دمشق – أعلن الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت أهدافا للجيش السوري الأحد بعد إطلاق صواريخ على مرتفعات الجولان اسفرت عن سقوط عشرة قتلى هم ثلاثة جنود من الجيش السوري وسبعة مقاتلين موالين من جنسيات غير سورية، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
ولم يتمكن المرصد من التحقق من هوية المقاتلين الاجانب الذين قضوا في الضربات الصاروخية التي استهدفت مواقع بالقرب من العاصمة السورية، حيث تتمركز قوات سورية وقوات ايرانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني، حليف دمشق، بحسب ما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه هاجم مواقع عسكرية سورية ردا على إطلاق قذيفتين صاروخيتين من سوريا باتجاه جبل الشيخ في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقال الجيش في بيان إنه “يعتبر النظام السوري مسؤولا عن كل نشاط ضد إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية وسيعمل بشكل حازم ضد أي اعتداء”.
وأضاف أن قذيفتين صاروخيتين أطلقتا باتجاه جبل الشيخ، موضحا أن الجيش استهدف “بطاريتي مدفعية وعدة مواقع رصد واستخبارات في منطقة الجولان بالإضافة الى بطارية دفاع جوي من طراز اس ايه2”.
وتابع أنه “خلال الغارات تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في أعقاب إطلاق قذائف مضادة لطائرات سورية دون رصد سقوط القذائف داخل إسرائيل”.
من جهته قال التلفزيون السوري إن انفجارات ضخمة وقعت قرب دمشق قبل الفجر وقال إن “الدفاعات الجوية تصدت لأهداف معادية في ريف دمشق الجنوبي”.
وأفادت وكالة الأنباء السوريّة الرسميّة “سانا” أن الدّفاعات الجوّية السوريّة تصدّت فجر الأحد “لأهداف جوّية معادية” أُطلقت من إسرائيل باتّجاه “مواقع” في جنوب غرب دمشق.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إنّه “في تمام السّاعة 3,22 (بالتوقيت المحلّي) من فجر الأحد ظهرت بعض الأهداف الجوّية المعادية قادمة من اتّجاه الجولان المحتلّ”.
وأضاف المصدر “على الفور، قامت دفاعاتنا الجوّية بالتصدّي لها والتعامل معها وإسقاط الصواريخ المعادية التي كانت تستهدف مواقعنا في جنوب غرب دمشق”.
وقال الناطق بلسان الجيش، أفيخاي أدرعي، في بيان نشره على “فيسبوك”، إن الجيش قصف عددًا من “الأهداف العسكرية داخل سوريا”، ردًّا على “إطلاق قذيفتيْن صاروخيتيْن باتجاه منطقة جبل الشيخ مساء السبت من داخل الأراضي السورية”.
وأضاف:” سيواصل الجيش العمل بحزم ضد أي محاولة للمساس بمواطني إسرائيل”.
وأرفق أدرعي البيان بشريط مصور، قال إنه للاستهداف الإسرائيلي للأهداف العسكرية في سوريا.
وبعد صدور بيان الجيش، نشر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيانا مقتضبا على حسابه على تويتر قاله فيه ، إنه أجرى مشاورات أمنية في أعقاب اطلاق النار باتجاه الجولان، وأصدر خلالها تعليمات للجيش بتنفيذ عملية قاسية.
أجريت أمس مشاورات أمنية في أعقاب إطلاق القذائف من سوريا على الجولان وأوعزت خلالها لجيش الدفاع الإسرائيلي بالقيام بعملية حازمة.
لن نتحمل إطلاق النار على أراضينا ونرد بقوة كبيرة على أي عدوان يشن ضدنا.
هذه هي سياسة متسقة أنتهجها وسنواصل انتهاجها من أجل ضمان آمن إسرائيل.
نتنياهو أضاف “أن إسرائيل ليست مستعدة لتحمل إطلاق نار باتجاه أراضيها وسترد بشدة ضد كل اعتداء عليها، هذه سياسة ثابتة أقودها وسنواصل تنفيذها من أجل أمن إسرائيل”.
ومساء السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي، عن رصده لقذيفتي “هاون”، قال إنهما أطلقتا من الأراضي السورية، وسقطتا في هضبة الجولان المحتلة.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ صواريخ استهدفت “تمركزات ومستودعات للإيرانيّين وحزب الله اللبناني تقع ضمن قطاعات عسكريّة تابعة لقوّات النظام” في منطقة الكسوة في جنوب غرب العاصمة.
وفي 17 مايو المنصرم، استهدفت الدّفاعات الجوّية السوريّة “أجساماً مضيئة” مصدرها إسرائيل وأسقطت عدداً منها، وفق “سانا”.
في 13 أبريل، تصدّت الدّفاعات الجوّية السوريّة لقصف جوّي إسرائيلي استهدف منطقة مصياف في محافظة حماة بوسط سوريا وأسقطت صواريخ عدّة، بحسب ما أفادت سانا التي تحدّثت عن جرح ثلاثة مقاتلين. من جهته، قال المرصد السوري وقتذاك إنّ ذلكَ القصف أدّى إلى سقوط “قتلى من المقاتلين الإيرانيّين”.
وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفةً مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله اللبناني.
واستهدف قصف إسرائيلي في الآونة الأخيرة مدينة حلب، إذ أعلنت سوريا في نهاية مارس عن تصدّي دفاعاتها الجوّية لـ”عدوان” إسرائيلي استهدف شمال شرق المدينة. والقصف الذي طالَ وفق المرصد مستودعات ذخيرة تابعة لمقاتلين إيرانيّين، أسفر عن مقتل سبعة مقاتلين.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في 21 يناير توجيه ضربات طالت مخازن ومراكز استخبارات وتدريب قال إنّها تابعة لفيلق القدس الإيراني، إضافةً إلى مخازن ذخيرة وموقع في مطار دمشق الدولي. وتسبّبت الضربات بحسب المرصد بمقتل 21 شخصاً بينهم عناصر من القوّات الإيرانية ومقاتلون مرتبطون بها.
وتُكرّر إسرائيل أنّها ستُواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطوّرة إلى حزب الله.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو صرّح خلال زيارة له إلى تشاد في وقت سابق “لدينا سياسة محدّدة تماماً: تقويض تجذّر الوجود الإيراني في سوريا وإلحاق الضرر بأيّ جهة تريد الإضرار بنا”.
العرب