الرياض – عززت السعودية الإجراءات الأمنية واتخذت جميع التدابير اللازمة لنجاح موسم الحج لقطع الطريق على كل المشككين والساعين لتسييس هذه الفريضة الدينية، وسط تصاعد التوتر في المنطقة.
وقال رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل، إن عدد الحجيج الذين وصلوا حتى الآن بلغ أكثر من 2 مليون حاج، مؤكدا أن نجاح الموسم هو “الرد المناسب” على كل المشككين.
وأضاف الفيصل مستشار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرمة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب جولته في المشاعر المقدسة، إن عدد القوى العاملة لخدمة الحجاج بلغ أكثر من 350 ألف من عسكريين ومدنيين. وشدد أن “نجاح موسم الحج هو الرد المناسب على كل المشككين”.
وأضاف أمير مكة “لا زلنا في بداية الحج، ولا أقول إلا ارفع رأسك أنت سعودي”، مؤكدًا أن “من يقللون من جهود السعودية في خدمة الحجاج لا يستحقون الرد”.
يأتي ذلك فيما بدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام مع شروق صباح السبت، بالتوجه إلى صعيد عرفات، لتأدية الركن الأعظم من شعيرة الحج، وسط تلبية “لبيك اللهم لبيك”.
وواكبت قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات متابعة أمنية مباشرة وحركة مرورية تتسم بالانسابية، كما حلقت الطائرات العمودية فوق الطرقات التي يسلكها الحجاج لمتابعة رحلتهم إلى صعيد عرفات وفق خطة الحركة المرورية والترتيبات المساندة لسلامة الحجاج.^
وتقف السلطات السعودية صدا منيعا أمام مساعي إيران وقطر لاستغلال هذا الموسم لأهداف سياسية ضيّقة.
وسعت إيران تحت شعار “تصدير الثورة” إلى استغلال مواسم الحج للإعلان عن مواقف سياسية كانت تتبناها وتعتقد أن من حقها أن تسيء لعبادة الحج، وتؤذي حجاج بيت الله بتظاهرات وشعارات سياسية لا تليق بموسم ديني كموسم الحج، وهو أمر لم تسمح به السعودية أبدا.
وبدأ أكثر من مليوني مسلم أداء مناسك الحج في مكة المكرمة رغم الحر خانق، وانتقل الحجاج من مكة غرب المملكة السعودية إلى مشعر منى حيث يقضون الليلة، قبل بدء الانتقال فجراً إلى جبل عرفات.
وكانت سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة منتشرة على جوانب الطرقات فيما حلقت طوافات الهلال الأحمر السعودي في الأجواء.
ويطرح تنظيم الحج تحديا لوجيستيا وأمنيا للسلطات السعودية، ويترافق عادة مع تدابير أمنية مشددة، إذ تخللته خلال أعوام سابقة حوادث تدافع أودت بـ 2300 شخص في 2015، عدد كبير منهم إيرانيون.
وعززت السعودية الإجراءات الأمنية في مكة وتم تحديد الزائرين، بالإضافة إلى حشد عشرات الآلاف من رجال الأمن وكاميرات لمراقبة كل منطقة في مكة.
ويتدفق حجاج من جميع أنحاء العالم إلى مكة المكرمة في غرب السعودية من أجل أداء الحج.
ويأتي الحج هذا العام في وقت تشهد المنطقة توترا حادا بين واشنطن وطهران وخصوصا في الخليج، تصاعد في مايو ويونيو مع وقوع سلسلة هجمات استهدفت ناقلات نفط وإسقاط إيران طائرة دون طيار أميركية.
واتّهمت الولايات المتّحدة إيران بالوقوف خلف الهجمات على ناقلات النفط رغم نفي طهران، وسط تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز على خلفية العقوبات الأميركية عليها.
وارتبطت جل الاضطرابات التي سجلت في مواسم حج سابقة بإيران التي تسعى إلى التشويش على المملكة العربية السعودية واستغلال هذه المناسك الدينية من أجل أهداف سياسية ضيقة لا تخدم أمن واستقرار المنطقة.
وبدأت قطر منذ بداية الأزمة الخليجية في تتبع خطى إيران في افتعال الأزمات مع السعودية من بوابة الحج للتغطية على تحمل المسؤولية تجاه جيرانها الخليجيين في دعم الإرهاب والتطرف واحتضان جماعات الإسلام السياسي.
من جانبها، حذرت السلطات السعودية من أي محاولة لتسييس الحج هذا العام. وألقت الأزمة مع قطر بظلالها على الحج للمرة الثالثة على التوالي، حيث أكدت الرياض أن الأزمة لا علاقة لها بمناسك الحج.
وقال المتحدث باسم وزارة الحج السعودية أن أعداد الحجاج القطريين الذين وصلوا إلى السعودية “قليلة رغم التسهيلات المقدمة”، ويعزى ذلك إلى العراقيل التي وضعتها الدوحة أمام حجاجها المتوجهين إلى السعودية.
وقدمت السعودية تسهيلات كبيرة إلى الحجاج القطريين. ووجهت وزارة الخارجية السعودية الاتهامات لقطر “بتسييس الحج ووضع العراقيل” أمام مواطنيها الراغبين في المشاركة في الحج.
العرب