السعودية التي تدرك أنّ جماعة الحوثي مجرّد ذراع لإيران تأتمر بأوامرها وتنفّذ أجندتها آثرت التوجّه برسائلها الواضحة إلى الطرف الأصلي الذي يقف وراء استهداف أراضيها وتهديد أمنها ومرافقها الحيوية وهو إيران نفسها، واضعة إياها أمام مسؤوليتها إزاء المجتمع الدولي على المنزلق الذي يمكن أن تسلكه الأحداث في المنطقة.
الرياض – ردّ طيران التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، الخميس، على قصف جماعة الحوثي المطار المدني بأبها جنوبي المملكة، بتدمير مواقع للميليشيا الموالية لإيران قرب العاصمة اليمنية صنعاء تضمّ ورشات تصنيع ومخازن للأسلحة والصواريخ ومقرّات لخبراء أجانب.
وتتعامل السعودية مع الهجوم على أبها باعتباره رسالة تصعيد إيرانية مرتبطة بوضع طهران الحالي وما تتعرّض له من ضغوط شديدة من قبل الولايات المتحدة.
وقال التحالف إنّ القصف الذي نفّذه الطيران التابع له استهدف “خبراء أجانب من تنظيمات إرهابية يعملون مع الحوثيين”، وأنّ “الأهداف شملت صواريخ وأسلحة ومعامل تصنيع”.
ومثّل هذا القصف بشموله مقرّات الخبراء الأجانب الذين رجّحت مصادر أنّهم من عناصر حزب الله الذين سبق أن ثبت وجودهم على الأراضي اليمنية لمساعدة الحوثيين على استخدام التقنيات والأسلحة الإيرانية في استهداف الأراضي السعودية، رسالة مضادّة من الرياض إلى طهران تحمّلها مسؤولية ما يجري باليمن وتنذرها من تحمّل تبعاته مستقبلا.
وعبّر عن ذلك بوضوح نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في تغريدة على تويتر قال فيها إنّ استهداف المطار “تجاوز يوضح للعالم فداحة التصعيد الإيراني للإضرار بأمن المنطقة واستقرارها”.
وأكد الأمير خالد في تغريدته “أنّ وسائل الردع الحازمة سوف يتم اتخاذها للتصدي لهذه الميليشيات الإرهابية”، مضيفا “منذ أربعين عاما والنظام الإيراني يعبث في منطقتنا، يصنع الموت وينشر الفوضى والدمار ويرعى الإرهاب ويمول الإرهابيين ومنهم ميليشيا الحوثي”.
وقال أيضا في سلسلة تغريداته إنّ “استمرار عدوان النظام الإيراني والتصعيد المتهور، سواء بشكل مباشر أو من خلال ميليشياته، سيؤدي إلى عواقب وخيمة”.
وأصيب ستة وعشرون مدنيا من جنسيات مختلفة بجروح في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء في انفجار مقذوف أطلقه المتمردون الحوثيون على مطار أبها في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وفق ما أفاد التحالف العسكري الذي تقوده الرياض في اليمن. وأعلن الحوثيون لاحقا أنهم هاجموا المطار بصاروخ عابر.
وجرّ استهداف المطار المدني موجة إدانة وتضامن مع السعودية. وقالت منظمة التعاون الإسلامي، الخميس، إن استهداف مطار أبها الدولي، هو مخطط يائس للإخلال بالأمن في المنطقة.
وأدانت المنظمة التي تضم 57 دولة وتتخذ من مدينة جدّة بغرب السعودية مقرا لها، في بيان “إطلاق ميليشيات الحوثي مقذوفا على مطار أبها الدولي، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين الأبرياء، بينهم نساء وأطفال”.
وأوضح الأمين العام للمنظمة يوسف العثيمين أنّ “الذين خططوا لهذا العمل الإرهابي ودعموه، إنما ينفذون مخططا يائسا يعمل على الإخلال بالأمن في المملكة والمنطقة برمتها”.
وأضاف أنّ “النهج العدائي والإجرامي لميليشيات الحوثي، يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في السعودية والمنطقة، تنفيذا لمخططات تآمرية ضد المملكة والمواطنين والمقيمين على أراضيها”. كما جدد دعم وتضامن منظمة التعاون الإسلامي، مع المملكة قيادة وحكومة وشعبا، في كل ما تتخذه من خطوات وإجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها ومواجهة الإرهاب.
ومن جهته أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط استهداف ميليشيا الحوثي المطار المدني السعودي.
وشدد أبوالغيط في بيان على الرفض التام لأي محاولة تستهدف النيل من أمن واستقرار المملكة العربية السعودية لاسيما عندما يتعلق الأمر بالاستهداف المتعمد للأهداف المدنية وللمدنيين ما يمثل انتهاكا صريحا لقواعد القانون الدولي.
كما شدّد على رفضه لمحاولات ميليشيات الحوثي توسعة نطاق الأزمة اليمنية بما يمكن أن يؤثر بالتبعية سلبا على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
وتدرك مختلف الأطراف والقوى الإقليمية والدولية أنّ جماعة الحوثي مجرّد أداة بيد إيران، وأنّ الجماعة تعدّل جميع تحرّكاتها وخطواتها بما في ذلك التصعيد ضدّ المملكة العربية السعودية بحسب متطلبات الأجندة الإيرانية التي تقتضي في الوقت الراهن قدرا أكبر من خلط الأوراق باستخدام الأذرع والوكلاء المحليين في العراق وسوريا واليمن لتخفيف الضغط على إيران ولتجنيبها أعباء المواجهة المباشرة التي يمكن أن تنشب في أي لحظة بسبب التصعيد الجاري في المنطقة.
العرب