يدخل التوتر الإيراني مع الغرب، اليوم الخميس، مرحلة جديدة، إذ تعود طهران إلى إنتاج اليورانيوم بنسبة أعلى من المتفق عليه في الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، في تنفيذ لأول تحذيراتها التي أطلقتها هذا الشهر لأوروبا قبل البدء بتنفيذ المرحلة الثانية في وقت لاحق، مع ترك الباب مفتوحاً أمام الأخيرة لإنقاذ الاتفاق والالتزام بتعهداتها.
ويأتي ذلك فيما تواصلت سياسة التصعيد المضبوط بين إيران والولايات المتحدة التي هدد رئيسها دونالد ترامب بحرب “لن تطول” في حال حصلت، فيما واصل المسؤولون الإيرانيون تهديداتهم ورفضهم العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية أخيراً.
وأعلنت طهران أمس الأربعاء، عن انتهاء المهلة التي حددتها لأوروبا بشأن الالتزام بالاتفاق النووي، اليوم الخميس، محذرةً من أنّها ستتخلى عن بند بالاتفاق، وهو ما سارعت أوروبا إلى التعبير عن قلقها بشأنه عبر ممثل الاتحاد الأوروبي بمجلس الأمن سيرج كريستيان، الذي قال أمس “لا نقبل أي إنذار، ونعبّر عن قلقنا من بيان طهران بشأن التزاماتها بالاتفاق النووي”.
وأوضح المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، أنّ بلاده سترفع إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب، اعتباراً من اليوم الخميس، ليتجاوز سقف 300 كيلوغرام، الذي حدّده الاتفاق النووي.
وقال كمالوندي، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيراني، “غداً (اليوم) تنتهي مهلة العشرة أيام، التي منحتها المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في وقت سابق من الشهر، لرفع إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب”. وأضاف أنّه مع انتهاء المهلة “ستتزايد وتيرة سرعة تخصيب اليورانيوم”، مؤكداً أنّه بعد بدء تنفيذ المرحلة الثانية من تقليص التعهدات النووية في 7 يوليو/ تموز المقبل “لن يستغرق الأمر إلا يوماً أو يومين لنتجاوز مستوى التخصيب بنسبة 3.7″، وهو السقف الذي يجيزه الاتفاق.
واليوم، حذرت إيران الولايات المتحدة من انتهاك حدودها، إذ هدد رئيس البرلمان علي لاريجاني برد أقوى، بعد أسبوع من إسقاط طهران طائرة أميركية مسيرة، ما تسبب في تصاعد حدة التوتر بين البلدين.
ونقلت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية عن لاريجاني قوله “إسقاط طائرتهم المسيرة كان تجربة جيدة لهم لتجنب أي اعتداء على حدودنا”. وأضاف: “رد فعل إيران سيكون أقوى، إذا كرروا خطأهم بانتهاك حدودنا”.
دولياً، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، من طوكيو، ببذل “أقصى” ما بوسعه خلال الأيام المقبلة لـ”تفادي تصعيد عسكري” بين إيران والولايات المتحدة.
وقال ماكرون للصحافيين في اليوم الثاني من زيارته لليابان، حيث يشارك في قمة مجموعة الـ20 في أوساكا: “سنبذل أقصى الجهود حتى لا يرتكب أي طرف ما لا يمكن تصحيحه”.
وأضاف الرئيس الفرنسي أنه “من الأساسي اليوم أن يعمل الجميع على خفض حدة التوتر”، مؤكداً أنه سيبحث المسألة يوم غدٍ الجمعة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهدف “بذل كل ما هو ممكن لتفادي تصعيد عسكري”.
وأكد ماكرون مرة جديدة أن بلاده تشاطر الولايات المتحدة “الهدف الإستراتيجي ذاته”، وهو “ألا تتمكن إيران من حيازة السلاح النووي”. ورأى أنه ينبغي “إبقاء الضغط” على إيران ولا سيما من قبل الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي عام 2015 في فيينا، مشيراً إلى أنه أجرى مكالمة هاتفية الثلاثاء مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، ليؤكد له أن “أي خروج من الاتفاق حول النووي سيكون خطأ وأي إشارة بهذا الاتجاه ستكون خطأ”.
من جهة أخرى، قال ماكرون إن الطائرة الأميركية المسيرة التي أسقطتها إيران في 20 حزيران/يونيو الحالي “كانت في المنطقة الدولية” بحسب المعلومات المتوافرة لدى السلطات الفرنسية، وليس فوق الأراضي الإيرانية كما تؤكد طهران.
العربي