أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن سفينة حربية أميركية كانت تبحر في مضيق هرمز الخميس أسقطت طائرة إيرانية مسيرة بسبب اقترابها لمسافة خطرة، في حين نفت طهران علمها بالأمر.
وقال ترامب إن المدمرة الأميركية بوكسر أسقطت الطائرة الإيرانية بعد أن اقتربت منها لمسافة أقل من ألف متر، مما شكل تهديدا للمدمرة، ودفع المدمرة للقيام “بعمل دفاعي” أدى إلى “تدمير الطائرة المسيرة في الحال”.
وشدد الرئيس الأميركي على أن الطائرة الإيرانية “عرضت للخطر سلامة السفينة وطاقمها”، ودعا دول العالم لحماية سفنها وإدانة إيران.
ويأتي إسقاط الطائرة في خضم توتر متصاعد في منطقة الخليج بين الولايات المتحدة وإيران منذ أعادت إدارة ترامب فرض عقوبات اقتصادية على طهران.
وقال ترامب “هذه أحدث حلقة من مسلسل طويل من الأعمال الاستفزازية والعدائية التي تقوم بها إيران ضد السفن العاملة في المياه الدولية”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في الدفاع عن منشآت موظفينا ومصالحنا، وتدعو كل الدول إلى إدانة محاولة إيران عرقلة حرية الملاحة والتجارة العالمية”.
في السياق ذاته، قالت البحرية الأميركية إنها تقوم بعمليات بحث وإنقاذ بعد الإبلاغ عن فقدان بحّـار من حاملة الطائرات أبراهام لينكولن في بحر العرب.
في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك، إن بلاده ليست لديها معلومات عما أعلنه ترامب بشأن إسقاط الطائرة.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أسقط طائرة أميركية مسيرة في يونيو/حزيران الماضي، وقال إنها اخترقت الأجواء الإيرانية، لكن واشنطن أكدت أن الطائرة كانت فوق المياه الدولية.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية اليوم الخميس فرض عقوبات على خمسة أفراد وسبعة كيانات لتقديمهم المساعدة إلى شركة تكنولوجيا الطرد المركزي الإيرانية، التي تلعب دورا بارزا في تخصيب اليورانيوم ضمن برنامج إيران النووي.
وذكرت وزارة الخزانة في بيان أن الجهات التي طالتها العقوبات الجديدة موزعة في إيران والصين وبلجيكا، وعملت كشبكة لشراء وتوفير مواد حساسة للشركة الإيرانية.
وكانت واشنطن قد فرضت عقوبات على شركة تكنولوجيا الطرد المركزي الإيرانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 عملاً بقانون معاقبة ناشري أسلحة الدمار الشامل.
ترامب “ليس في عجلة”
وقبل إسقاط الطائرة المسيرة الإيرانية، قال ترامب في وقت سابق اليوم إنه يرغب في التوصل إلى اتفاق عادل مع إيران، وإنه ليس في عجلة من أمره بشأن ذلك.
وقالت مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في تصريحات لرويترز إن الولايات المتحدة لا تهدف بمبادرتها الأمنية الجديدة بالخليج لتشكيل تحالف عسكري ضد إيران لكنها ببساطة “تسلط الضوء” في المنطقة لردع أي هجمات على سفن تجارية.
وأوضحت كاثرين ويلبارغر التي قدمت إفادة لحلفاء واشنطن بحلف شمال الأطلسي (ناتو) هذا الأسبوع بشأن المقترح الأميركي، أن المبادرة ستركز أكثر على تعزيز إمكانات المراقبة.
وقالت ويلبارغر، وهي واحدة من كبار مسؤولي البنتاغون، “هذا ليس تحالفا ضد إيران.. إنْ كنا سنواجه إيران عسكريا فهذا ليس الكيان الذي سنستخدمه”.
اتصال روحاني وماكرون
من جهة أخرى، أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي أن طهران مستعدة لاتخاذ خطوات متوازنة تشمل جميع الدول الموقعة على الاتفاق النووي بهدف إنقاذه.
وقالت الرئاسة الإيرانية إن روحاني حذّر من أن تشديد العقوبات الأميركية على بلاده يشكل عقبة جدية أمام مساعي الحفاظ على الاتفاق النووي.
وأوضح روحاني للرئيس الفرنسي أن مرور الوقت وهدر الفرص سيضطر إيران لتخطو خطوتها الثالثة من تخفيض التزاماتها بالاتفاق النووي.
ونقلت الرئاسة الإيرانية عن ماكرون قوله إن إعلان واشنطن نيتها تشديد العقوبات على إيران هو عقبة أمام الحل ويأتي في سياق التصعيد.
وأبلغ ماكرون روحاني أن أوروبا تسرع تفعيل الآلية المالية للتعامل مع طهران، وأن فرنسا لديها اهتمام خاص بإنقاذ الاتفاق النووي كما ذكرت الرئاسة الإيرانية.
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الأوروبية إلى تحديد موقفها بوضوح مما وصفه بتملص الولايات المتحدة من الالتزام بالاتفاق النووي الإيراني، وقال إن واشنطن تخالف معايير الحوار الحضاري والحقوق الدولية.
في المقابل، انتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الخطوات الإيرانية الأخيرة المتمثلة في التخفيف من التزاماتها تجاه الاتفاق النووي، غير أنه قال إن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع طهران خطوة ما زالت غير مفهومة لألمانيا.
المصدر : الجزيرة + وكالات