اختتمت اعمال المؤتمر العربي التركي للعلوم الاجتماعية في العاصمة الاردنية عمان في 26/10/2014 , والذي استمرت فعالياته ليومين, بتنظيم من منتدى الفكر العربي ومعهد التفكير الاستراتيجي من تركيا. وناقش المؤتمر محورين رئيسيين وهما “التعليم والتنمية” في المجتمعات العربية خاصة، في ظل تحديات عدم الاستقرار، والصراعات والفتن طائفية، الامر الذي يؤدي الى ازدياد نسب الفقر والبطالة، وما يتبعها من ازمات اقتصادية التي تهدد المنطقة.
وتأكيدا لمبدأ التعاون بين الاردن وتركيا، والافادة من تبادل الخبرات مع الاخرين, عرض المؤتمر ثمانين ورقة عمل بمشاركة 145 جامعة عربية واجنبية، وقدمتها نخبة من الاكاديميين والباحثين العرب والاتراك.
واكد الامين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور صديق الفقيه، ان ورقات العمل تناولت قضايا مختلفة ترتبط بمحاور “التعليم والتنمية”, مشيرا الى ان اللقاء ناقش العلاقات العربية التركية من خلال نقاشات مفتوحة.
ومن جهته اكد المفكر العربي الدكتور عبد الحسين شعبان ان المؤتمر اثار قضايا ذات اهتمام مشترك، مشيرا الى الترابط بين التربية والتنمية، وبين اهمية سيادة القانون واستقرارا الامن، في ظل المجتمعات التي تعاني الكثير من وسائل العنف والانقسامات الحادة, داعيا لوضع حلول لمشاكل المنطقة، وقال ان المؤتمر عمل على تقريب وجهات النظر باتجاه ايجاد المشترك الانساني الذي يشكل المعيار الحقيقي لأي علاقة بين امم وشعوب تشتغل على قضايا الفكر.
من جانبه، قال السفير التركي لدى الأردن سدات أونال في كلمته “إن العلاقات التركية العربية تزداد متانة يوما بعد يوما، وإن وجود هذا الجمع من الأكاديميين العرب والأتراك ضمن هذا المؤتمر من شأنه أن يسهم في إيضاح أي تصورات خاطئة في العلاقات العربية التركية”. واضاف ان المؤتمر يهدف الى تأسيس جماعة علمية في العلوم الاجتماعية تعنى بالمنطقة ويتم من خلالها تبادل الخبرات والمعارف وازالة سوء الفهم والصور النمطية ودعم الفهم الايجابي المشترك.
اما الوفد المصري فقدم ورقة عمل بحثية للدكتورة سوزي محسود التدريسية في جامعة 6 اكتوبر بالقاهرة،ركزت على دور التعليم كعامل فعال في التنمية الاجتماعية، معتبرة ان ما يحدثه التعليم هو تحول كبير في العلاقات الانسانية مشيرة الى ان التنمية تعتمد بالأساس على تفعيل دور الموارد البشرية، الا ان ما تشهده المجتمعات العربية من تحديات تقف عائقاً امام تفعيل دورها وما يترتب عليها من ابعاد اقتصادية .
وعرض المؤتمر التجربة التركية ونجاحها في العديد من النظم التعليمية لتفعيل التنمية المستدامة،اضافة الى العلاقات الثقافية والاكاديمية بين تركيا والعالم العربي. مبينا ان دولا عديدة في المنطقة تعاني فجوة في التعليم والتنمية وتحتاج الى افراد قادرين على تفعيل دورهم في المجتمع.
اماني العبوشي