دمشق تهادن أنقرة سياسيا تزامنا مع تصعيدها عسكريا في إدلب

دمشق تهادن أنقرة سياسيا تزامنا مع تصعيدها عسكريا في إدلب

بكين – تستمر الحملة العسكرية لقوات النظام وحلفائه الروس على ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، بالقصف الجوي الكثيف في هجمات تقول المعارضة أنها جزء من حملة لخرق اتفاق خفض التصعيد في حين تقول دمشق وحليفتها موسكة إن الإجراء يأتي ردا على انتهاكات من جانب المعارضة ومنها وجود مقاتلين في منطقة منزوعة السلاح.

وتصاعدت الاشتباكات في منطقة خفض التوتر وسط خلافات روسية تركية بشأن هجوم استهدف موقعا تركيا في الأراضي السورية، وألقت تركيا فيه بالمسؤولية على القوات الحكومية السورية في ذلك الهجوم لكن روسيا قالت إن معارضي الأسد المسلحين هم من نفذوه.

إلى ذلك أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء أن سوريا لا تريد مواجهة مسلحة مع تركيا.

وقال المعلم للصحفيين في بكين في مؤتمر صحفي وزير الخارجية الصيني وعضو مجلس الدولة وانغ يي “نحن لا نتمنى ولا نسعى للمواجهة بين قواتنا المسلحة والجيش التركي من حيث المبدأ”.

وتابع “نحن نقاتل الإرهاب في إدلب وإدلب أرض سورية وجزء من أراضينا”.

واتفقت روسيا، التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية في البلاد، وتركيا على اتفاق بخفض التصعيد في المنطقة وهو سار منذ العام الماضي.

ولكن الاتفاق تعثر في الشهور الأخيرة مما أرغم مئات الآلاف من المدنيين على الفرار. وإدلب هي آخر معقل متبق للمعارضة السورية بعد ثماني سنوات من الحرب الأهلية.

والقوة المهيمنة في منطقة إدلب هي هيئة تحرير الشام التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة سابقا وظلت تابعة لتنظيم القاعدة حتى عام 2016. كما تنشط جماعات أخرى هناك تدعم تركيا بعضها.

وقال المعلم “والسؤال هنا ماذا يفعل الاتراك في سوريا؟” وأضاف أن “تركيا تحتل أجزاء من الأراضي السورية” ولها وجود عسكري في أجزاء من سوريا.

وتساءل “ماذا يفعل الأتراك في سوريا هل يتواجدون لحماية تنظيمي جبهة النصرة و’داعش’ وحركة تركستان الشرقية الإرهابية” في إشارة إلى جماعة متطرفة تلقي الصين باللوم عليها في هجمات في منطقة شينجيانغ وعمليات في مناطق أخرى.

وقال إنه يجب أن تُسأل تركيا عن هدفها الحقيقي مضيفا أن سوريا تقاتل الجماعات والتنظيمات الإرهابية وأن العالم كله يعلم أن من تقاتلهم سوريا إرهابيون.

وصعدت قوات الحكومة السورية منذ أبريل القصف في المنطقة وأسقطت عددا من القتلى.

من جهته حذر وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، من أن أنقرة لن تتسامح مع الهجمات العسكرية على قواتها، فيما اعتبر الجانب الروسي، في أول تعليق له على الرد العسكري التركي ضد قصف نقاط المراقبة، أنه تصعيد غير مقبول.

ومنذ نهاية أبريل، تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية ريف إدلب الجنوبي ومناطق مجاورة له، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين، وباتت قرى وبلدات شبه خالية من سكانها بعدما فروا جراء القصف العنيف.

العرب