الباحثة شذى خليل
جهات خارجية خبيثة تريد تدمير العراق واقتصاده، لم تكتفي بالاقتتال الطائفي ولا بالعصابات ولا بالميليشيات والإرهاب والمخدرات وأخيرا إحراق المحاصيل الزراعية.
اذ تعرضت مئات الحقول الزراعية إلى حرائق شاسعة في محافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين، تجاوزت 160 حريق كان بعضها بفعل فاعل مخرب يعمل لأجندة خارجية هذه الحرائق وقعت في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى تقوم العصابات الطائفية الخارجة عن القانون وعصابات داعش الإرهابية بتهديد الناس الفلاحين وابتزازهم ثم تقوم بحرق مزرعهم وتهجيرهم عن أراضيهم .
وتم تقدير حجم الحرائق في محافظة ديالى بنحو 500 دونم من مزارع الحنطة والشعير، وحريق محافظة نينوى والتهم مزارع واسعة يُقدر طولها بستة كيلومترات، اي مئات الهكتارات (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع) من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير قبل أيام على موسم الحصاد بمناطق متفرقة من العراق .
وأصدرت وزارة التجارة بياناً بشأن حرائق حقول الحنطة، اتهمت فيه تنظيم داعش الإرهابي بالوقوف وراءها.
في حين اتهم نواب ومحللون جهات داخلية وخارجية بالوقوف وراء هذه الحرائق لضرب الاقتصاد الوطني ومنع تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وقال النائب عن محافظة ديالى، رعد الدهلكي، إنّ “أياد خفية تسعى لتدمير الزراعة العراقية بشكل منظم وممنهج.
ظاهرة إحراق الحقول في ديالى، وقبلها تلف محصول الطماطم في البصرة، ونفوق الأسماك، وغيرها من الحوادث التي لم يكشف عن المتورطين فيها، تستدعي الانتباه”.
ودعا الدهلكي البرلمان إلى “إدراج تلك الحوادث في جدول أعماله، وسؤال الجهات المعنية لتوضيح الصورة وبيان الأسباب وطرق المعالجة لهذه الظواهر الخطرة التي تقف خلفها أجندات تسعى لتدمير اقتصاد البلاد”.
وتمثل هذه الحرائق، إضرارا بالاقتصاد الوطني الزراعي والأمن الغذائي، خاصة وأن الحنطة العراقية تشهد طفرة في الإنتاج والتسويق.
وأكد النائب أحمد الجبوري، أنّ “مسلسل إحراق الحقول متواصل من قبل جهات تحاول إرباك الاقتصاد في المحافظة، وتلك العمليات تنفذ بشكل مخطط له مسبقا”.
وقال فائق الشيخ علي “يتذمر البعض بإحراق مول بالنجف بسبب خلاف بين لصوص على الخردة! طيب.. اليوم أُحرِقت آلاف الأطنان لمحصول الحنطة بأراضي صلاح الدين! وقبلها أحرقت وزارات ومؤسسات ودوائر! وسيستمر مسلسل الحرائق؛ لماذا لا نعترف أمام العالم ونقول: (نحن أمة تتلذذ بحرق نفسها، وتهدم البناء والإعمار)؟”.
وطالبت وزارة التجارة العراقية ، وزارة الداخلية وقيادة العمليات المشتركة بـ”التحرك بتعقب تلك الجماعات الإرهابية وحماية أمن وممتلكات الفلاحين وتأمين الحقول”، معربة عن رفضها لـ”تعرضهم إلى ابتزاز العصابات الإرهابية”.
وشددت الوزارة “على وجوب تدخل قيادة العمليات في نينوى والقوات الأمنية المنضوية تحت قيادتها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث الإجرامية التي تستهدف أمن المواطن العراقي الغذائي والبلاد”
مراقبون اتهموا ان من يفتعل الحرائق هم الميليشيات الإرهابية بسبب عدم دفع الفلاحين الإتاوة، فمن المؤكد أن الخسائر كبيرة، والدولة عاجزة عن وقفها، وقوات الأمن تكتفي بتحليل الأحداث دون أن تقدم على فعل يوقف سلسلة الحرائق.
ولتقوم بمحاربة الفلاح ومحاربة الاقتصاد الوطني للبلاد ، باستهداف حقول الحنطة تزامنت هذه الحرائق مع تصريحات رسمية بشرت فيها الحكومة العراقية مواطنيها بإمكانية وصول إنتاج القمح هذا العام إلى الاكتفاء الذاتي الوضع الزراعي لهذا العام جيد جدا واحتمال إن شاء الله الأمن الغذائي محصول الحنطة في العراق كافة محافظات العراق وقد نضطر إلى أن نقلل من المستورد أو نلغيه يستهلك العراق نحو خمسة ملايين طن من القمح سنويا يستورد أكثر من نصفها بما قيمته مئات الملايين من الدولارات .
هنا يعد العراق أحد أكبر مستوردي الحبوب في الشرق الأوسط مما يعني نشاط الزراعة في العراق وتحقيق الاكتفاء الذاتي إنتاج القمح لا يروق لكثير من الدول التي تريد من الاقتصاد العراق مستهلاكً، هذا دليل واضح الحرائق بفعل فاعل لأنها استهدفت المزارع في اكثير من محافظة عراقية بأيدي مرتزقة ، وعدمي الضمير الى حرق المزارع ، والرجوع إلى الاستيراد مجددا وهكذا تتجدد الويلات لهذا البلد كلها بسبب التدخلات الخارجة، ولا استبعد المشاكل والازمة الإيرانية مع الولايات المتحدة تلقي بظلالها على الاقتصاد العراقي وأشار بعض النشطاء إلى أن أصابع الاتهام وجهت أيضاً إلى فصائل المدعومة من إيران في بعض المناطق التي ينتشر فيها، الحرائق كلها لصالح إيران.
فقد ذكر مراقبون، تلك الحرائق لإجبار سكان محافظة صلاح الدين، خصوصا مزارعيها، إلى هجرتها بشكل غير مباشر، بعد القضاء على مصدر رزقهم الوحيد المتأتي من الزراعة.
مزارعون في مناطق شرقي تكريت عثروا على أداة جريمة حرق حقول محصول القمح، وأكد المزارعون وهم من منطقة العلم شرقي تكريت أن مجهولين لديهم خبرة بصناعة المتفجرات وضعوا أجهزة تحكم عن بعد ، تتسبب بحريق وسط حقول القمح ليمتد إلى أكبر رقعة مزروعة.
ما أجبر المزارعين على تشكيل مجموعات حراسة ليلية لتأمين حقول القمح بعد سلسلة من الحرائق الغامضة التي دمرت مساحات شاسعة، في حين يتساءل المزارعون عن غياب دور قوات الأمن.
وسياق التدمير للاقتصاد العراقي اود الذكير، بان الميليشيات المدعومة من ايران والتي تعمل لصالح ايران ولتدمير الاقتصاد العراقي ونهبه قضت تماما على مظاهر الحياة الصناعية في المحافظة، إثر تفكيك ونهب مصفى بيجي، أكبر مصافي العراق النفطية، ونقل معداته بالكامل إلى إيران.
كما قضت على مظاهر السياحة الدينية فيها، إثر عزل مرقد الإمامين العسكريين بالكامل داخل المدينة القديمة في سامراء، ومنع سكانها من العودة إليها، سعيا وراء إنشاء محافظة سامراء الدينية وسلخها عن محافظة صلاح الدين.
وحدة الدراسات الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية