أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميا أمس الثلاثاء حملته لولاية رئاسية ثانية عام 2020 خلال مهرجان حاشد في ولاية فلوريدا، وسط تأييد كاسح من قيادات الحزب الجمهوري ومؤسساته على عكس الوضع في انتخابات 2016.
وعلى الجانب الآخر، يخوض أكثر من عشرين مرشحا ديمقراطيا سباقا يبدأ لاحقا هذا الشهر لنيل بطاقة الحزب وخوض السباق ضد ترامب.
وتعد فلوريدا إحدى أهم الولايات المتأرجحة بين مرشحي الحزبين تاريخيا، وتزيد حظوظ المرشح في الفوز بالرئاسة حال فوزه في ولاية فلوريدا.
ولا يعد فوز ترامب في انتخابات 2020 أمرا محسوما حتى مع النظر لما تحقق خلال سنوات حكمه من تحسن كبير في الجانب الاقتصادي، إذ تنقسم الآراء بشأن سجله في ظل حالة الاستقطاب السياسي الحاد التي تعاني منها الولايات المتحدة.
أنصار ترامب: الفوز مضمون
يعتقد أنصار الرئيس ترامب أنه سيحقق الفوز بسهولة، نظرا لما تحقق حتى الآن في الجانب الاقتصادي.
وحققت الولايات المتحدة أقل نسبة بطالة خلال نصف القرن الأخير لتصل إلى 3.8% الشهر الماضي، في حين حقق الاقتصاد نموا في الناتج القومي الإجمالي بنسبة 2.9% خلال عام 2018.
وهذه نسب ممتازة بالمعايير الأميركية، خاصة عند الأخذ في الحسبان استقرار نسبة التضخم المنخفضة.
من ناحية أخرى، حافظ ترامب على تعهده بعدم دخول بلاده حروبا خارجية حتى الآن على الأقل، بل إنه فتح أفق الحل الدبلوماسي للأزمة المتعلقة بالسلاح النووي لكوريا الشمالية.
وعلى العكس من انتخابات 2016، يسيطر ترامب حاليا على الحزب الجمهوري، ويضمن دعما كاملا من مؤسسات وقيادات الحزب لإعادة انتخابه، وهو ما لم يكن متاحا له في الانتخابات السابقة.
ولا يبدو أن لتحقيقات مولر بشأن التدخل الروسي وما تبعها من تحقيقات يجريها الكونغرس ووزارة العدل وولاية نيويورك أي تأثير سلبي على شعبية ترامب وسط الجمهوريين.
أعداء ترامب: الفرصة سانحة
وعلى النقيض من أنصار ترامب يؤمن خصومه بسهولة هزيمته في انتخابات 2020 نظرا لسجله السيئ خلال العامين ونصف العام الماضيين.
ويرى هذا الفريق أن حرب التعريفات الجمركية ضد كبار شركاء أميركا التجاريين -مثل الصين والمكسيك- أضرت بالمزارعين في ولايات الوسط الأميركي المعروفة تاريخيا بتأييد الجمهوريين.
كما يعتقد هذا الفريق أن سياسات ترامب بخصوص الهجرة دفعت لبلوغ أعداد المهاجرين عند الحدود الجنوبية مع المكسيك أرقاما قياسية.
كما أن الولايات المتحدة أصبحت على بعد خطوة قصيرة من الحرب مع إيران بسبب انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، ولم تشهد مفاوضاته مع كوريا الشمالية نجاحا بعد.
وتشير كل استطلاعا ت الرأي الحديثة إلى سهولة هزيمة ترامب في الانتخابات المقبلة إلا أن استدعاء خبرة 2016 يدفع لعدم الثقة بتلك الاستطلاعات.
ومن المبكر الحكم على الاستطلاعات، خاصة مع عدم بدء الصراع داخل الحزب الديمقراطي، وعدم معرفة من سينافس ترامب في الفوز بالبيت الأبيض عام 2020.
المصدر : الجزيرة