القدس – عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية اجتماعا الأربعاء هو الثاني خلال أسبوع واحد ركز على التوتر المتصاعد في المنطقة على خلفية الصراع الإيراني الأميركي، والذي تبدو تل أبيب غير بعيدة عن شظاياه في حال وصل نقطة اللاعودة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، مساء الأربعاء، أن المجلس الوزاري المصغر ناقش التهديدات الإيرانية في الخليج، والمناوشات الإيرانية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.
وأفادت الهيئة بأن اجتماع الأربعاء دام أكثر من أربع ساعات، وأتى بعد عدة أشهر من مقاطعة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، جلسات المجلس الوزاري، في ضوء الأزمة الداخلية.
وجدير بالتذكير أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينيت”، يعقد جلساته في حالات الطوارئ أو الحالات المهمة.
وذكر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن انعقاد الكابينيت له علاقة بتطورات محتملة في التوتر الأميركي الإيراني الحاصل بالمنطقة، وسط تقديرات استخبارية إسرائيلية وغربية تفيد بأن “إيران قد تصعّد قريبا المواجهة مع الولايات المتحدة”.
وأعلنت طهران أنها ستتجاوز في 27 يونيو حدود مخزون اليورانيوم الذي التزمت به بموجب الاتفاق النووي مع القوى العالمية والذي انسحبت منه الولايات المتحدة العام الماضي. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء إن إيران قامت بـ“أقل تحرك ممكن”.
الحديث حاليا يجري عن سيناريو لخطوة غير مباشرة، بواسطة إحدى المنظمات الموالية لإيران في المنطقة، مثل الميليشيات الشيعية، التي ينتشر أفرادها في جنوب سوريا، أو حتى من خلال عملية ينفذها حزب الله أو جهات مرتبطة بالحزب في جنوب لبنان
وتُتهم طهران بالوقوف خلف استهداف ناقلتي نفط في بحر عمان الأسبوع الماضي، أي بعد أسابيع قليلة من توجيه اتهامات لها بالتورط في “عمليات تخريبية” طالت ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة نروجية وسفينة شحن إماراتية.
وقال هرئيل “وفقا للتحليل الاستخباري، فإن النظام في طهران خائب الأمل من عدم نجاحه حتى الآن في إرغام الأميركيين على إعادة دراسة العقوبات الشديدة التي فرضوها على إيران والشركات التي تتاجر معها، وتسببت في أزمة اقتصادية شديدة. وفي ضوء ذلك لا تُستبعد إمكانية أن يحاول الإيرانيون المبادرة باستفزاز في أحد حدود إسرائيل، من أجل تصعيد أجواء الأزمة الإقليمية وإلزام إدارة ترامب بإعادة دراسة خطواتها بسرعة”.
وتدرك طهران أن أمن إسرائيل يحتل الأولوية في استراتيجية الولايات المتحدة بالشرق الأوسط، وقد كثف مسؤولوها في الأيام الأخيرة من اجتماعاتهم مع قيادات من الفصائل والميليشيات موالية لهم في سوريا والعراق وأخيرا لبنان، وكان آخرها اللقاء الذي جمع وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي، بوفد من حركة حماس الفلسطينية برئاسة صالح العاروري الاثنين الماضي في العاصمة بيروت.
وذكر محلل صحيفة “هآرتس” أن التقديرات السابقة في إسرائيل والغرب تحدثت عن أن إيران ستنتظر انتخابات الرئاسة الأميركية، في نوفمبر 2020، وأنها تأمل خسارة دونالد ترامب وصعود إدارة أخرى تخفف السياسة الأميركية المتشددة حيالها. لكن هذه التقديرات تتغير الآن في أعقاب سلسلة الهجمات على ناقلات النفط في الخليج، وهجمات بطائرات من دون طيار تستهدف مواقع نفطية سعودية.
واعتبرت التقديرات الإسرائيلية والغربية أن هذه الهجمات “تدل على تغيير التوجه: طهران تسرّع خطواتها، على أمل أن تعود الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات”.
ولا تستبعد تلك التقديرات “أن تبادر إيران إلى المزيد من التصعيد، ويمكن أن يحدث ذلك بواسطة جرّ إسرائيل إلى قلب التطورات”. وكتب هرئيل “يجري الحديث عن سيناريو لخطوة غير مباشرة، بواسطة إحدى المنظمات الموالية لإيران في المنطقة، مثل الميليشيات الشيعية، التي ينتشر أفرادها في جنوب سوريا، أو حتى من خلال عملية ينفذها حزب الله أو جهات مرتبطة بالحزب في جنوب لبنان”.
وقال نتنياهو في وقت لاحق الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي يمتلك “قوة تدميرية كبيرة للغاية”.
وأوضح في إشارة إلى غزة وسوريا ولبنان “أسمع جيراننا في الشمال وفي الجنوب وفي الشرق، يهددون بتدميرنا، أقول لأعدائنا: جيش الدفاع الإسرائيلي يمتلك قوة تدميرية كبيرة للغاية، لا تجربونا”.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء خلال جولة تفقدية لمناورة يجريها الجيش الإسرائيلي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الثلاثاء، أن “سلاح الجو الإسرائيلي يجري تمرينا واسع النطاق بمشاركة طائرات حربية ومروحية ونقل بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي وأجهزة المراقبة، حيث يحاكي التمرين قتالا متعدد الجبهات”.
ونقل الجيش الإسرائيلي في تصريح مكتوب عن ضابط كبير في سلاح الجو قوله “يحاكي التمرين سيناريوهات متعددة الجبهات وحربا على أكثر من جبهة حيث التركيز هو على الجبهة الشمالية”.
وأضاف الضابط، الذي لم يذكر اسمه، “لأول مرة يتم التدرب على حرب واستخدام طائرة أف-35 الحربية والتي تعزز قدرات سلاح الجو وتساهم في الحرب متعددة الجبهات، نملك هذه الطائرة لهذه الغايات، هذه هي الطائرة الحربية الأكثر تقدما، هذه الطائرة تمكننا من استهداف العدو في أوقات قصيرة والعمل بشكل متواصل في مواجهة التهديدات”.
ويعتبر متابعون أن المناورات العسكرية الإسرائيلية تندرج في إطار الاستعداد لأي مواجهة يمكن أن تندلع في أية لحظة، في غياب أي أفق للحوار بين واشنطن وطهران.
العرب