق“.

وقد تشعر إيران بالقلق تجاه قنابل بسبب أعمال التخصيب التي تجرى على أراضيها تحت رقابة المفتشين الدوليين. ولكن بعد الاتفاق، سوف يطهر مركز تحليل المنشآت الموجودة تحت الأرض إيران من احتمال إنشاء فوردو آخر.

وقد أشارت الاستخبارات القومية الأمريكية إلى هذا الخوف في عام 2007، واعتبرت أنّ “إيران ربما تستخدم مواقع لمنشآت سرية بدلًا من المواقع النووية المعلنة لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب لصنع سلاح نووي “.

وفي منتصف ايار/ مايو، قال محمد جواد لاريجاني إنّه طالما استمرت الولايات المتحدة في الحديث عن عمل عسكري محتمل ضد المواقع النووية الإيرانية، فإنّ بلاده اكثر صعوبة على امريكا لتدميرها، وقال: ” يجب على إيران بناء خمس منشآت جديدة تحت الأرض“.

وأضاف: “ لن تبقى منشآتنا تحت الأرض فقط؛ بل ستذهب إلى أعمق باطن الأرض”.

ربما إذا تم بناء تلك المرافق فقد يحتاج الأمر إلى ما هو أكثر من MOP . وعند هذه النقطة سيذهب المحللون والبنتاغون إلى العودة إلى مرحلة التخطيط في محاولة صنع قنبلة أكبر لتساعدهم في الخروج من المأزق الحالي.

مجلة بولتيكو، مايكل كرولي

ترجمة عامر العمران

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية