صف مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون معلومات تحوزها استخبارات بلاده بشأن “خطر” النظام الإيراني النظام و”التهديد” الذي يمثله، بأنها معلومات “محكمة وغاية في الجدية”.
وقال بولتون إن الهجمات الأخيرة على ناقلات نفط في ميناء الفجيرة بالإمارات ومحطة لضخ النفط في السعودية، وكذا الهجوم على المنطقة الخضراء في بغداد، هي أحداث “تثير القلق بشأن إيران وعملائها”.
انتقادات بالكونغرس
من جهة أخرى انتقد مشرعون أميركيون قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب بيع أسلحة للسعودية والإمارات دون العودة إلى الكونغرس.
وقال السيناتور الديمقراطي بوب مينيندز -العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس- إنه لم يتفاجأ “بإخفاق إدارة ترامب مجددا في إيلاء الأهمية للأمن القومي الأميركي، والدفاع عن حقوق الإنسان، وتفضيلها التعاون مع دول استبدادية كالسعودية”.
من جهتها، وصفت السيناتورة الديمقراطية ديان فينشتاين الحرب التي تقودها السعودية في اليمن بأنها ليست حالة طارئة، بل جريمة ضد الإنسانية.
أما السيناتور الديمقراطي تيم كاين فاتهم ترامب بغض الطرف عن مقتل خاشقجي وسجن ناشطات سعوديات والحرب الفاشلة في اليمن، متسائلا “ما الذي يحوزه السعوديون من أوراق ضغط على ترامب؟”، في حين قال السيناتور كريس ميرفي إنه لا سبب طارئا لبيع قنابل للسعوديين يسقطونها في اليمن.
من جانبه، أبدى عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب النائب الجمهوري مايكل ماكول أسفه من قرار ترامب استخدام إجراء طارئ لتمرير هذه المبيعات.
إجراء لمرة واحدة
وفي وقت سابق الجمعة، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن إدارة ترامب تجاوزت الكونغرس وقررت المضي قدما في مبيعات أسلحة للسعودية والإمارات والأردن، “لأن أي تأخير يمكن أن يزيد المخاطر على شركاء الولايات المتحدة في وقت يشهد اضطرابات سببتها إيران”.
وأضاف بومبيو في بيان أن تلك المبيعات ستدعم حلفاء واشنطن و”تعزز الاستقرار بالشرق الأوسط، وتساعد هذه الدول في ردع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدفاع عن نفسها في مواجهتها”، مضيفا أن قرار تجاوز الكونغرس إجراء “لمرة واحدة”.
وكشف أن مبيعات الأسلحة هذه للدول الثلاث المذكورة بلغت قيمتها 8.1 مليارات دولار.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” أفادت الخميس بأن بومبيو ومسؤولين آخرين كبارا يدفعون البيت الأبيض للجوء إلى بند في قانون الأسلحة يتعلّق بحالات “الطوارئ”، ويُتيح للرئيس منع الكونغرس من تجميد صفقات الأسلحة.
ويأتي هذا الإجراء الاستثنائي في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وإيران. كما يأتي بعيد ساعات على إعلان ترامب أنه أمر بإرسال 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، حيث تشهد العلاقات المتوترة أصلا بين واشنطن وطهران تصعيدا منذ مطلع الشهر الحالي.
وقال ترامب في البيت الأبيض “نريد أن تكون لدينا حماية في الشرق الأوسط”، مضيفا “سنرسل عددا قليلا نسبيا من الجنود، غالبيتهم للحماية (…) سيكون العدد حوالي 1500 شخص”.
وتصاعد التوتر بين الجانبين في الأسابيع الأخيرة بعدما صنفت واشنطن الحرس الثوري “منظمة إرهابية أجنبية”، إذ علقت إيران بعض التزاماتها بموجب اتفاق حول برنامجها النووي أبرم عام 2015 بعد عام على انسحاب واشنطن منه، في حين شددت إدارة ترامب عقوباتها على الاقتصاد الإيراني.
وأرسل البنتاغون إلى المنطقة حاملة طائرات وسفينة حربية وقاذفات من طراز “بي-52” وبطارية صواريخ “باتريوت”، بعدما أفاد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون بأن ثمة “مؤشرات مقلقة للتصعيد” من جانب طهران.
المصدر : الجزيرة + وكالات