توقع باحث أميركي، اعتمادا على تقييمه لشخصية المرشد الإيراني، أن يجد علي خامنئي طرقا جديدة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة لاختبار همة ترامب وحماسته وأن يتسارع إطلاق قوارب الحرس الثوري السريعة ضد السفن التي لا ترفع أعلاما أميركية بمضيق هرمز، مضيفا أن الاستيلاء على ناقلتي النفط المرتبطتين ببريطانيا أمس ربما يكون مجرد بداية فصل خطير جديد من حرب خامنئي ضد الغرب.
ويقول ريويل مارك غيريشت كبير الباحثين بالمؤسسة الأميركية من أجل الدفاع والديمقراطيات -في مقال له بواشنطن بوست- إن الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف سيجتذبان أهمية كبيرة حاليا وسط تصاعد التوترات بالمنطقة إثر الاستيلاء على السفينتين البريطانيتين الجمعة، وسيمثلان وجه إيران أمام العالم، لكن لا شيء سيحدث دون أمر المرشد نظرا إلى أن الدستور يمنحه السلطة النهائية في السياسة الخارجية والأمنية.
ما فعله في الماضي
وقال الكاتب إنه ولكي نصل إلى توقعات تقترب من الواقع بشأن الكيفية التي سيتصرف بها خامنئي في معركة الإرادات مع الرئيس ترامب والغرب عموما، سيكون من المفيد التعرف على ما فعله المرشد في الماضي بقضايا مشابهة.
وأشار إلى أن خامنئي يميل بقوة إلى التشدد عندما يتعامل مع خصومه، فهو الذي أمر بدعم “طهران للإرهاب” في أوروبا وأميركا اللاتينية ضد المعارضين الإيرانيين واليهود الذين يعتبرهم عملاء لتنفيذ مؤامرة عالمية.
”
خامنئي اعتاد رؤية الغرب يقدم التنازلات أولا. فقد حدث ذلك في عهد باراك أوباما، وفي تراجع ترامب عن ضرب إيران عقب تدمير الطائرة الأميركية المسيرة مؤخرا
”
وأضاف أن التفجيرات المخطط لها ضد مهرجان للمعارضة الإيرانية خارج باريس يونيو/حزيران العام الماضي -والتي أجهضتها أجهزة الأمن الفرنسية- كان من الممكن أن تسفر عن عشرات القتلى بينهم شخصيات أميركية هامة، وهي الأخرى أمر بها خامنئي.
شواهد التشدد
كذلك من المرجح أن يكون خامنئي هو الذي أعطى الضوء الأخضر لدعم هجمات “المتطرفين” الشيعة العراقيين ضد الجنود الأميركيين هناك خلال الحرب في العراق.
وأورد الكاتب عددا آخر من الشواهد على تشدد خامنئي ضد خصومه مثل موقفه في الاتفاق النووي الإيراني وتخصيب اليورانيوم، وغير ذلك.
ومع ذلك -يقول الكاتب- فإن خامنئي ليس بمجازف ولا طائش ولا متهور، وإن أسلوبه المعتاد هو إتاحة فرصة للإنكار في العمليات العدوانية تكفي لإرضاء الإدارات الأميركية التي تفضل ألا تدخل في حرب حقيقية مع الملالي.
وأضاف أنه ومع انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، عاد خامنئي إلى حالته الطبيعية وهي: تصعيد الازدراء للغرب، زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم للضغط على أوروبا لتضغط بدورها على أميركا لتخفيف عقوباتها ضد إيران.
اشمئزاز من الرؤساء الأميركيين
واستمر يقول عن تقييمه لشخصية خامنئي إن اشمئزازه من الرؤساء الأميركيين عام يطال كل الرؤساء وليس واحدا بعينه.
ومع ذلك -يقول الكاتب- فهناك وجود لقنوات خلفية غير معلنة لإيران مع البيت الأبيض، وإن الأمر الأهم لخامنئي هو تقديم واشنطن تنازلات قبل البدء في أي مفاوضات.
وأشار إلى أن خامنئي اعتاد رؤية الغرب يقدم التنازلات أولا. فقد حدث ذلك في عهد باراك أوباما، وفي تراجع ترامب عن ضرب إيران عقب تدمير الطائرة الأميركية المسيرة مؤخرا.
المصدر : واشنطن بوست