خالف الرئيس الأميركي دونالد ترامب معظم كبار مستشاريه للأمن القومي، عندما تخلى في آخر لحظة عن توجيه ضربات انتقامية لإيران يوم الخميس الماضي.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس قال في هذا الصدد لأحد مقربيه “هؤلاء القوم يريدون دفعنا للدخول في حرب.. الأمر مقزز ولا نريد الانخراط في مزيد من الحروب”.
ورغم أن ترامب أعرب في محادثات مع بعض مقربيه عن دهشته من التكاليف الباهظة للطائرة المسيرة التي أسقطتها إيران (130 مليون دولار)، فإنه أخبرهم أن صدى التكلفة المالية لهذه الطائرة لا يضاهي -بالنسبة للناخب الأميركي- صدى الخسائر البشرية المحتملة.
وقال ترامب إن التقديرات التي قدمت إليه أظهرت أن ما يصل إلى 150 شخصا يمكن أن يفقدوا أرواحهم في هذه العملية، مشيرا إلى أن لكل واحد من هؤلاء عائلة، مما يعني أن مئات الإيرانيين الآخرين سيتأثرون من هذه الضربة.
ومن المنتظر أن يعلن ترامب اليوم عن حزمة جديدة من العقوبات على طهران، يتوقع -بحسب الصحيفة- أن تفاقم وضع إيران الاقتصادي الصعب أصلا.
وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي أيد فيه العديد من كبار مستشاري ترامب مجموعة أكثر عدوانية من خيارات الهجوم على إيران، فإن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارين جو دانفورد، قدّم مذكرة أكثر حذرا كان لها تأثير كبير على الرئيس.
وكان ترامب نفسه وصف الصراع داخل فريقه، فأشاد بالجنرال دانفورد الذي أشار عليه بتوخي الحذر، بينما تحدث عن خلافاته السابقة مع مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي كان يدفع بقوة إلى توجيه الضربات المقترحة.
كما أكد الرئيس الأميركي أنه يريد قدرا معينا من الانقسام داخل فريقه قبل أن يتخذ قرارا، مشيرا إلى أنه جد مسرور بانعكاس ذلك عليه.
يشار إلى أن ترامب ألغى في اللحظة الأخيرة ضربة كانت أميركا ستوجهها لإيران يوم الخميس الماضي، ردا على إسقاط إيران طائرة أميركية مسيرة قالت إنها دخلت أجواءها، فيما قالت واشنطن إنها لم تدخل الأجواء الإيرانية.
الجزيرة