تناول مقال بموقع “هيل” السياسي الأميركي ما وصفها حيلة روسيا الجديدة الخطيرة لأميركا بمقايضة أوكرانيا بفنزويلا. وقال كاتب المقال ستيفن بلاك، وهو باحث مشارك في مجلس السياسة الخارجية الأميركي، “إن هذه هي أحدث جبهات موسكو في حربها ضد أوكرانيا”.
وبما أن تنصيب فولوديمير زيلينسكي رئيسا جديدا لأوكرانيا لم يوقف محاولات روسيا لتدمير استقلال وديمقراطية وسلامة أوكرانيا، كما يقول الكاتب، فإنها تلعب الآن في واشنطن.
ورسم الباحث صورة للسرد الروسي الجديد وهو أن على واشنطن أن تطلق يد موسكو في أوكرانيا في مقابل، افتراضا، أن تطلق موسكو يد واشنطن لإزاحة نظام مادورو الفاسد والمجرم، حسب رأيه.
وتجادل هذه الرواية ببساطة بأن على واشنطن أن تمدد معاهدة ستارت الجديدة (التي تنص على تخفيض الحدود القصوى للرؤوس الحربية الهجومية الإستراتيجية بين روسيا وأميركا) مع استئناف محادثات الحد من الأسلحة مع موسكو.
مقايضة أوكرانيا بفنزويلا يقوض كلا من أوكرانيا التي تعهدت أميركا بدعمها والأمن الأوروبي مع الاعتراف صراحة بحق روسيا في التدخل في أميركا اللاتينية |
وقال بلاك إن الرواية الروسية تجادل بأن الرئيس ترامب، الذي يعتقد أن تقرير مولر برأه، يمكنه الآن تحسين العلاقات مع موسكو بحرية، وأردف بأنه ليس من قبيل المصادفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك هذا السرد.
ولذلك ينبغي على واشنطن أن تسعى لتحسين هذه العلاقات وإنقاذها من المأزق الخطير المفترض الذي سقطت فيه.
وعلق الباحث بأن هذا النهج لا يمكن الدفاع عنه أخلاقيا وأنه كارثي من الناحية الإستراتيجية، وذَكَّر بأن الجماعات المسلحة الروسية، بما في ذلك ما يسمى بالانفصاليين الذين هم بالفعل مساعدون لموسكو في أوكرانيا، غزوا شبه جزيرة القرم ودونباس وارتكبوا أكبر عدوان فاضح منذ غزو صدام حسين للكويت في 1990. وسيحاول بوتين أيضا بلا شك ترك هذه القوات الانفصالية في دونباس والقرم لتدمير أي أساس لدولة أوكرانية مستقلة، هذا أولا.
وثانيا أن موسكو خرقت من جانب واحد وبذكاء معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى. وفي الوقت نفسه يدعي سفيرها في واشنطن أنتونوف (الذي تفاوض على معاهدة ستارت الجديدة) أن جميع الأسلحة النووية الجديدة التي استعرضها بوتين لتهديد الولايات المتحدة وحلفائها غير قابلة للتفاوض.
وثالثا أن الأمر في فنزويلا لا يتعلق بالقوات الروسية بقدر ما يتعلق بالقوات الكوبية التي لا تلتزم بأي اتفاق روسي أميركي ثنائي. وبالتالي فإن هذه الرواية توضح بشكل أساسي ضعف الجانب الأمني لأميركا وموقفها العالمي.
ورابعا فأيا كان الرأي في تقرير مولر فإن استنتاجاته لا تقدم أساسا لتحسين العلاقات مع موسكو، بل العكس تماما.
ورأى بلاك أن مقايضة أوكرانيا بفنزويلا يقوض كلا من أوكرانيا التي تعهدت أميركا بدعمها والأمن الأوروبي مع الاعتراف صراحة بحق روسيا في التدخل في أميركا اللاتينية، وهذا الاعتراف يضفي شرعية على مزيد من التهديدات التي تدعمها روسيا لدول أميركا اللاتينية من المتمردين ومهربي المخدرات الذين تدعمهم موسكو.
وختم بأن مقايضة أوكرانيا بفنزويلا تقوض أيضا الضمانات الأمنية الأميركية لحلفائها، كما أنها لا تفعل شيئا لوقف حرب موسكو الإعلامية الطويلة الأمد لتحريض وإفساد ديمقراطية أميركا وديمقراطيات حلفائها في أوروبا وأميركا اللاتينية.
الجزيرة