تضع الانتخابات الإسرائيلية الجديدة مجددا رئيس الوزراء وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو في اختبار مصيري بالنسبة لمستقبله السياسي، وهو المحاصر باتهامات في قضايا عدة بالفساد.
وكان نتنياهو اضطر إلى الدفع باتجاه حل الكنيست تمهيدا لإجراء انتخابات جديدة، بعد فشله في تشكيل ائتلاف حكومي، في محاولة لتجنب السيناريو الأسوأ وهو تكليف الرئيس رؤوفين ريفلين شخصية جديدة بالمهمة.
ويرى كثيرون أن خطوة نتنياهو السير في انتخابات ليست مضمونة النتيجة وقد تعني بدء العد التنازلي لنهاية مسيرته السياسية الطويلة التي خاض خلالها معارك مفصلية، وقد يكون الاستحقاق الذي يرجح أن يتم في سبتمبر المقبل آخر تلك المعارك.
وسلطت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في مقال يحمل عنوان “حقبة نتنياهو الذي لا يقهر انتهت، وبدأت متاعبه القانونية”. ويقول كاتب المقال راف سانشيز إنه لم تمض إلا ستة أسابيع على صعود نتنياهو على المنصة وإعلان فوزه في الانتخابات، حيث فاز بفترة خامسة في منصبه كرئيس للوزراء. ويضيف راف أن كل هذا الانتصار انتهى وتداعى بعد عدد من الساعات التي عمتها الفوضى، فبعد إخفاقه في تشكيل ائتلاف حاكم، اضطر البرلمان لإعلان انتخابات مبكرة لم يكن هو أو الناخبون يريدونها.
ويشير الكاتب إلى أن صورة نتنياهو الذي لا يقهر تحطمت، وأن الشاغل الأول لنتنياهو حاليا هو التحقيق معه إثر مزاعم بقبوله هدايا فاخرة بصورة غير قانونيةـ ويقول إن نتنياهو كان يعتزم مع تشكيل الائتلاف الحكومي الدفع بإجراءات في الكنيست للحصول على الحصانة، لتفادي أي إجراءات ضده خلال فترة ولايته الجديدة.
ويرى الكاتب أن الناخبين عادة ما يعاقبون الحزب الحاكم لإخفاقه في الحكومة، وهذا ما قد يحدث لحزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو، في الانتخابات المقبلة.
الناخبون عادة ما يعاقبون الحزب الحاكم لإخفاقه في الحكومة، وهذا ما قد يحدث لحزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو
واصطدمت جهود نتنياهو لتشكيل ائتلاف جديد بخلافه مع وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان وحاجته للمقاعد الخمسة التي فاز بها حزبه “إسرائيل بيتنا”.
وألقى نتنياهو كامل اللوم على ليبرمان مدعيا أنه لم يكن لديه نية للتوصل إلى اتفاق وأراد فقط إسقاط الحكومة. وندد زعيم الليكود بالخلاف حول التجنيد ووصفه بأنه “خدعة درامية”. وقال للصحافيين “إنه أمر لا يصدق. أفيغدور ليبرمان أصبح الآن جزءا من اليسار.. من الواضح تماما أنه يريد إسقاط هذه الحكومة… لجمع بضعة أصوات أخرى”.
وهذه المرة الأولى التي تعاد فيها الانتخابات في إسرائيل، وهناك قلق في أوساط أنصار الليكود من أن ما حصل قد يؤدي إلى انقسامات وانشقاقات جديدة في صلب الحزب.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية إبراهام ديسكين أن “نتنياهو قوي ولا يستسلم بسهولة لكن ما يحدث بالتأكيد قد يشير إلى بداية محتملة للنهاية… سيقاتل، لكنه بالتأكيد لم يعد قويا كما كان في الماضي”.
وفي مقابل التحليلات التي ترى بأن ما حصل أخيرا في إسرائيل ضربة قاصمة لنتنياهو، هناك آراء أخرى تعتبر أن نتنياهو سيحاول مثل عادته قلب هذا التحدي إلى فرصة لتحسين تموضعه بما يسمح له بتشكيل حكومة جديدة دون الخضوع لابتزاز أحد الشركاء.
ووفقا لاستطلاعات الرأي التي نشرها التلفزيون الإسرائيلي وموقع صحيفة “معاريف” الجمعة، يتوقع أن يحصل الليكود على ما بين 35 و37 مقعدا في البرلمان (الكنيست)، بزيادة عن مقاعد تحالف أزرق وأبيض المعارض، الذي ينتمي إلى تيار الوسط.
وفاز كل من حزب الليكود وحزب أزرق وأبيض بـ35 مقعدًا من إجمالي 120 مقعدا في الكنيست، وذلك في الانتخابات التي أجريت في أبريل الماضي، وتم تكليف نتنياهو بتشكيل حكومة بالنظر إلى هيمنة الأحزاب اليمينية.
وبحسب استطلاعات الرأي، انخفض الدعم الذي حظي به حزب أزرق وأبيض قليلا، حيث يتوقع أن يحصل الحزب الذي يقوده قائد الجيش السابق بيني غانتس على 33 إلى 34 مقعدا فقط.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب “إسرائيل بيتنا”، الذي ينتمي إليه وزير الدفاع السابق اليميني المتشدد أفيغدور ليبرمان، يستفيد من الأزمة لتزيد حصته من المقاعد من خمسة حالياً إلى ثمانية أو تسعة.
العرب