بسبب المنطقة الآمنة والتهديدات.. تركيا تُلوّح بعملية عسكرية شمالي سوريا

بسبب المنطقة الآمنة والتهديدات.. تركيا تُلوّح بعملية عسكرية شمالي سوريا

هددت تركيا بتنفيذ عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية إذا لم تقم منطقة آمنة شمالي سوريا، وإذا تواصلت التهديدات ضد أمنها. وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو مساء أمس -في مقابلة مع محطة “تي آر تي خبر”- إن بلاده ستنفذ عمليتها العسكرية شرق نهر الفرات بسوريا في حال لم تقم المنطقة الآمنة، وفي حال لم يتم تطهير المنطقة الحدودية ممن وصفهم بالإرهابيين.
وكان أوغلو يشير بذلك إلى المقاتلين الأكراد السوريين الذين يشكلون الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الوطني الكردي السوري، وتعتبره أنقرة منظمة إرهابية بوصفها امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف لديها إرهابيا.

وأضاف الوزير أن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن المنطقة الآمنة تباطأت، وأنهم أبلغوها بأن عليها ألا تستخدم القتال بمحافظة إدلب (شمال غربي سوريا) ذريعة لتجاهل المنطقة الآمنة المقترح إقامتها شرق نهر الفرات.

وقد لوحت تركيا مرارا بتنفيذ عملية عسكرية ضد المسلحين الأكراد السوريين بمنطقة شرق الفرات بعدما انتزعت منهم مدينة عفرين الواقعة غربا بريف حلب الشمالي الغربي من خلال عملية غصن الزيتون التي انتهت ربيع 2018.

لكن واشنطن حذرت أنقرة من عواقب شن هجوم على الوحدات الكردية المتمركزة حاليا بمدينة منبج الواقعة بريف حلب الشرقي (غرب نهر الفرات). كما أنها تسيطر على مناطق شاسعة شرق النهر، وتوجد قوات أميركية بتلك المناطق.

وفي تصريحاته للقناة التركية، عبر أوغلو مجددا عن خيبة أمل تركيا من عدم تنفيذ اتفاق أبرمته بلاده قبل عام مع الولايات المتحدة يقضي بسحب الوحدات الكردية من منبج، محذرا من أن أنقرة ستتحرك بشكل أحادي إذا تعثرت المحادثات المتعلقة بالمنطقة الآمنة.

وقد عبر الوزير التركي عن أمله في التوصل لاتفاق بشأن المنطقة الآمنة خلال المحادثات التي جمعته أمس في العاصمة أنقرة مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري.

وبالإضافة إلى أوغلو، التقى وزير الدفاع خلوصي أكار المبعوث الأميركي، وبحثا المستجدات المتعلقة بالمنطقة الآمنة المزمع تأسيسها في منطقة شرق الفرات وتطورات الأزمة السورية.

وقالت مصادر تركية إن أكار أعرب لجيفري عن انزعاج بلاده من اجتماع عقده مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى مع قادة من الوحدات الكردية بسوريا.

وكان المبعوث الأميركي أجرى أمس في العاصمة التركية مباحثات مع مسؤولين من الخارجية تناولت المنطقة الآمنة المحتملة بسوريا.

رد تركي
ويأتي التهديد التركي بمهاجمة المسلحين الأكراد بمناطق شمال شرقي سوريا، في وقت تعرضت بلدة تركية بمحافظة شانلي أورفا لقصف صاروخي أوقع ستة جرحى بين المدنيين وقد وُصفت جراح أحدهم بالخطيرة.

وقالت وزارة الدفاع في بيان إن الجيش رد بالأسلحة الثقيلة ودمر سبعة أهداف في مناطق شمال سوريا أطلق منها صاروخان على جيلان بينار الحدودية التابعة لمحافظة شانلي أورفا، والتي تقع قبالة بلدة رأس عيسى الخاضعة للوحدات الكردية.

وأضاف البيان التركي أن تدمير المواقع داخل الأراضي السورية كان في إطار حق الدفاع المشروع.

وكانت تقارير تحدثت مؤخرا عن تعزيزات عسكرية تركية واستعدادات لفصائل تابعة للجيش السوري الحر تحسبا لعملية عسكرية ضد الوحدات الكردية.

وتعليقا على هذه التقارير، قال مظلوم عبدي القائد العام لما يسمى قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية المكون الرئيس فيها- إن قواته لا تريد الحرب.

بيد أن عبدي قال إن القوات الكردية لن تسمح بتكرار ما وقع في عفرين، وهدد بأن أي هجوم تركي سيفضي إلى حرب كبيرة.

الجزيرة