حث الآلاف من أنصار رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر القادة السياسيين وزعماء العشائر في العراق على الابتعاد عن أي صراع بين إيران والولايات المتحدة أكبر حليفتين لبغداد.
وهتف محتجون من مؤيدي الصدر، الذي قاد مسلحين من قبل ضد القوات الأمريكية وانتقد علنا أيضا النفوذ الإيراني في العراق، بشعارات مناهضة للحرب في وسط العاصمة بغداد وفي مدينة البصرة في جنوب البلاد خلال احتجاجات امس الجمعة (24 مايو أيار).
ويخشى العراقيون من تورط بلادهم في أي تصعيد للتوتر بين الولايات المتحدة وإيران والذي احتدم هذا الشهر عندما قالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنها سترسل قوات إضافية للشرق الأوسط لمواجهة ما تصفه بالتهديدات لمصالحها في المنطقة من جانب أطراف بينها جماعات مسلحة تدعمها إيران في العراق.
ودعا سياسيون وقادة جماعات شيعية مسلحة للتحلي بالهدوء وحاولت الحكومة العراقية أن تضع نفسها في موقع الوسيط بين الجانبين.
ووسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران شهدت المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد والتي تضم مبان حكومية وسفارات إطلاق صاروخ مطلع الأسبوع لكنه لم يتسبب في وقوع خسائر. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إنهم يشتبهون بقوة في أن حلفاء محليين لإيران هم من يقفون وراءه.
جاء إطلاق الصاروخ بعد أن حذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو القادة العراقيين من أن واشنطن سترد بالقوة إذا أخفقوا في السيطرة على الجماعات المدعومة من إيران.
من جهته حذر زعيم ائتلاف دولة القانون في البرلمان العراقي نوري المالكي اليوم السبت من أن المنطقة تواجه تحديات كبيرة، ويجب العمل على التهدئة وإبعاد لغة التصعيد والتلويح باستخدام القوة بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران.
وقال المالكي ، خلال اجتماعه برئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي: إن “المنطقة تواجه تحديات كبيرة، ويجب العمل على التهدئة، وإبعاد لغة التصعيد والتلويح باستخدام القوة”.
وأعرب عن الأمل في أن تنجح مساعي العراق في إنهاء حدة التوتر القائمة بين واشنطن وطهران.
وأكد المالكي أن “إعلان إيران على لسان قادتها أنها لا تريد الحرب يلزم الجميع ان يقف بوجه التصعيد ، وأن لغة الحياد لم تعد مقبولة ، وعلى المجتمع الدولي أن يقف تجاه ما تعيشه المنطقة من توترات” .
وتأتي تصريحات المالكي قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إلى بغداد عصر اليوم في زيارة رسمية لبحث تداعيات الأزمة بين واشنطن وطهران.
القدس العربي