أنقرة – لا يزال مسؤولو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تحت تأثير الصدمة بعد خسارة معقلهم الرئيسي في إسطنبول، وهو ما دفعهم إلى التحرر من خطاب العقلانية الذي دأبوا عليه في السابق، وبدأوا بإطلاق تصريحات عنصرية تهاجم الجميع.
وفيما لم يسلم الأكراد من هجمات قادة في حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحليفه حزب الحركة القومية، فإن حملتهم العنصرية تركزت بالأساس على مرشح حزب الشعب الجمهوري، والمرشح الذي هزمهم في الجولة الأولى أكرم إمام أوغلو.
ويروج الإعلام الموالي لأردوغان إلى كون إمام أوغلو يخفي “أصولا يونانية” وأنه ينوي تقديم الدعم لمن يعتزمون “تحويل إسطنبول إلى القسطنطينية مرة أخرى”، لكونه ينحدر من منطقة البحر الأسود، موطن اليونانيين البنطيين.
والعبارة جاءت على لسان الرئيس أردوغان في خطابه مطلع الأسبوع عن جولة الإعادة المقرر إجراؤها في 23 يونيو، وحظي هذا الخطاب بتغطية واسعة على الصفحات الأولى للجرائد التركية، الاثنين.
واستمرت حملة التشويه على مدار الأسبوع حيث اتهمت صحيفة “يني شفق” الإسلامية المؤيدة للحكومة إمام أوغلو كذبا وبهتانا ببناء “صنم” لكبير أساقفة الكنيسة القبرصية الأرثوذكسية الراحل مكاريوس الذي كان أول رئيس لقبرص بعد استقلال الجزيرة.
وتردد أن صحيفة يني شفق جرى توزيعها مجانا على عتبات منازل المواطنين في مدينة غيرسون المطلة على البحر الأسود هذا الأسبوع، حاملة المزيد من الافتراءات ضد إمام أوغلو على صفحتها الأولى.
وكان من المستغرب أن يختار الحزب الحاكم التركيز إلى هذه الدرجة على جذور مرشح حزب الشعب الجمهوري في البحر الأسود، نظرا لأن المنطقة معروفة بأنها معقل القومية التركية.
وأثبت هذا النهج فشله في تحقيق النتائج المرجوة في المرة الأولى، ويبدو أن لجوء حزب العدالة والتنمية إلى تبني خطاب عنصري في الفترة التي تسبق انتخابات الإعادة لن يكون أكثر فاعلية بأي حال من الأحوال.
ورغم اقتراب موعد جولة الإعادة، لا يزال حزب العدالة والتنمية الحاكم عاجزا عن إيجاد استراتيجية إعلامية فعالة في مواجهة ازدياد شعبية مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.
وكان إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري لمنصب رئيس البلدية، قد فاز بالانتخابات عندما أجريت في شهر مارس الماضي رغم الحملة التي شنتها وسائل الإعلام الموالية لحزب العدالة والتنمية ضده وضد حزبه بوصفهما متواطئين مع “الإرهابيين”.
إلا أن اللجنة العليا للانتخابات قررت مطلع مايو الجاري إلغاء انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، استجابة لاعتراضات حزب العدالة والتنمية. وقررت إعادة إجراء الانتخابات في 23 يونيو.
ورغم هذا التطور المخيب للآمال، فإن إمام أوغلو يتبنى برنامجا أكثر كثافة مقارنة بالانتخابات السابقة، حيث يشارك في ما يصل إلى سبع فعاليات في اليوم الواحد في الولاية المنقسمة إلى شقين آسيوي وأوروبي، والتي يصل عدد سكانها إلى 15 مليون نسمة.
العرب