بغداد – يعمل رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي تحت ضغط الوقت لتفادي إسقاط حكومته، بسبب تناقص الكتل السياسية الداعمة له وكثرة الملوّحين بمعارضته.
وقد وافق البرلمان العراقي أخيرا الاثنين على تعيين ثلاثة وزراء آخرين رشحهم عبدالمهدي ومن بينهم وزيرا الدفاع والداخلية.
وأقر البرلمان تعيين نجاح الشمري وزيرا للدفاع وياسين الياسري وزيرا للداخلية وفاروق أمين وزيرا للعدل.
وعقدت جلسة للبرلمان العراقي برئاسة محمد الحلبوسي وبحضور 233 نائبا وتم التصويت على منح الثقة لكل من نجاح الشمري وزيرا للدفاع، وطه حسن الياسري، وزيرا للداخلية، وفاروق أمين عثمان الشواني وزيرا للعدل، فيما لم يمنح الثقة للمرشحة سفانه على الحمداني المرشحة وزيرة للتربية.
وجرى الاتفاق على وجوب “إكمال” التشكيلة الوزارية، بمدة زمنية أقصاها أسبوعان من الآن، وبما يعزز الثقة بقدرة قوى البرلمان السياسية على تجاوز الخلافات وتفاديها في مثل هذه الظروف.
ويمثل تحالف الفتح الممثل السياسي للحشد الشعبي بقيادة هادي العامري زعيم ميليشيا بدر أبرز داعم لحكومة عبدالمهدي. أما تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، فرغم أنّه شارك بفعالية في تشكيل الحكومة فإنّه يواصل ضغوطه عليها وإصدار إنذاراته لها بهدف تحسين أدائها وللإسراع باستكمال تشكيلتها، وذلك بهدف تحصينها من السقوط الذي ارتفعت احتماليته مع دخول الصيف وتصاعد غضب الشارع من تردّي الخدمات.
ولا يريد الصدر أن يشارك الحكومة فشلها ويظهر بمظهر من يساندها على حساب مطالب الشارع وهو الذي كان دائما مساندا للاحتجاجات بل مشاركا فيها، الأمر الذي أكسبه شعبية وجعل منه رقما صعبا في المعادلة السياسية القائمة.
وقد جدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مساء مطالبه بالاستعانة بالتكنوقراط المستقل لشغل الحقائب الوزارية الشاغرة في الحكومة العراقية الحالية .
وقال الصدر في بيان صحفي “لا زلت على موقفي أن تكون الحكومة مكونة من التكنوقراط المستقل حصرا لا غير وأن يعمل الجميع من أجل مصلحة الشعب لا الحزب أو الفئة”.
وشدد الصدر على “البراءة من المتكالبين على المناصب ومصمم على النأي بنفسي عن المناصب والوظائف التي تكون وفق معايير خاطئة”.
وأضاف: “إن وضع الخدمات ما زال مترديا ولعل الحكومة غير قادرة فعلا على تحسين الخدمات”.
من جانب آخر، أعلن الزعيم الشيعي عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة الوطني الانسحاب من رئاسة تيار الإصلاح في البرلمان العراقي والذهاب إلى تيار المعارضة “السياسية الدستورية الوطنية البناءة وممارسة هذا الدور قولا وفعلا”.
وقال الحكيم في بيان صحفي “بعد قرار تيار الحكمة الوطني القاضي بالذهاب إلى المعارضة السياسية الدستورية الوطنية البناءة وممارسته لهذا الدور قولا وفعلا، نثمن الثقة الكبيرة التي منحها لنا الأخوة في الهيئة القيادية لتحالف الإصلاح والإعمار وقلدونا رئاسته طيلة المدة الماضية”.
يذكر أن تيار الحكمة الوطني انضم إلى تحالف الإصلاح والإعمار الذي يضم كتل سائرون بزعامة مقتدي الصدر والنصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي وتيارات أخرى شكلت تحالفا بلغ نحو 130 نائبا في البرلمان العراقي.
العرب