التصعيد الإيراني الأمريكي يخيّم على لبنان من بوابة “حزب الله”

التصعيد الإيراني الأمريكي يخيّم على لبنان من بوابة “حزب الله”

في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، تجددت الهواجس على الساحة اللبنانية من موقف “حزب الله” اللبناني (حليف إيران)، واحتمالية أن يتخذ خطوة عسكرية لتعزيز موقف طهران على طاولة المفاوضات.

غير أن نوابًا في كتل متحالفة مع “حزب الله” ومحللون سياسيون، استبعدوا سيناريو الحرب بين واشنطن وطهران، واحتمال أن يبادر “حزب الله” بخطوة تصعيدية، لكنهم رجحوا أنه لن يقف مكتوف الأيدي إذا اشتعلت المنطقة.

وبينما كانت تتجه أنظار اللبنانيين نحو الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، في خطابه الأخير بمناسبة عيد التحرير اللبناني في 25 مايو/ أيار الجاري، لتلقُّف موقفه من النزاع القائم، آثر الأخير الصمت في هذا السياق، واكتفى بالبحث عن مخارج تحمي لبنان والمنطقة من “صفقة القرن”، و”شبح التوطين”.

وفي كلمة متلفزة بمناسبة ذكرى انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني، في 25 مايو/ أيار 2000، قال نصر الله إن “التطورات في المنطقة والتوتر الشديد بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج مرتبط بصفقة القرن”.

ويتصاعد توتر بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج، في ظل حشود عسكرية واستهداف ناقلات نفط خليجية، وسط تهديدات من واشنطن بالرد على أي استهداف إيراني لحلفائها الخليجيين.

وعلى غرار نصر الله، آثر النواب المنضوون تحت جناح “حزب الله”، عدم التعليق على هذا الموضوع.

وأكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة”، (حليف حزب الله) النائب أنور جمعة، أنه “لا جواب” لديه ولدى زملائه من نواب “حزب الله” في هذا السياق، وقال: “نكتفي بما قاله السيد نصر الله”.

أما النائب في الكتلة نفسها، الوليد سكرية، فقال إنه “سيكون لنصر الله موقف بيوم القدس (31 مايو/ أيار الجاري)، يحدد موقف حزب الله من الصراع في المنطقة”، دون تفاصيل إضافية.

وبغض النظر عن الموقف المرتقب، الذي يتوقع سكرية أن يكون إيجابيًا، أكد أن “حزب الله لا يبادر إلى الحرب، لكن إذا اشتعلت الحرب، وعمّت المنطقة لن يقف مكتوف الأيدي”.

وأضاف: “سيناريو الحرب مستبعد، على اعتبار أن أمريكا لا تستطيع الدخول في حرب، وإن كان لديها القدرة على تدمير المنطقة، لكنها لن تستطيع في حال اندلاع الحرب أن تسيطر على الأرض، لا سيما أن لإيران القدرة على حرق الخليج وتوقيف صادرات النفط من الخليج، كونها موجودة على 1500 كلم على طول امتداد الخليج”.

وبالنسبة للكتل النيابية الأخرى، وما إذا كانت تتخوّف من أي دور لـ”حزب الله” في هذا الصراع، استبعد عضو “تكتل لبنان القوي” (التيار الوطني الحر-حزب رئيس الجمهورية ميشال عون)، النائب أنطوان بانو اندلاع حرب بين إيران وأمريكا.

وقال بانو: “ترامب لديه انتخابات بعد سنة، وهو رجل أعمال يهتم بمصالحه، والإيرانيون معروفون بأنهم من أصحاب الباع الطويل، ولذلك الأمور متجهة نحو الاتفاق”.

واستبعد أن يكون “لحزب الله الشريك الأساسي في المجتمع اللبناني أي خطوة تصعيدية”.

وبرر ذلك بـ”وعي حزب الله، للوضع الاقتصادي الحرج الذي يمرّ به لبنان، وتحالفه مع رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي سيمنع بدوره أي خطوة تساهم في إغراق السفينة اللبنانية بالجميع”.

من جهته، استبعد عضو “تكتل الجمهورية القوية” (حزب القوات اللبنانية)، النائب جان طالوزيان، أن “يزج حزب الله نفسه بأي صراع في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، فالأولوية اليوم لدى الجميع الخروج من النفق الاقتصادي المظلم الذي يرزح تحته البلد”.

وتعتزم واشنطن، بعد شهر رمضان، إطلاق خطة للسلام (صفقة القرن)، يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع القدس وحق عودة اللاجئين.

وتستضيف البحرين، يومي 25 و26 يونيو/ حزيران المقبل، ورشة عمل اقتصادية، لبحث سبل جذب استثمارات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ودول المنطقة، في حال التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

ولا تختلف النظرة التحليلية عن نظرة نواب البرلمان اللبناني، حيث رأى خبير العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، خالد العزّي، أن “حزب الله الصامت حتى الآن، يبدو من كلام أمينه العام الأخير أنه يتجه كما إيران نحو التهدئة”.

وقال العزّي: “حزب الله مرتبط بقنوات عديدة تمنعه من أي خطوة تصعيدية في هذا الإطار، وتحدّ من تحركاته وتجعله يتصرف بعقلانية أكثر، كالسلم الأهلي اللبناني، وتواجده العسكري في سوريا، والعقوبات التي أثقلته وأثقلت اقتصاد إيران، وما يعيشه لبنان من وضع اقتصادي صعب”.

وتابع: “حزب الله يدرك جيدا أن أي معركة ضد إسرائيل لا تحقق له انتصارات إضافية، ولن تخفف الضغط على إيران أو تعزز شروط التفاوض مع أمريكا، كما أنه يدرك جيدا أن الامور بين الطرفين (الإيراني والأمريكي) تتجه نحو التهدئة، وأن المفاوضات قائمة من تحت الطاولة بمساعٍ سويسرية، قطرية وعمانية”.

والأحد، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن بلاده عرضت توقيع اتفاق عدم اعتداء مع جيرانها في الخليج، في أعقاب تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن.

وتزايد التوتر، مؤخرا، بعدما أعلن البنتاغون إرسال حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن”، وطائرات قاذفة، واعتزامها إرسال 5000 جندي إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.

ودعت الرياض لقمتين بنهاية مايو/ أيار الجاري لبحث تلك التهديدات بعد وقت قصير من استهداف 4 سفن تجارية بالمياه الإقليمية للإمارات بينهما سفينتان سعوديتان، بخلاف استهداف حوثي لمحطتي ضخ تابعين لأرامكو السعودية.

الاناضول