ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن غارة قامت بها طائرات إسرائيلية ضد مخزن أسلحة في العراق، فيما يعتقد أنه توسيع للجبهة ضد إيران من سوريا إلى العراق.
وفي التقرير الذي أعدته أليسا روبن ورونين بيرغمان، قالا إن المخزن المستهدف في العراق يستخدم لنقل الأسلحة إلى سوريا حسب مسؤولين، مما يدفع بالعراق بقوة إلى حلبة المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغارة الجوية الإسرائيلية هي الأولى على العراق منذ أربعة عقود، وهي واحدة من غارات قامت بها إسرائيل ضد منشآت تسيطر عليها جماعات شيعية عراقية موالية لإيران. ولا يعرف من قام بالهجمات الأخرى التي وضعت العراق على الحافة بعد محاولات الخروج من دوامة الحرب وعدم الاستقرار التي يعيشها منذ 40 عاما. وفي رد على الهجمات، قال مستشار الأمن القومي العراقي، فالح الفياض، إن بلاده تريد تجنب وضع تدعم فيه طرفا ضد آخر في المواجهة الحالية مع إيران ولا تريد أن “تدفع إلى حرب”.
وقال إن “الحكومة العراقية، وبخاصة المؤسسات الأمنية والقوات المسلحة، ستقوم باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية العراق وشعبه وردع أي محاولة لزعزعة استقراره”، وقال إن حكومته لم تحدد بعد الجهة التي قامت بالهجوم. إلا أن مسؤولا بارزا في وكالة أمنية شرق أوسطية قال إن إسرائيل هي التي نفذت الهجوم على قاعدة عسكرية في شمال بغداد يوم 19 تموز/يوليو. لكن مسؤولين أمريكيين قالا إن الطيران الإسرائيلي نفذ هجمات عدة على مخازن للذخيرة تابعة لجماعة عراقية تدعمها إيران.
وفي بيان لنائب رئيس الحشد الشعبي، جمال جعفر إبراهيم، حمّل “الطيران الأمريكي والإسرائيلي” مسؤولية “الهجمات المتكررة” على مقرات الحشد. وفي الوقت الذي رفض فيه الجيش الإسرائيلي التعليق على الهجمات، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على سؤال حول الموضوع أثناء زيارته لكييف، عاصمة أوكرانيا، بالقول: “لا يوجد حصانة لإيران في أي مكان”. وقال للصحافيين: “هي دولة تقول: سندمركم وسنبني قواعد لإطلاق الصواريخ ونرسل الإرهابيين ضدكم. وبالنسبة لي فليس لها حصانة”، و”سنتحرك ونحن نتحرك حاليا ضدهم طالما اقتضت الضرورة”.
وشنت إسرائيل عددا من الهجمات ضد مواقع إيرانية في سوريا خلال الحرب الأهلية التي مضى عليها أكثر من 8 سنوات. وفي العراق، سجلت أربع غارات على مواقع خلال الأشهر الثلاثة الماضية، منها ثلاثة مواقع تابعة للحشد الشعبي، والرابعة ضد قاعدة عسكرية تستخدمها الشرطة الفيدرالية والميليشيات في شمال بغداد. ودمر الطيران الإسرائيلي في هجوم 19 تموز/يوليو شحنة من الصواريخ الموجهة ذات مدى 125 ميلا، في قاعدة يستخدمها الحرس الثوري لنقل السلاح إلى سوريا، بناء على معلومات المصدر الشرق أوسطي.
وأكد مصدر عراقي وقوع الضربة التي قتل فيها ثلاثة أشخاص، من بينهم إيراني. وضربت غارة المناطق المحيطة بقاعدة بلد الجوية التي استخدمها الجيش الأمريكي سابقا، وهي الآن بعهدة الجيش العراقي وتستخدمها الميليشيات، مما أدى لحرائق بسبب انفجار قنابل كاتيوشا وهاون ومتفجرات، ولم تسجل وفيات. ورغم ضم قطاعات من الحشد الشعبي للمؤسسات الأمنية العراقية بعد نهاية الحملة ضد تنظيم “الدولة” -وهو السبب الذي أنشئ من أجله الحشد- إلا أن الولايات المتحدة ترى تلاقيا في مصالح هذه الميليشيات وإيران، وتعتبرها جماعات وكيلة، ووضعت عددا من قادتها على قائمة الكيانات الإرهابية.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن الميليشيات الشيعية العراقية باتت معبرا لنقل السلاح إلى سوريا وحزب الله في لبنان. وفي وقت لعبت فيه طهران دورا في دعم نظام بشار الأسد، الذي سمح لها ببناء قواعد عسكرية، ظلت إسرائيل توجه الغارات الجوية ضدها. وأكد العراق، الذي كان ساحة لتحالف متعدد الجنسيات لإخراج تنظيم “الدولة”، أنه ليس طرفا في النزاع، فهو جار لإيران وحليف للولايات المتحدة، ولا يريد جر الطرفين إلى مواجهة. وتقول الصحيفة إن الغارة الإسرائيلية تمثل خطرا على الولايات المتحدة وجنودها في العراق، ولهذا السبب سارعت الميليشيات العراقية إلى تحميل واشنطن مسؤولية الغارات.
وقال مسؤول أمريكي لم يكشف عن اسمه إن إسرائيل دفعت بتجاوز الحدود في العراق، وإن الغارات قد تؤدي لسحب القوات الأمريكية من العراق.
يذكر أن آخر غارة شنتها إسرائيل على العراق كانت في عام 1981 ضد المفاعل النووي تحت الإنشاء. والتزمت إسرائيل سياسة الصمت حيال الغارات على سوريا حتى بداية العام الحالي عندما كشف قائد أركان الجيش الإسرائيلي الذي أنهى مهمته، غادي أيزينكوت، أن الطيران الإسرائيلي ضرب الأهداف الإيرانية “آلاف المرات” من دون تحمل المسؤولية. وفي خطاب لمدير المخابرات الإسرائيلية، يوسي كوهين، ألقاه في تموز/يوليو، كشف أن المخابرات قامت بعمليات سرية وعلنية لمنع إيران من بناء موطئ قدم لها في سوريا.
القدس العربي