الغرب لا يقوم بواجبه لمساعدة اللاجئين حول العالم

الغرب لا يقوم بواجبه لمساعدة اللاجئين حول العالم

حذّر تقرير صادر عن الأمم المتحدة بأنّ الغرب لا يقوم بواجبه بشكلٍ عادل لمساعدة اللاجئين حول العالم مع بلوغ عدد النازحين مستوياتٍ قياسيّة.

وأفادت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنّ الدول النامية تستقبل أكثر من أربعة أخماس من الرقم القياسي البالغ 70.8 مليون شخص فرّوا من الحرب والاضطهاد.

ويشكّل هذا الرقم ارتفاعاً بلغ أكثر من مليوني شخص خلال العام الماضي ومجموع اللاجئين العام قد يصل إلى المرتبة العشرين عالمياً من حيث عدد السكّان.

واحتسب تقرير “الاتجاهات العالمية” السنوي الذي صدر عشيّة يوم اللاجئ العالمي عدد اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين الداخليين في أصقاع المعمورة حتّى نهاية العام 2018 – في بعض الحالات بعد أن أمضوا عقوداً في العيش خارج وطنهم الأمّ.

غير أنّ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR قالت أنّ أرقامها “متحفّظة” وأنّ أرقام اللاجئين في فنزويلا “مقنعة” لأن الأشخاص الذين فروا من الأزمة الخانقة لم يجرِ إحصاؤهم بالكامل، وهي تضمر احتمالات لجوء طويل الأمد.

كاليه الفرنسية تشهد ارتفاعا كبيرا في أعداد الأطفال اللاجئين
ولدى إطلاق التقرير، حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وقادة العالم الآخرين أنّ تصوير اللاجئين والنازحين على أنّهم يشكّلون تهديداً للوظائف والأمن في الدول المضيفة “مسيء ومضر”. ولكنّه أضاف أنّ الولايات المتحدة تستمرّ في كونها “أكبر داعم للاجئين” في العالم إذ أنّها أكبر مانح منفرد للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

ويشير التقرير إلى أن المناطق النامية تستقبل 84 في المئة من مجموع اللاجئين حول العالم.

وأظهر التقرير السنوي أنّ ألمانيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تبرز على لائحة الدول المضيفة العشر الأولى، ممّا يعني أنّ بعض أكثر البلدان فقراً في العالم تحمل الوزر الثقيل لأزمة اللاجئين العالمية المتفاقمة.

وقالت كارولين كيندي- روب، الأمينة العامة لهيئة الإغاثة الدولية، “كير”، “هذا الوضع غير مستدام بطبيعته. فهو يعرّض ملايين الهاربين من الحرب والاضطهاد في بلدانٍ مثل سوريا وجنوب السودان وفنزويلا وأفغانستان والعراق لبؤسٍ ومعاناة لا يُحتملان. لدينا عدد صغير من الدول الأشدّ فقراً والتي تُركت لمصيرها وتحتّم عليها تحمل ما يفوق طاقتها فقط بسبب مجاورتها للأزمة. يساهم هذا التوزيع غير المتكافئ للاجئين في مفاقمة أزمة النزوح العالمية إذ تدفع الظروف غير الملائمة في الدول المضيفة بالعديد إلى الانخراط في أعمالٍ خطيرة في وقت النساء والفتيات والأشخاص الضعفاء هم عرضة للاستغلال والعنف”.

وقالت كيندي- روب أنّ منظّمتها ترغب في أن تتولى الدول الأكثر ثراءً “شطراً أكبر من المسؤولية من خلال زيادة الدعم المادي للدول التي تستضيف أعداداً عالية من النازحين فضلاً عن تقديم ملجأ آمن وخيارات إعادة توطين للمجموعات المستضعفة”.

كما حذرت “كير انترناشونال| من أنّ أزمة اللاجئين السوريين قد تتفاقم بشكلٍ مطّرد وتزداد سوءاً في أعقاب موجة العنف المحتدمة.

ومن جانبها، تواجه وكالات الغوث والسلطات في أوغندا – الدولة التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين في افريقيا- تحدياتٍ جمّة في ضمان مواصلة الخدمات المقدمة للاجئين الآتين من الدول المجاورة التي تعتريها نزاعاتٍ في شرق افريقيا.

اندبندت