رسائل أميركية ملغمة لإيران بتجاوزها الخطوط الحمراء لمخزون اليورانيوم

رسائل أميركية ملغمة لإيران بتجاوزها الخطوط الحمراء لمخزون اليورانيوم

واشنطن – تواصل الولايات المتحدة حملتها بتكثيف أقصى الضغوط على طهران خاصة بعد تنصلها من التزاماتها حيال الاتفاق النووي ما سيدفع باتجاه مزيد من التوتر مع واشنطن.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إيران تنتهك الاتفاق النووي والآن تتخطى الحد المسموح به لمخزون اليورانيوم منخفض التخصيب.

وغرد ترامب على تويتر صباح الأربعاء : “إيران تنتهك الاتفاق النووي البالغ قيمته 150 مليار دولار بجانب 1.8 مليار دولار نقدا، مع الولايات المتحدة ومع آخرين لم يدفعوا شيئا وذلك قبل أن أصبح رئيسا بمدة طويلة”.

وأضاف: “وهم الآن يتخطون الحد المسوح به للمخزون .. أمر غير جيد”.

وأعلنت إيران الأربعاء أنها تنوي فعليا أن تنتج اعتبارا من الاحد 7 يوليو اليورانيوم المخصب بدرجة تفوق الحد الأقصى المسموح به في اطار الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى والبالغ 3,67%.

وأوضح الرئيس الايراني حسن روحاني أن هذا القرار مرتبط بواقع أن الأطراف الاخرى الموقعة على الاتفاق لا تحترم، بحسب قوله، التزاماتها بشكل كامل حيال ايران.

وقال روحاني خلال جلسة مجلس الوزراء بحسب شريط فيديو بثه التلفزيون الايراني “في 7 يوليو، درجة التخصيب لن تبقى 3,67%. سنضع هذا الالتزام جانبا، وسنرفع الدرجة الى أعلى من 3,67% بأي نسبة نشاء، وبقدر ما يلزم وبحسب ما تتطلب احتياجاتنا”.

وحذر روحاني أيضا من انه اعتبارا من 7 يوليو يمكن أن تستأنف ايران مشروعها الاساسي لمفاعل أراك (وسط البلاد) الذي يعمل بالمياه الثقيلة والذي أوقف بموجب الاتفاق.

وقال متوجها الى الدول التي لا تزال موقعة على الاتفاق “اذا اردتم التعبير عن أسف، فقد فات الاوان واذا اردتم نشر بيان فافعلوا ذلك الان”.

وأضاف الرئيس الايراني “سنبقى ملتزمين (بالاتفاق) طالما أن الأطراف الاخرى ملتزمة به. سنطبق بنسبة مئة بالمئة الاتفاق حين تتصرف الاطراف الاخرى بنسبة مئة بالمئة” بموجب بنوده.

وكانت طهران أعلنت في 8 مايو أنها لن تعود ملزمة بالحدّ من مخزونها من اليورانيوم المخصّب والمياه الثقيلة بموجب الاتفاق وأمهلت الدول الاخرى الموقعة “60 يوما” لمساعدتها على الالتفاف على العقوبات الاميركية.

ونقلت وكالة أنباء فارس الأربعاء عن قائد الحرس الثوري الإيراني الميجر جنرال حسين سلامي قوله إن العدو يشعر بالقلق من احتمال نشوب حرب عسكرية ويركز بدلا من ذلك على الحرب الاقتصادية.

وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران واتخذ خطوات لوقف مبيعات النفط الإيرانية لدول العالم.

ونسبت الوكالة إلى سلامي قوله “في المجال العسكري، قطعنا الطريق تماما على العدو”.

وأضاف “في الوضع الراهن الأعداء هم الذين يشعرون بالقلق من اندلاع حرب وهذا القلق واضح في سلوكهم العملي والتكتيكي… وفي المنعطف الحالي، الحرب الاقتصادية هي الميدان الرئيسي أمام العدو لمواجهتنا”.

وحثت فرنسا إيران الثلاثاء على العدول عن أول تحرك كبير لها ينتهك الاتفاق النووي الموقع مع القوى العالمية بينما أشارت الدول الأوروبية إلى أنها لن تسعى إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران في الوقت الراهن.

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، والتي تراقب برنامج إيران النووي بموجب الاتفاق، أن مخزون طهران من اليورانيوم منخفض التخصيب تجاوز الحد المسموح به المنصوص عليه في الاتفاق الذي وقع عام 2015 وهي خطوة دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى القول إن إيران “تلعب بالنار”.

ومن شأن تجاوز الحد المسموح به من اليورانيوم منخفض التخصيب أن يؤدي إلى إعادة فرض جميع العقوبات الدولية على طهران لكن دبلوماسيا أوروبيا قال لدى سؤاله عما إذا كانت أوروبا ستلجأ إلى آلية حل النزاعات المنصوص عليها في الاتفاق “ليس في الوقت الحالي. نريد أن ننزع فتيل الأزمة”.

وقال دبلوماسي ثان إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا ستركز على إعادة طهران إلى الالتزام بالاتفاق وتريد كسب المزيد من الوقت للحوار.

وأضاف مصدر دبلوماسي فرنسي “في المدى القريب لا بد أن تعود إيران إلى تعهداتها. هناك مجال للحوار”.

وتقول إيران إنها ستواصل انتهاك التزاماتها في الاتفاق النووي واحدا بعد الآخر إلى أن يكون بإمكانها بيع النفط بتلك المستويات متعللة بأن ذلك هو الحد الأدنى الذي تتوقعه من اتفاق عرض مكاسب اقتصادية مقابل تقييد برنامجها النووي.

العرب