سيدني ـ تبذل الولايات المتحدة الأميركية ما في وسعها لوقف الاستهداف الإيراني لأمن الملاحة في الخليج خاصة بعد مهاجمة طهران منشآت بحرية سعودية وإسقاطها طائرات أميركية مسيّرة دون طيار فوق مضيق هرمز، وتلغيمها سفنا في الخليج ثم صادرت ناقلة نفط بريطانية.
وقد طلب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، رسميا من أستراليا تقديم المساعدة في مواجهة إيران بشأن الأمن البحري، وذلك خلال محادثات في سيدني الأحد، لكن كانبرا ذكرت فقط أنها ستخضع الأمر لـ “دراسة جادة”.
وقال بومبيو للصحفيين: “نأمل في أن تكون استراليا شريكا لنا بشأن بعض تحديات السياسة الخارجية الأكثر إلحاحا في عصرنا، مثل جهود تحقيق الاستقرار في سوريا، وإبقاء أفغانستان خالية من الإرهاب ومواجهة هجمات غير مبررة للجمهورية الإسلامية الإيرانية على عمليات الشحن الدولي في مضيق هرمز”.
وأبدى وزير الخارجية الأميركي ثقته الكبرى في قدرة بلاده على بناء تحالف بحري في الخليج على الرغم من الاستجابة الفاترة من الحلفاء الأوروبيين والآسيويين.
من جهتها ذكرت وزيرة الدفاع الأسترالية، ليندا رينولدز إن أي قرار سيعتمد على المصالح السيادية لأستراليا، ولم يتم اتخاذ أي قرار.
وقالت الوزيرة للصحفيين: “الطلب الذي تقدمت به الولايات المتحدة خطير للغاية ولهذا السبب نخضع هذا الطلب حاليا لدراسة جادة للغاية. ولم يتم اتخاذ أي قرار”.
وتنوي باريس ولندن وبرلين “تنسيق” وسائلها و “مشاركة المعلومات” في الخليج لتعزيز الأمن البحري ، لكن دون نشر وسائل عسكرية إضافية، وفقًا لوزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي.
وقالت “نعمل على تنظيم أنفسنا كأوروبيين، ولكن هناك شيء واحد مؤكد: سيكون لتحركنا هدف واحد فقط، وهو تخفيف حدة التوتر والدفاع عن مصالحنا”.
وأعرب الجانبان عن قلقهما إزاء تزايد النفوذ العسكري الصيني في بحر الصين الجنوبي، حيث تطالب العديد من الدول بأحقيتها في السيطرة عليه، لكن أستراليا أعربت عن حذرها حيال تصاعد المواجهات.
وقال وزير الدفاع الأميركي، مارك اسبر، أيضا إن الولايات المتحدة ستجري مشاورات مع حلفائها في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ بشأن نشر أسلحة تقليدية جديدة منذ انهيار المعاهدة النووية مع روسيا.
وقال إسبر للصحفيين في سيدني “نعتقد جازمين بأنه لا يمكن أو ينبغي لدولة واحدة أن تهيمن على منطقة المحيط الهندي والهادي ونحن نعمل مع حلفائنا وشركائنا لتلبية الاحتياجات الأمنية الملحة للمنطقة”.
ويثير نزوع الصين نحو السيطرة وتأكيد الذات خاصة في بحر الصين الجنوبي الغني بالطاقة مخاوف في المنطقة، وتتحدى الولايات المتحدة هيمنة الصين البحرية وتسعى لبناء علاقات أقوى مع دول تقاوم مساعي بكين تلك.
وندد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الجمعة “بالسلوك السيء على مدى عقود” من جانب الصين مما أعاق التجارة الحرة، موضحا في منتدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) سبب تصعيد واشنطن حربها التجارية مع بكين.
العرب