عيون استخبارية لمراقبة نشر صواريخ في مدن عراقية

عيون استخبارية لمراقبة نشر صواريخ في مدن عراقية

غداد – تشهد مناطق العراق الغربية سباقا استخباريا تخوض فيه ثلاث جهات، يتعلق بفرضيات نشر فصائل مسلحة موالية لإيران صواريخ بمديات مختلفة، في إطار تطورات المواجهة مع الولايات المتحدة.

وتحدثت مصادر محلية في محافظة الأنبار، غرب البلاد، التي تحاذي كلا من سوريا والأردن والسعودية، عن تحركات مكثفة لعناصر في فصائل مسلحة، في محيط معسكرات تابعة للحشد الشعبي العراقي في منطقة القائم، قرب الحدود العراقية السورية.

وبالرغم من المصاعب اللوجستية الكبيرة، يحافظ الحشد الشعبي على مواقع قرب الحدود العراقية السورية، منذ نحو عامين، بالرغم من إعلانات متكررة عن انسحابه من هناك.

وتقطع القوات الشيعية التابعة للحشد الشعبي، مسافات شاسعة، للوصول إلى مواقعها في غرب الأنبار انطلاقا من أقرب نقطة تجمع لها في بغداد، وتخترق بيئة صحراوية، تعد أحد أبرز معاقل السنة في العراق.

ووفقا لخبراء في مجال الاستراتيجيات العسكرية، فإن مواقع الحشد الشعبي في مناطق الأنبار الغربية، تضمن تواصلا بريا كاملا بين الحدود العراقية مع إيران شرقا، والحدود العراقية مع سوريا غربا، في ظل قدرة الفصائل المسلحة على التحرك بحرية على الطرق الرابطة بين الجانبين.

وقالت المصادر لـ”العرب” إن “فصائل عراقية مسلحة، تتبارى مع الجيش العراقي والقوات الأميركية، في ملف نشر صواريخ في مناطق العراق الغربية، يصل مدى بعضها إلى أهداف تقع داخل إسرائيل”.

وتضيف المصادر أن “الفصائل العراقية المسلحة، لم تكشف عن نوايا صريحة بنشر هذه الصواريخ، لكن استخبارات الجيش العراقي والقوات الأميركية، لديها مؤشرات تدعم هذا الاتجاه”.

وقال مسؤول بارز في حكومة الأنبار المحلية لـ”العرب”، طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسية المعلومات التي يدلي بها، إن “السلطات المحلية قلقة من تطور سباق الصواريخ بين بعض الميليشيات والقوات الأميركية في المناطق الغربية”.

وأضاف أن “المشكلة لا تتعلق بصواريخ تهدد إسرائيل فحسب، بل بمناطق حدودية سعودية أيضا، إذ تملك بعض الفصائل العراقية المسلحة، مواقع تسهل لها قصف هذه المناطق بالصواريخ”.

وتابع، أن “الجيش الأميركي، ربما يضع في نظر اعتباره أن مواقعه في الأنبار، ستكون هدفا مفضلا لصواريخ الميليشيات الموالية لطهران، في حال اندلع نزاع مسلح بين الولايات المتحدة وإيران”.

وسبق للجيش العراقي إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين أن استخدم صحراء الأنبار الشاسعة التي تطل على سوريا والأردن والسعودية، لإخفاء منصات صواريخ باليستية، هاجمت إسرائيل، خلال حرب الخليج الثانية، مطلع التسعينات.

وبالرغم من التفوق الجوي الهائل للولايات المتحدة وحلفائها في تلك الحرب، إلا أن منصات الصواريخ العراقية نجت جميعها آنذاك بعدما نفذت 24 هجوما صاروخيا، استهدف بعضها مواقع وسط تل أبيب.

وتقول مصادر استخبارية في بغداد إن فصائل عراقية مسلحة استعانت بمختصين عسكريين سبق أن خدموا في الجيش العراقي السابق خلال حرب الخليج الثانية لتطوير وسائل التخفي في سبيل ضمان سرية تنقل منصات صواريخ باليستية، جاءت من إيران.

وتضيف المصادر أن إشارات صادرة عن بعض الفصائل المسلحة ربما توحي بأنها نقلت بعض هذه المنصات المتنقلة إلى صحراء الأنبار الغربية بعد تصاعد حدة الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران.

ورفض مصدر في وزارة الدفاع العراقية تأكيد هذه المعلومات، مؤكدا أن “الوضع في المناطق الغربية تحت السيطرة الكلية ولا مخاوف من تطورات عسكرية”.

وقال المصدر إن “الوجود العسكري للحشد الشعبي في مناطق غرب الأنبار محدود للغاية، وموجه لمهمة محددة من ناحية ثانية وهي تأمين جزء صغير من الحدود العراقية السورية، فضلا عن أنه وجود خاضع لسيطرة قيادة العمليات التي يشرف عليها الجيش العراقي”.

العرب