ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” في تحليل، اليوم الثلاثاء، أن شبكة المقاتلين الموالين لإيران بالشرق الأوسط لا تمتثل كليا للأوامر التي تتلقاها من طهران، رغم أن تلك الجماعات تساهم في تنفيذ أجندة إيران وتخوض عنها حروبا بالوكالة بالمنطقة، وتمنحها كذلك إمكانية التملص من أي مسؤولية مباشرة.
”
الربيع العربي منح إيران فرصة أخرى لتوسيع تدخلها بالمنطقة
”
وقالت الصحيفة الأميركية إنه في ظل تصاعد الخلافات بين إدارة دونالد ترامب وإيران، أصبح الدعم الذي تقدّمه طهران للجماعات والتنظيمات الموالية لها تحت المجهر، موضحة أنّ الهجمات التي تحدث وتوجه فيها أصابع الاتهام للقوات الإيرانية أو حلفائها بالوكالة توضح مدى صعوبة تحميل إيران أي مسؤولية بسبب الغموض المرتبط بشبكة حلفائها ومستويات تداخلها.
كذلك أبرزت “واشنطن بوست” أن حلفاء إيران من غير الدول، الذين يسود الاعتقاد بولائهم المطلق للجمهورية الإسلامية، برزوا على الساحة كلاعبين أساسيين يساهمون في تصعيد الخلافات بين واشنطن وطهران، مضيفة أن طهران تقدم الدعم للمليشيات و”التنظيمات الإرهابية” الساعية إلى زعزعة استقرار بلدان المنطقة.
واعتبرت الصحيفة أن الربيع العربي منح إيران فرصة أخرى لتوسيع تدخلها بالمنطقة، حيث سمحت الثورة السورية والحرب الذي يقودها التحالف السعودي الإماراتي باليمن، لطهران بتقوية علاقاتها القائمة مع أنصارها هناك. وبخصوص الحالة السورية، قالت “واشنطن بوست” إنها مكنت إيران من إنشاء جماعات جديدة لدعم نظام بشار الأسد في قمع الثورة.
ووفق الصحيفة، يصل عدد المقاتلين بالشبكات المناصرة لإيران لنحو 200 ألف مقاتل، وتمثل تلك الشبكات حجر الزاوية في استراتيجية الأمن القومي الإيرانية. وتمكن تلك الشبكات طهران من الحصول على موطئ قدم في أرجاء عدة من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، وكذا تمنحها القدرة على ممارسة الضغوط على خصومها في أماكن مختلفة.
ولفت مقال “واشنطن بوست” إلى أن وجود هذه الشبكة الواسعة من الحلفاء دفع الولايات المتحدة الأميركية إلى اعتبار إيران تشكل تهديدا لأمنها القومي، ما استدعى تصنيفها كطرف يعمل على تقويض الاستقرار بالمنطقة. وأضاف أن حلفاء إيران ممن يخوضون عنها حروبا بالوكالة، يجعلون بمقدور الجمهورية الإسلامية بسط قوتها ورفع مستوى تدخلها ببلدان المنطقة، ما يشكل مصدر قلق بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها.
واعتبر المقال كذلك أن اشتغال إيران مع حلفائها سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة يؤدي إلى إخفاء أي دور تلعبه في إذكاء الحروب والخلافات، ما يصعب على واشنطن وحلفائها تحميلها المسؤولية عن أي هجمات والحصول بذلك على سند مشروع للرد عسكريا عليها. وخلص المقال إلى أن ذلك يمكن النظام الإيراني من التصدي لخصومه ومواصلة تنفيذ أجندته الإقليمية بتبعات جد ضئيلة.
من جانب آخر، ذكرت “واشنطن بوست” أن حلفاء إيران من غير الدول ليسوا كتلة متجانسة، موضحة أن أغلب تلك الجماعات لم تنشئها إيران، وبعضها تتقاسم رابط إيديولوجية ودينية مع طهران، فيما القليل منها تتلقى الأوامر مباشرة من النظام الإيراني.
العربي الجديد